18.64°القدس
18.44°رام الله
17.75°الخليل
24.22°غزة
18.64° القدس
رام الله18.44°
الخليل17.75°
غزة24.22°
الثلاثاء 01 أكتوبر 2024
4.97جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.14يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.97
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4.14
دولار أمريكي3.72

بالصور: كيف يُساعد أرسنال أطفال العراق المشردين؟

160321122433_iraqi_children_refugees_640x360_tompilston_nocredit
160321122433_iraqi_children_refugees_640x360_tompilston_nocredit

يتلقى أطفال عراقيون فارون من الحرب في بلدهم تدريبات على كرة القدم يُشرف عليها نادي ارسنال الإنجليزي الذي تعاون مع منظمة "أنقذوا الأطفال" الخيرية لإنشاء ملاعب في مخيمات النازحين.

بي بي سي رافقت اليكس سكوت، قائدة الفريق النسائي لارسنال، أثناء تمرين مع بعض الأطفال هناك.

ربما لا توجد قواسم مشتركة بين مأساة الأطفال الذين أجبرتهم الحرب على النزوح من ديارهم والثروة والشهرة التي يتمتع بها النادي الذي يلعب في الدوري الإنجليزي الممتاز. لكنّ أرسنال يقول إنه يأمل أن يساعد المشروع في أن ينعم أطفال يمرون بأسوأ ظروفهم بمتعة كرة القدم.

إسراء، التي تغير اسمها، فرّت من منزلها قرب العاصمة العراقية بغداد عندما اقترب الصراع الذي اجتاح العراق. تركت الفتاة وراءها منزلا كبيرا بحديقة اعتادت على الجلوس فيها مع والدها، وتعيش الآن في مقطورة ضيقة من غرفتين في مخيم "ألوند" في إقليم كردستان، شمالي العراق، الذي يسكنه ما يزيد عن ستة آلاف شخص.

تقول الفتاة البالغة 12 عاما "اضطررنا إلى المغادرة بسبب القنابل والانفجارات التي كانت تقع وكنا نشعر بالخوف عند اقتراب أحد من منزلنا. كانت الصواريخ تدوّي حولنا فغادرنا في عجلة. ودّعت اثنين من أصدقائي، لكنني لم اتمكن من رؤية الآخرين".

"في البداية، شعرت بالحيرة، فلم أكن أعرف كيف غادرت منزلي وقطعت كل هذا الطريق إلى هنا. لكننا على الأقل نشعر هنا بالكثير من الأمان، إذ لم نكن آمنين في منزلنا".

هذه المنطقة من العراق تتمتع بأمان نسبي، لكنها تقع على بعد ساعات من جبهة القتال ومنطقة يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية". ومنذ يناير/ كانون الثاني 2014، أجبر الصراع ما يربو على ثلاثة ملايين شخص، نصفهم من الأطفال، على ترك منازلهم.

وبالطبع، فإنّ كرة القدم لن تعيد منازلهم، لكن يؤمل منها أن توفر لهم متنفسا.

وعندما سُئلت إسراء عما تراه جيدا في المخيم، قالت: "المدرسة وملعب كرة القدم".

وتقول أليكس، التي خاضت أكثر من 100 مباراة مع المنتخب الإنجليزي، إنه بينما لا تستطيع مقارنة ظروفها بظروف إسراء، فإن كرة القدم ساعدتها خلال مراحل حياتها.

"عندما كنت ألعب الكرة في ملعب محاط بسياج معدني شرقي لندن... كانت كرة القدم أكثر من لعبة، ومنحتني الكثير".

"هذا عندما كنت أحلم باللعب في منتخب إنجلترا وفي فريق أرسنال. كان قفص كرة القدم ذاك (بمثابة استاد) ويمبلي الخاص بي. لذا فإن كرة القدم ليست مجرد لعبة، إذ يمكنك التأثير في حياة الناس من خلالها".

ويقدم الملعبان بأرضيتهما الصناعية الخضراء واحة من الألوان وسط المشهد الترابي حول المخيمين، ليوفر للأطفال فضاءً آمنا للعب.

وحتى الآن، تمكن 2500 طفل من اللعب في الملعبين الصغيرين.

وفيما عقدت أليكس جلسة تدريب ومباراة خاصة للبنات، تابع الصبيان المشهد في الجانب الآخر من سياج يحيط بالملعب. وقالت إسراء وهي تظهر مهاراتها الكروية: "كان الصبيان يريدون الدخول بشتى الطرق".

وبصرخات تملؤها الإثارة، استعرضت الفتيات مهاراتهن في التعامل مع الكرة وشكلن حلقات تدريب قبل ارتداء ملابسهن الرياضية استعدادا للمباراة. ثم احتضن أليكس، وهن يبلغنها بمقدار سعادتهن برؤيتها، ويسألنها عما إذا كان تكثيف التدريبات سيمكنهنّ من اللعب في أرسنال أيضا.

وإلى جانب أليكس، بعث أرسنال مدربا لتدريب طاقم منظمة "أنقذوا الأطفال" داخل المخيم. ويستهدف البرنامج الفتية والفتيات على السواء، مشجعا إياهم على تكوين فرق "تتجاوز الانقسامات التاريخية".

وتشير المنظمة الخيرية إلى إنه كان من المهم للغاية أن تُمنح الفتيات الفرصة للعب مع أليكس وممثلتها في العراق، فرح الصايغ، التي قالت: "لقد جئن (الفتيات) من أسر محافظة للغاية، وليس هناك في الحقيقة معايير ثقافية تتيح لهم المشاركة في مثل هذه النشاطات".

وأضافت: "أليكس بالنسبة لهم مصدر إلهام، إذ أنها امرأة حققت نجاحا عالميا، وليس من الشائع وجود امرأة تتمتع بهذه المهارات القيادية الجيدة".

"كنت اتحدث إلى فتاة بالأمس، وقالت لي: أكون متشوقة وأنا في طريقي إلى الملعب مشيا. اتطلع إلى المجيء إلى هنا ونسيان كل مشاكلي".

ويقول إيفان غازيديز الرئيس التنفيذي لأرسنال "بعيدا عن توفير وقت للعب والانضباط والنظام في حياتهم، وهي أمور غاية في الأهمية، هناك رسالة قوية، خاصة للأطفال، ومفادها أن الأشخاص الذين تتخذهم قدوة لك والرياضة التي تمارسها يعتنون بك".

وفي الطريق المؤدي إلى المطار، دمعت عينا أليكس وهي تتذكر ما شاهدته خلال تجربتها في المخيم.

وقالت "لا استطيع الانتظار لحين العودة إلى ابنة أخي (8 أعوام) لأوضح لها أن الوضع الذي نحن فيه مقارنة بما يعانيه آخرون. إنهم أناس يعيشون أوضاعا سيئة فحسب، ولا اعتقد أننا نوليهم اهتماما كافيا".

"ابنة أخي محظوظة لأنها ولدت في المكان الذي عاشت فيه وهم في المكان الذي هم فيه، لكنهم مازالوا بشرا ومازالت تراودهم الأحلام نفسها".

160321122409_iraqi_children_refugees_640x360_tompilston_nocredit 160321122515_iraqi_children_refugees_640x360_tompilston_nocredit