17.77°القدس
17.51°رام الله
16.64°الخليل
22.77°غزة
17.77° القدس
رام الله17.51°
الخليل16.64°
غزة22.77°
الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.35دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.15يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.35
جنيه مصري0.08
يورو4.15
دولار أمريكي3.79

لماذا نحتفل بيوم المياه العالمي ؟؟

وليد الهودلي
وليد الهودلي
وليد الهودلي

نحتفل كل عام بيوم المياه العالمي لنخاطب أنفسنا بعيدا عن لغة خطاب عالمية نُسمع فيها أحقيتنا في مياهنا وحجم المظلومية التي تقع على شعبنا كنتيجة للاحتلال الواقع على مياهنا كما هو واقع على أرضنا .. ما نقوم به فقط هو أن نندب حظنا .. فلا يمكن أن نسمي يوم النكبة احتفالا لأن الإنسان لا يحتفل بهزائمه ومصائبه ، كذلك الاحتفال بيوم المياه هو بمثابة احتفال بالمصيبة ولا يمكن أن يسمى احتفلا الا إذا تحقق الاتي :

بإمكاننا أن نحتفل اذا فرضنا سيادتنا على مياهنا فإن هذا يسمى انتصارا وعندئذ يحق لنا أن نحتفل ، أما وحالنا أن مياهنا منهوبة ومسيطر عليها من قبل احتلال غاشم جشع لم يدخر وسعا ولا حيلة الا وقام بها بغية بسط سيطرته على المياه الفلسطينية ثم استغلالها أبضع استغلال .. فمياه نهر الاردن حولها بشكل حاسم الى صالحه وبحيرة طبريا جرّ مياهها الى صحراء النقب ليجعل من الصحراء أرضا خضراء ، والحولة أعدمها منذ أن أقام كيانه ومياه الخزان الجوفي للضفة الغربية استحوذ عليها ثم يتفضل ويبيعنا جزءا يسيرا منها بكميات محدودة وأسعار يتحكم بها بشكل كامل .. ومياه قطاع غزة استنفذها وجعلها غير صالحة للاستخدام البشري قبل انسحابه . ثم جعل قضية المياه باتفاق اوسلو من قضايا الحل النهائي وأبقى الوضع على ما هو عليه دون اي اكتراث بزيادة العدد السكاني وزيادة الطلب على الماء ضاربا بذلك عرض الحائط كل الاتفاقات والمواثيق الدولية والمتعارف عليها عندما يتشارك الناس مياها في ذات المنطقة التي يسكنون رغم أننا نتحدث عن احتلال وليس شريكا بأي حال من الاحوال .

بإمكاننا أن نحتفل عندما نحقق انجازا نوعيا بخصوص حصتنا من المياه ، فلو قمنا بطرح الموضوع دوليا بقوة وشكلنا فضيحة للاحتلال على مدار العام وحققنا انجازا نوعيا بزيادة ملموسة عندئذ نفرح ونحتفل ولو قليلا حتى يزول الاحتلال كاملا .

وبإمكاننا أن نحتفل بعد تنظيم قطاع المياه وتفعيل القوانين التي تنظم العلاقة بين مزودي الخدمة والناس بطريقة تحفظ الحقوق والواجبات وتجعل المواطنين أمام عدالة في التوزيع متساوين في حقوقهم وحصصهم من المياه بعيدا عن أي ظلم أو فشل اداري . أما وأن الحال كما نسمع ونرى فبماذا نحتفل ؟ هل نحتفل بنسبة الفاقد من المياه نتيجة السرقات والتسيب في ادارة المصادر وخطوط التوزيع عند الكثير من مؤسسات المياه ؟

بإمكاننا أن نحتفل عندما نعيد حقا مسلوبا بعد أن نفعل الساحة الدولية معنا من خلال العمل الاعلامي الممنهج والعمل القانوني حيث نتابع حقنا في مياهنا ونلزم الاحتلال بإيقافه عن تغوله أولا ثم نزع حقوقنا المائية ثانيا . وبالمناسبة ما يقوم به الاحتلال على الأرض بخصوص المياه بمثابة جريمة مفتوحة وفضيحة قانونية وانتهاك خطير لا يمكن الا أن تدان وتخسر خسرانا مبينا . وتحركنا المدروس والممنهج حتما سيؤدي الى نتائج باهرة وعندئذ يحق لنا أن نحتفل .