أكد ممثل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في لبنان علي بركة، أن حركته غير معنية "بدحض ادعاءات واتهامات بعض ساسة حركة فتح" لحماس بتعطيل المصالحة وتأخير الوصول إلى حكومة توافقية وفق ما جاء في "إعلان الدوحة". وقال بركة: "إن الرد البليغ على الاتهامات الموجهة لحركة حماس، هو موقفنا الواضح والملتزم أمام الجميع، ومطلبنا بالمصالحة منذ وقع الانقسام، وموافقتنا الموحدة من بنود اتفاقات القاهرة والدوحة"، داعيًا إلى ضرورة "الترفع عن كيل الاتهامات". وكان بركة يعلّق على تصريحاتٍ لعضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس وفدها للحوار عزام الأحمد، جاء فيها أن "حماس معنية بتأجيل تشكيل حكومة التوافق الوطني جراء مواصلتها منع لجنة الانتخابات المركزية بدء عملها في قطاع غزة لتحديث سجل الناخبين"، وفق قوله. ونوه بركة إلى أن هناك تفاهمًا بين رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على إعطاء الأخير فرصة لكي يؤمّن موافقة حول إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وللمجلس الوطني، وعلى وجه الخصوص في الأراضي المحتلة. وأضاف إن هذا التفاهم "موصول أيضًا بأن لا يكون عمل الحكومة خارج نقطتيْن، مهمتها الأصلية هي العمل على إجراء الانتخابات، وإعمار قطاع غزة"، محذرًا من أن عدم القيام بذلك من شأنه أن يؤدي إلى انحراف مسار المصالحة إلى طريق غير مرغوب فيه. وأبدى بركة استغرابه من "كيل الاتهامات" لحركته بعرقلة المصالحة، مؤكدًا أن هناك إجماعاً شاملاً عند قيادة حركة حماس في الداخل والخارج، على المصالحة والخروج من الحالة الراهنة المضرة بالقضية الفلسطينية، وظهر ذلك جليًا في اجتماع القيادة بالعاصمة المصرية القاهرة يوم 21 فبراير/ شباط الماضي. وتابع: "المسألة ليست عند حماس وكذلك ليست عند فتح، الموضوع بكليته أن الحكومة المتفق على تشكيلها بحاجة لتسهيلات لإجراء الانتخابات وهي مهمة أساسية، ولا يمكن أن تكون بدون ذلك وبدون انتخابات بالقدس أو الضفة الغربية". ومضى يقول: "لابد من الترفع عن تحميل بعضنا البعض من الذي يعطل المصالحة، فالأجدر والصحيح أن من يعطلها هو الموقف الصهيوني، ويقف عقبة أمام اكتمال حلقاتها"، مشددًا على ضرورة الحفاظ على الحالة التوافق الحالية وتعزيز الشراكة والوحدة الداخلية، من أجل مواجهة الاحتلال ومخططاته. وبين أن حركته غير معنية بتأجيل الحكومة وفق ما يتصور البعض، وأن حماس وقيادتها على أتم الاستعداد لبحث كل العوائق التي تؤخر تأجيل وجودها، مبديًا أمله في أن تثمر الجهود العربية والتركية في تذليل العقبات الموجودة أمام المصالحة، والعمل على دعم وجود حكومة توافقية. ورفض بركة، "بعض الادعاءات اللافتة إلى وقوف الجمهورية الإيرانية وراء تعطيل المصالحة، وخاصة من بعد زيارة رئيس الوزراء إسماعيل هنية إلى طهران"، وقال: "للأسف هذا كلام باطل ومرفوض ولا ينم عن عمق ووعي سياسيين". وشدد على أن حركة حماس "حركة مستقلة"، لم تكن في جيب أحد منذ نشأتها، وأن قرارها فلسطيني يسير وفق خط متواز مع المصالح الوطنية والقضية الفلسطينية"، موضحًا أن إيران تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني أسوة بالعديد من دول العالم الحرة.