26.12°القدس
25.88°رام الله
24.97°الخليل
28.85°غزة
26.12° القدس
رام الله25.88°
الخليل24.97°
غزة28.85°
السبت 23 اغسطس 2025
4.56جنيه إسترليني
4.75دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.95يورو
3.37دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.56
دينار أردني4.75
جنيه مصري0.07
يورو3.95
دولار أمريكي3.37

عائلة حرق منزلها فباتت بلا كهرباء ولا ماء ولا شبكة مجاري

بنصف بوابة تحمي جزء من مدخل المنزل المتهالك، وببقع كبيرة من المجاري ملأت مدخل المنزل، بجدران متهالكة متآكلة أتت النيران على غالبيتها، وبغرف يكسوها الألم، تخلو من الشبابيك، وينعدم بها شبكات الكهرباء والصرف الصحي والمياه، تلك حال عائلة كساها الفقر من كل مكان، وطغى على حياتها وجع لا يمكن وصفه.

أحد عشر بائسا يعيشون بقرية المغراقة وسط قطاع غزة، قادتهم الأقدار قبل 14 عاما للعيش بمنزلهم الحالي، بناه رب الأسرة ذو السبعين من عمره بكد جبينه، وعاش بها قرابة 12 عاما، قبل أن يقرر العيش منفردا وحيدا بعيدا عن أسرته، ليستقر به المقام بشقة صغيرة للإيجار بمنطقة الشجاعية شرق مدينة غزة.

أسرة ضحية الإهمال

الرجل السبعيني تقدم به العمر وصاحبه أمراض القلب والسكر والضغط، حتى أثّر العمر على قواه العقلية، فقرر التخلي عن أسرته والعيش منفردا، باع مصدر رزقه وهوعبارة عن "حمارين وعربيتين" وتصرف بثمنهم إيجار للمنزل الذي يعيش فيه بعيدا عن أهله بغزة.

تستفيد الأسرة من منحة الشؤون التي تقدمها وكالة الغوث لمئات الأسر في قطاع غزة، حيث تحرص ربة المنزل منها على "أكياس الطحين والسكر وبعض زجاجات السيرج" فيما يقوم الوالد المسن بتملك مبلغ 1600 شيكل الذي يحصل عليه من الشؤون كون شيك الشؤون يصرف عن طريقه، دون مراعات لعائلته وأطفاله الذي كوى الجوع أجسادهم، ونخر المرض بهم، وبات الموت أسمى أمانيهم للارتياح من حياة شكلت لهم وجع متواصل.

جدران تشبه المنزل

لعل الوصف الدقيق للمكان الذي تعيش به عائلة "أم نصر" بقرية المغراقة هو "جدران تشبه المنزل" تضم بين طياتهأحد عشر فردا يتراوح أعمار أكبرهم بين 22 عاما وأصغرهم عام بخلاف زوجة الابن الحامل بشهرها الثالث وبالإضافة إلى الأم ذو الخمسين عاما من عمرها.

منزل يخلو من الأبواب والنوافذ وخزانات مياه تعلو المنزل، به حمام بلا باب وبلا مغسلة مياه وبلا شبكة مجاري، تلجأ الأسرة إلى قضاء حاجتها بالخلاء في صورة تعيدنا إلى عصر ما قبل الجاهلية، كما يخلو المنزل من شبكة الكهرباء حيث تعرض المنزل لحريق بفعل تماس كهربائي أتلف الشبكة بشكل كامل، ولا يوجد بالمنزل أي جهاز كهربائي.

أطفال أعياهم الجوع والمرض

تلجأ "أم نصر" إلى طهي الطعام إن توفر لأبنائها وأحفادها على جرة غاز متصلة بشعلة، حيث تعيش الأسرة غالبية أيام الأسبوع بلا وجبة رئيسية، تقتات من حشاش الأرض ما تيسر للأم أن تلتقطه من بواقي محلات الخضار، وبعض ما تيسر لها من أهل الخير.

تعاني "نورهان" (14 عاما) من إعاقة بيدها اليسرى نتيجة سقوط حوض المغسلة عليها، حيث قام الأطباء بإعطائها خمس وحدات دم، وقاموا بوضع شرايين بيدها، غير أنها لا تزال تعاني من صعوبة في مد يدها الأمر الذي قد يضطرها لإجراء عملية أخرى، حيث تُراجع بمستشفى الشفاء على يدها كل شهر.

تواصل البنتان والولد الصغير ثمانية أعوام مراحلهم الدراسية في ظل حياتهم المحاطة بالمتاعب والمصائب والأوجاع، وهو ما انعكس على مستوى تحصيلهم الدراسي، غير أن والدتهم حريصة على أن ويواصلوا مشوارهم التعليمي برغم الأزمات التي تعصف بهم.

الابن الأكبر "نصر" مصاب بغضروف في ظهره، أب لولد وبنت وزوجته حامل في شهرها الثالث، يعمل في تقليم الشجر، حيث يتقاضى واحد شيكل على كل شجرة، في حال توفر له عمل بالأصل؟!

لا يزال رب الأسرة السبعيني يعيش بعيدا عن أسرته منذ ما يزيد عن عام وثلاثة شهور، ولا تزال عائلته تتخبط بهم السبل، يطرقون كل باب علهم يجدوا ما يسد رمقهم، ورمق صغارهم.