الأنفاق في رفح دخلت مركز الأساطير، الأساطير فيها قليل من الحقيقة وكثير من الخيال ، أو قل الوهم ، سمعت أحد القادة يحرض المسئولين في مصر فيزعم أمامهم أن الأنفاق أوجدت (650) مليونير في غزة كلهم من أبناء حماس؟! (650) مليونيراً يمكنهم زعزعة الأمن في سيناء من خلال شراء الذمم ، لذا يجب تجفيف منابع الأثرياء ، عاجلاً وليس آجلاً؟! حديث المال والسياسة حديث ذو شجون ، ولا شجون بغير قصص عن الفساد التي تتغذى بالمال والسياسة ، مع العناية بالحبكة الفنية التي تصل بأصحاب الحديث إلى الهدف ، والهدف هنا هو إفساد تجربة حماس في الحكم بالإعلام والقصص وإزاحة الأنصار والمؤيدين بتشويش عقولهم وإفساد عواطفهم. (650) مليونيراً من وراء الأنفاق هو حديث في السياسة لا حديث في المال أو في الواقع ، فلا يوجد في غزة مثل هذا لعدد الضخم من أصحاب الملايين لا من تجارة الأنفاق ولا من غيرها والأمر يحتاج إلى تدقيق علمي ، فالحديث هنا عن المال ، والمال حسابات وأوراق ، وليس سياسة وإعلام ، حين تجتمع في المعلومة الواحدة السياسة والمال ، فإن الأرقام المالية تخضع لخدمة الأهداف السياسية ، وعليه يترتب السؤال التالي: ما مصلحة القائد الفلسطيني الذي تحدث للمسئول المصري عن وجود (650) مليونيراً في غزة من تجارة الأنفاق ؟! المصالح السياسية ظاهرة ، وكأنه يقول للجانب المصري: أغلقوا الأنفاق ؟! أو أوقفوا التجارة الرابحة في الأنفاق وهنا يقصد البترول بالدرجة الأولى ، لأنه هو السلعة الوحيدة ذات الأهمية الحيوية ؟! 650 مليونيراً رقم يثير الصداع في الجانب المصري ، ردة الفعل المتوقعة: لا، وألف لا ، لن نسمح بهذا الإثراء على حساب المواطن المصري ؟! لعبة الأنفاق لعبة خطيرة، وحماس تمارس عملا خطيراً ، أوقفوا البترول من على (جسر السلام)؟! اعتقلوا المهربين، حاصروا الأنفاق ؟! وبهذا دخلت الأزمة كل بيت حضر ومدر في غزة ، بسبب فريّة أو أكذوبة كذبها قائد فلسطيني ، ووضعها في أرض تقبل الكذب وتنمي الإشاعات وتحولها إلى حقائق. قلنا إن الحديث في المال أرقام وحسابات وتدقيق ، وليس سياسة ولا إعلام ، نعم هناك من استفاد من تجارة الأنفاق ، وحقق مكاسب مالية محترمة ، ولكن هناك أنفاقاً أغلقها أصحابها أو متوقفة عن العمل لأنه لا جدوى من التجارة عبرها ، وفي جميع الأحوال ليس في كل قطاع غزة قديما وحديثا هذا الرقم الضخم من أصحاب الملايين ، فكيف بمن يزعم أنهم من حماس؟! بعض البسطاء يجري بالأرقام وبالأخبار دون أن يدقق فيها أو في مصدرها أو في الغاية منها ، وينسج قصصا يبالغ فيها لتأكيد معطيات سياسية واستخبارية لتحقيق أهداف مضرة بالشعب في غزة وبحماس كتجربة في الحكم ساعدتها الأنفاق على تفكيك الحصار. (650) مليونيراً كذبة نقلت من أراض فلسطينية محتلة إلى مصر من أجل محاربة حماس، من خلال تعذيب غزة، ومن أجل شيطنة الأنفاق والمستفيدين منها ، ولا يخفى على أحد العناصر السلبية والإيجابية لظاهرة الأنفاق ، هذا الحديث ليس دفاعاً عن الأنفاق وإنما تفنيداً لكذب الشيطان.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.