هناك رؤساء في هذا العالم يقدمون لشعوبهم الأمن والاستقرار والتنمية والتقدم والرفاهية والخدمات الاجتماعية.
وهناك رؤساء يقمعون شعوبهم ويمارسون القمع والعنف ويحتقرون شعوبهم ويجوعونهم ولا يحققون مصالحهم.
الشعب الفلسطيني ابتلي برئيس السلطة محمود عباس، الذي هو من نوع فريد من الرؤساء، فهذا "الرئيس" يهين شعبه كل يوم، ويحتقر التضحيات التي يقدمها، ويسيئ لمسيرته، ولا يوفر له الأمن والأمان، ويخدم مصالح عدوه.
عباس باختصار يعمل ضد المصلحة الفلسطينية.
قبل يومين ارتكب محمود عباس جريمة جديدة تضاف لسجل جرائمه.
ليلة الذكرى الأربعين ليوم الأرض، استقبل عباس وفداً يهودياً، وما حصل أثناء الزيارة أفعال مخزية لا تصدر عن بشر.
في ذكرى يوم الأرض، الذكرى التي هي نموذج وطني فلسطيني رائع لمقاومة الاحتلال، للتمسك بالهوية والأرض ورفض الاستيطان وتأكيد للانتماء، يصر محمود عباس على استقبال وفد يمثل الاحتلال، يمثل القاتل، يمثل المجرم، دون أن يكترث لمشاعر الشهداء والأسرى والجرحى، دون أن يحترم هذا اليوم الوطني المجيد.
يواصل محمود عباس جريمته..
يقف بين يدي حاخام، فيقوم هذا بوضع كلتا يديه على رأس عباس، ويدعو له بطول البقاء. ثم يعلن عباس أنه يستمع للمطربين اليهود والأغاني اليهودية، مثل المطرب موشيه الياهو.
وقبل يومين كان وفد من سلطة عباس يقدم التعازي بوفاة العقيد الصهيوني منير عمار مسؤول الإدارة المدنية الاسرائيلية التي هي مسؤولة عن عمليات قتل ومحاصرة وتجويع وترهيب الفلسطينيين ومصادرة ممتلكاتهم.
الخلاف السياسي شيء والحقارة شيء آخر.
أبو مازن هنا يضع نفسه مرة جديدة في خانة الاحتلال، يمارس طقوس التهويد، يمجد المحتل، يهلل لثقافة الكيان الصهيوني، يستقبل القاتل في يوم التضحية والوفاء.
ما جرى ليس إلا تأكيد على أننا أمام رئيس للسلطة الفلسطينية ليس له علاقة بالشعب الفلسطيني، ليس من جنس البشر، لا يحترم تاريخ الشعب الفلسطيني وهويته ومشاعره.
يصر على إحضار المحتل وثقافته العدوانية إلى مقره، لكنه لا يتحرك لإحياء يوم الأرض ولا يبالي بالأرض والانسان.
إن هذا السلوك دليل على السقوط السياسي والأخلاقي لمحمود عباس، وهي محاولة فاشلة للتقرب من المحتل، الذي يستخدم أمثاله لأهدافه فقط.
في 30 آذار/مارس كان الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده، يحيون ذكرى يوم الأرض، يعلنون تمسكهم بالأرض والوطن والتحرير والعودة والتراث.
لكن محمود عباس كان يحتفل مع وفد يمثل المجرمين والقتلة، يأكل ويشرب معهم، يتقرب منهم سياسياً.
كان محمود عباس يغني بالعبرية على جرح وجعنا الفلسطيني.