(الحل العربي) هو الحل الوحيد فيما أعتقد لمشكلة الوقود والكهرباء في غزة. العالم العربي يعيش فوق بحيرة من البترول، ولديه القدرة الكاملة لحل مشكلة الوقود في غزة، ولا أحسب أن الحل يكلّف دول البترول بما يزيد عن نصف في المائة مما تملك أو تنتج في يوم واحد، أو في أسبوع. ماذا تستهلك غزة من وقود في ضوء ما تستهلكه دول البترول العربي؟! لا شيء. لا توجد مشكلة لوجستية أو قانونية أمام (الحل العربي) فالبترول موجود، وإرادة تزويد غزة موجودة، والقوانين الدولية لا تمنع، بل تلزم الدول المحيطة بغزة وغيرها بالتدخل لحل المشكلة الإنسانية، لأن قضية غزة تحت الاحتلال تخضع لمقتضيات القانون الدولي الذي يلزم الدول بتوفير الوقود لغزة. إذا كنا قد نفينا غياب القدرة اللوجستية، ونفينا غياب الإرادة الخيرة عربيًا ونفينا الموانع القانونية، فإننا لا نستطيع نفي الموانع السياسية التي تستهدف أغراضًا غير إنسانية. (الحل العربي) يخدم غزة، ويخدم الأنظمة العربية، ويمنحها روحًا جديدة في مواجهة الاحتلال الصهيوني بلا دماء. والحل العربي لا يستثني الدور الحيوي والجوهري لمصر باعتبارها الممر الوحيد لبترول العرب إلى غزة. ثمة دول عربية أعربت للحكومة في غزة عن جاهزيتها لتزويد غزة بالوقود، وقد أعلنت الحكومة عن ذلك، وهي تتابع إجراءات التنفيذ، وتتواصل مع الطرف المصري لأنه أساس في معادلة (الحل العربي). الأنظار في غزة، وفي دول البترول، تتوجه إلى مصر وتنتظر إشارة استقبال وجاهزية وتعاون، ولا حل لمشكلة وقود غزة وكهربائها بدون مصر. ومصر التي نعرفها تحملت مسئولياتها باتجاه غزة والعرب أيضًا، والغريب هذه المرة هو في تأخر الحل المصري السريع، والحل العربي الدائم. استمعت إلى تصريح ياسر عثمان سفير مصر في رام الله وهو يقدم لجريدة فلسطين بغزة رؤية متفائلة عن قرب توريد السولار إلى غزة، ويرى أن التأخير له أسباب فنية ستعمل مصر على حلها بسرعة. ونحن كمواطنين نتقبل هذه التصريحات المتفائلة ونبني عليها لأن الغريق يتعلق بقشة كما يقولون، وتصريحات السفير وهو مسئول مرموق هي أكبر من ذلك. ونأمل أن تتحقق. غزة التي رفعت سقف الأمل بالعرب، وبالحل العربي، تأسف لموقف الجامعة العربية الصامت، حيث لم يصدر عنها نداء إلى دول البترول العربي بالتعاون على الحل، تثبيتا لصمود شعب فلسطين على أرضه. القادة العرب على مسافة أيام من انعقاد قمتهم الدورية في بغداد، وغزة توجه رسالتها إلى الأمين العام للجامعة العربية لتبني (الحل العربي) ووضعه على أجندة القمة العربية والدفاع عنه وأحسب أن الأمين العام قادر على استنهاض هذا الحل في نفوس القادة، ونذكر الأمين العام بقرار القمم السابقة برفع الحصار عن غزة. غزة وحكومتها بحثت في كل جنبات الأرض والسياسة وسيأتي الحل وسنخسر من تسببوا في الأزمة الرهان.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.