8.9°القدس
8.66°رام الله
7.75°الخليل
14.74°غزة
8.9° القدس
رام الله8.66°
الخليل7.75°
غزة14.74°
الإثنين 23 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

خبر: دوافع الحصار المصري لغزة

لا يخفى على أحد كم يمكن لمصر أن تريح قطاع غزة وتخلصه من ربقة الحصار الآثم المفروض عليه. إن رفض مصر فك الحصار على غزة هو تساوق مع المؤامرة الدولية على القطاع. هذه المؤامرة بدأت منذ فوز حماس في انتخابات عام 2006م، ولم تبدأ منذ حسم حماس للحكم في غزة في عام 2007م. في تلك الفترة كان نظام حسني مبارك يتساوق مع المؤامرة ويشدد الحصار على غزة معنوياً ومادياً، سياسياً واقتصادياً. لقد انقلب الشعب المصري العظيم على حاكمه الفاسد، كما انقلبت حماس على الفاسدين ومتجاوزي القانون في غزة. فهل يقف ثوار مصر إلى جانب إخوانهم ثوار غزة؟ ولماذا تأخر هذا الوقوف عن فك عزلة غزة وحصارها بعد سنة على الثورة العظيمة في مصر؟ وهل من علاقة بين نظام مبارك البائد والفاسدين وذيولهم الذين أرادوا (ترقيص) غزة "خمسة بلدي"؟. لكي نفهم دوافع مصر اليوم من حصار غزة، علينا أن نتذكر دوافع الحصار الدولي على غزة وفي صالح مَنْ يصُب: فشروط الرباعية الدولية على حركة حماس هي: القبول بالقرارات الدولية والمرجعية الدولية، وقبول الاتفاقيات الموقعة مع منظمة التحرير، والاعتراف بإسرائيل وحقها في الوجود والعيش بأمان، ونبذ "الإرهاب" (المقاومة). وقد أقر محمود عباس والسلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير بهذه الشروط وطالبوا حماس بقبولها. كما أقرتها مصر وبعض الدول العربية. المطلوب إذَن هو تدجين حماس كما تم تدجين حركة فتح ومنظمة التحرير من قبل. والحصول (لإسرائيل) على اعتراف من كامل الشعب الفلسطيني. ولأن حماس رفضت هذه الشروط تعرضت: لحملة الخمسة بلدي في عام 2006، ولعزل غزة عن الضفة منذ 2007، والحرب التي تواطأ فيها الجميع على غزة في آخر 2008، ومحاولة إحياء منظمة التحرير متجاهلين وجود حركة حماس في عام 2009، والضغط على حماس لقبول ورقة مصالحة منحازة لطرف على حساب الآخر بشروط مصرية في عام 2010، وخلال هذه المدة كان الحصار المشدد على غزة لتركيعها. إن هذا الحصار بات واضحاً أنه يصب في صالح القوى التي اعترفت (بإسرائيل) سواء مصر أو الأردن أو منظمة التحرير الفلسطينية. وهو حصار على المقاومة لصالح فريق التسوية. وحصار على المنهج الإسلامي لصالح المنهج العلماني. وحصار للكرامة الفلسطينية التي تأبى المهانة لصالح مدمني الركوع والذلة. وحصار عملية الانعتاق من سيطرة الاحتلال وقوى الاستعمار لصالح التبعية للمستعمر والتشبث بتلابيبه. إن دوافع الحصار المصري لغزة واضحة ويمكن إجمالها في الآتي: 1- إرسال إشارات إلى الإدارة الأمريكية بأن نظام مبارك في مصر لا زال قائماً ومسيطراً، ولا زالت أوراق اللعبة في يده، ولا زال قادراً على تنفيذ ما يُطلب منه بشأن حصار غزة. ولذلك فاجأت مصر الجميع بعد الثورة بأنها تابعت ملف المصالحة الفلسطينية وعملية تبادل الأسرى الفلسطينيين، في الوقت الذي كان من المفترض أن تنكفئ على ذاتها لترتيب البيت المصري الداخلي. 2- تأكيد أجهزة مبارك (لإسرائيل) بأنها لا زالت مسيطرة على الوضع في مصر، ولن تفك الحصار على غزة، وأنها ترغب في استمرار التنسيق الأمني مع (الإسرائيليين) لما فيه مصلحة الطرفين. 3- دفع حماس في غزة للرضوخ لشروط الرباعية. 4- دفع حماس للانخراط في عملية التسوية وفق الرؤية المصرية الساداتية والرؤية الفلسطينية العباسية. 5- منع حماس من تطبيق النموذج الإسلامي في الحكم خشية تسربه إلى مناطق عربية أخرى. 6- التأثير على صلابة مبادئ حماس الرافضة للاعتراف (بإسرائيل)، ومحاولة الوصول إلى نقيض ذلك أو أي درجة من درجات التنازل تضفي التباساً على الشعب الفلسطيني تجاه موقف حماس.