يبدو أن اليومين القادمين سيحملان كارثة إنسانية كبيرة تجتاح مدينة غزة, فمحطات ضخ المياه للبيوت ومحطات معالجة مياه الصرف الصحفي ستتوقف قريباً عن العمل بسبب نفاذ المخزون الاستراتيجي من الوقود واستمرار انقطاع التيار الكهربائي. [b]"بيوت بدون مياه"[/b] "عدلي محمد" والذي يسكن حي التفاح بمدينة غزة يشكو من انقطاع المياه لمدة يومين كاملين عن منزله بالإضافة لانقطاع التيار الكهربائي المتواصل, وهو يجلس بدون كهرباء أو مياه, وسيارات توزيع "مياه التحلية" مقطوعة بسبب نفاذ الوقود اللازم لتشغيلها. بلدية غزة أوقفت جميع عربات نقل النفايات الصلبة لتحويل الوقود الذي تعمل عليه لمحطات ضخ المياه للمنازل, حيث أكد مدير عام الخدمات في بلدية غزة المهندس "سعد الأطبش" بأن مولدات ضخ المياه للمنازل تحتاج لـ6 ساعات متواصلة من العمل لكي تصل المياه لجميع مناطق غزة, وقد تم تحويل ما تبقى من وقود لمحطات ضخ المياه ومعالجتها. وحذر "الأطبش" من أن مخزون الوقود لا يكفي سوى ليومين قادمين, مما يشكل خطراً كبيراً على حياة المواطنين نتيجة عدم وصول المياه للكثير من مناطق غزة المرتفعة. [b]"غزة ستغرق بالمجاري"[/b] ونتيجة الأزمة ستتوقف محطات معالجة مياه الصرف الصحي المركزية أهمها المحطة التي تقع في منطقة "السامر" وسط غزة, ومحطة "p7" التي تقع في حي الزيتون, والمحطة الكبرى التي تقع في منطقة "الشيخ عجلين". وأكد مفتش محطة "السامر" لمعالجة مياه الصرف الصحي "عبد الله أبو الليل", أنه في ظل توقف مولدات الصرف عن العمل فإن وسط غزة مهدد بالغرق بمياه "المجاري" لأنها منطقة منخفضة . وحذر "أبو الليل" من توقف مولدات المعالجة في أكبر محطات المعالجة بحي الزيتون, حيث ستغرق المنطقة المحيطة بالكامل في غضون نصف ساعة, موضحاً أن محطة المعالجة تضخ 10 آلاف لتر مياه في الساعة بعد المعالجة. [b] "النفايات ستملئ الشوارع"[/b] ونحن على بوابات الصيف, تصطف 500 طن من النفايات الصلبة في مجمع النفايات بالقرب من ملعب اليرموك في مدينة غزة, باعثة الروائح الكريهة, ومرتع للقوارض والحشرات, ويرجع تكدسها هناك إلا عدم وجود وقود لازم لتنقلها العربات الكبيرة على "مَكَب النفايات" شرق مدينة غزة. مدير العلاقات العامة ببلدية غزة المهندس "حاتم الشيخ خليل" أوضح أن من يقوم بجمع النفايات الصلبة من شوارع غزة هي العربات التي تجرها الحمير "الكَارَّة" نتيجة نفاذ الوقود, محذراً من كارثة صحية تصيب المواطنين وانتشار الأوبئة والأمراض نتيجة تراكم النفايات في الشوارع, وخصوصاً أن غزة مقبلة على فصل الصيف حيث "التَّخَمُّر" السريع للنفايات نتيجة الحر.