تطوّر خلاف على تشييد حائط في أحد شوارع الضاحية الجنوبية، إلى جريمة قتل، ذهب ضحيتها أحد سكان المنطقة بعدما تلقى ضربة على صدره بـ"إشبمان" درّاجة ناريّة كانت كافية لإزهاق روحه.
تفاصيل هذه الجريمة وردت في وقائع حكم قضائي، حيث نُقل "يوسف. ع" إلى مستشفى الساحل وهو غائب عن الوعي نتيجة تعرّضه لضربة على صدره من قبل الفلسطيني "عثمان. د" خلال إشكال حصل بينهما، لكنّ المصاب ما لبث أن فارق الحياة.
وتطوّر الأمر بعد وفاته إلى إقدام بعض أقاربه إلى إحراق محلات المعتدين وإطلاق النار في الهواء.
شقيق المغدور يدعى "صلاح. ع"، أوضح في إفادته أمام المحكمة أنه حوالي الساعة الرابعة والنصف من بعد ظهر يوم الحادث، حدث عراك في الشارع وشاهد "عثمان" يضرب شقيقه بـ"إشبمان" دراجة نارية على صدره، وعندما نزل إلى الشارع، أمسك به شخص من الخلف كما قام المتهم بضربه برجليه على ظهره، وهو شاهد شقيقه مرمياً على الأرض وقام بنقله إلى المستشفى حيث فارق الحياة.
الشهود الذين عاينوا المعركة أفادوا أنّهم شاهدوا تجمّعاً من الشبّان يختلفون على موقف للسيّارات، حيث كان هناك أحجار خفّان في بورة خلف البناية، أجمعوا على وضعها لإيقاف سياراتهم، الأمر الذي لم يرق لعائلة المعتدين، وكان "جمال. د" وشقيق "عثمان. د" يقفان جانبا، وما لبث أن أمسك الأخير بيوسف بشدّة ثمّ ذهب إلى محلّه المقابل وأحضر قطعة "إشبمان" لدراجة نارية وضرب بها المغدور على صدره فترنّح وسقط أرضاً.
أما الجاني "عثمان"، فأفاد أنّه شاهد "محمد. ش" يتلاسن مع أحدهم أمام محلّه وفهم أنّه سيبني حائطاً مقابل محلاتهم المعدّة لبيع الدراجات النارية، فاقترب منه وطلب إرجاع الحائط قليلا، غير أنّه بدأ يُوجّه له التهديدات ويتوعّد ببناء الحائط بالقوة.
بعد لحظات قليلة، حضر المغدور ومعه شقيقه وصهرهما فيما راح "محمّد. ش" يشتمه، ثم باغته بلكمة على وجهه فردّ عليها بالمثل، حينها ووفقا لإفادة المتهم، تدخّل المغدور "يوسف" ومن معه وقاموا بضربه بقطعة حديد، لكنه تمكّن من الإفلات منهم وتوجّه نحو المحل ولحقوا به وهم يضربونه بالعصي والحجارة، عندها وجد على الأرض قطعة "إشبمان" طولها حوالي أربعين سنتيمترا تناولها ورماها في اتجاه الذين كانوا يلحقون به دون الالتفاف إلى الخلف وتابع الهرب في اتجاه المنزل، وبعد عدة خطوات التفت إلى الوراء وشاهد "يوسف" واقفا ثمّ هوى على الأرض ليعلم لاحقاً أنه فارق الحياة.
وأكد المتهم أنّ لا خلاف أو مشاكل سابقة مع المغدور الذي اشترى قبل يومين من الحادث دراجة نارية وأعطاه شقيقه سعر مخفض وهو لم يكن ينوي إيذاءه.
تقرير الطبيبين الشرعيين أحمد المقداد ونعمة الملاح، بيّن أنّ سبب الوفاة يعود إلى رضّة في الرقبة أحدثت كسورا في الفقرتين الرابعة والخامسة، وأيضا إلى رضّة على القفص الصدري فوق القلب ما أدى إلى توقّف فوري بعمل القلب والتنفس.
محكمة الجنايات في جبل لبنان برئاسة القاضي هنري الخوري، أنزلت عقوبة الأشغال الشاقة ست سنوات بـ"عثمان" بعد اعتبار فعله من نوع التسبب بقتل المغدور عن غير قصد، فيما غرّمت شقيقه "أحمد" بمبلغ 50 ألف ليرة.
