18.57°القدس
18.25°رام الله
17.19°الخليل
23.67°غزة
18.57° القدس
رام الله18.25°
الخليل17.19°
غزة23.67°
الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.35دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.15يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.35
جنيه مصري0.08
يورو4.15
دولار أمريكي3.79

مجزرة دير ياسين لا تنسى ولا تغتفر

خالد معالي
خالد معالي
خالد معالي

"إنه شيء تأنف الوحوش نفسها ارتكابه، لقد أتوا بفتاة واغتصبوها في حضور أهلها، ثم انتهوا منها وعذبوها وقطعوا نهديها ثم ألقوا بها في النار"، هذه كانت شهادة أحد الصحفيين الذي تابع مجزرة دير ياسين ووثقها.

كيان أقيم على مجازر وأشلاء الأطفال والنساء كيف له أن يستمر ويطول عمره؟!؛ ففي التاسع من نيسان (أبريل) من كل عام تحل ذكرى مجزرة دير ياسين، التي راح ضحيتها عدد كبير من الأطفال والنساء، عقب الهجوم الذي نفذته الجماعتان الصهيونيتان (إرغون) و(شتيرن)، في نيسان (أبريل) عام 1948م.

لو أن طفلًا يهوديًّا قتلته المقاومة الفلسطينية _ولو بالخطأ_ لملأت صوره الأرض، وخرج "نتنياهو" على فضائيات العالم باكيًا تسيل دموعه، مستعطفًا العالم كي ينصره في دحر "الإرهاب".

بحسب القانون الدولي الإنساني إن مجزرة دير ياسين تعد جريمة حرب لا تسقط بالتقادم، فمن قام بها مجرم ووحش لا يحق له أن يحيا أو يعيش، ويجب ملاحقته ومحاكمته وإعدامه.

مرت 68 عامًا على المجزرة الوحشية، لكنها تبقى شاهدةً على فظاعة الجرائم التي ارتكبتها العصابات اليهودية الإجرامية لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، وطردهم إلى منافي الأرض.

250 -360 شهيدًا فلسطينيًّا قتلوا بدم بارد في المجزرة، بعد أن شنت الجماعات اليهودية هجومًا على قرية دير ياسين، الواقعة غرب مدينة القدس المحتلة، وهو ما أدى لاحقًا إلى تكرار مجازر الاحتلال التي كان آخرها مجزرة استشهاد قرابة 400 طفل خلال الحرب العدوانية على غزة عام 2014م، وإعدام أطفال وشبان صغار السن على حواجز للاحتلال.

في تفاصيل أحداث المجزرة إن عناصر المنظمتين (إرغون) و(شتيرن) شنوا هجومًا على قرية دير ياسين قرابة الساعة الثالثة فجرًا، لكنهم تفاجؤوا بنيران الأهالي التي لم تكن في الحسبان، وسقط من اليهود 4 قتلى وجرح 32، وبعد ذلك طلبت العصابات المساعدة من قيادة (هاغانا) في القدس وجاءت التعزيزات، وتمكّنوا من استعادة جرحاهم وفتح الأعيرة النارية على القرويين دون تفرقة بين رجل وطفل وامرأة.

ولم تكتف العناصر اليهودية المسلحة بإراقة الدماء في القرية، بل أخذوا عددًا من القرويين الأحياء بالسيارات واستعرضوهم في شوارع الأحياء اليهودية وسط هتافات اليهود، ثم العودة بالضحايا إلى قرية دير ياسين، منتهكين المواثيق والأعراف الدولية جميعًا بأبشع أنواع التعذيب.

مراسل صحفي فرنسي عاصر المجزرة قال: "إن مجزرة دير ياسين كانت عاملًا مهمًّا في الهجرة الفلسطينية إلى مناطق أُخرى من فلسطين والبلدان العربية المجاورة، لما سببته المجزرة من حالة رعب عند المدنيين"، ويشير بعضٌ إلى أنها كانت القشة التي قصمت ظهر البعير في إشعال الحرب العربية الصهيونية في عام 1948م.