تمثل ما باتت تعرف ب"سياسة الباب الدوار" إحدى أهم وأخطر ملامح وأركان التنسيق الأمني الذي تتباهى به السلطة الفلسطينية على مرأى ومسمع الجميع قولا وفعلا، ملقية بعرض الحائط أي اعتبارات وطنية أو أخلاقية تقدر تضحيات هذا الشعب وتكرم شهداءه وأسراه.
فقد أصبح شباب الضفة الغربية خاصة من الشباب المحسوب على التيار الإسلامي أو حتى ممن لهم باع في أي عمل مقاوم ضد الاحتلال؛ بين فكي كماشة الاحتلال وقبضة السلطة الأمنية، حيث يتبادل الطرفان الأدوار في اعتقال وتعذيب الشباب الفلسطيني، في مشهد لم يسبق لشعبنا أن عايشه من قبل.
وقد تسارعت وتيرة مشهد الباب الدوار خلال الفترة الأخيرة مع اقتراب الانتخابات الطلابية في الجامعات الفلسطينية ومع استمرار انتفاضة القدس، إذ اعتقلت أجهزة السلطة ولا تزال العديد من أبناء الكتلة الإسلامية، في وقت تزامنت فيه هذه الحملة مع أخرى موازية تقودها قوات الاحتلال ضد الكتلة الإسلامية وحركة حماس في الضفة.
وكان آخر ضحايا هذه السياسة المهندس علاء الأعرج والمهندس عبد الرحيم الصعيدي اللذين اعتقلهما الاحتلال عقب الإفراج عنهما من سجون السلطة بعد اعتقال دام أربعة شهور وإضراب عن الطعام لقرابة 20 يومًا، بالإضافة إلى اعتقال العضوين في مجلس اتحاد الطلبة بجامعة بوليتكنك فلسطين: الطالبة سلسبيل شلالدة والطالب إبراهيم سلهب، اللذين لاحقتهما أجهزة السلطة خلال الفترة الأخيرة، فضلا عن اعتقال عشرات المفرج عنهم من سجون الأجهزة منذ بداية الانتفاضة.
ويؤكد تطابق التصريحات الإسرائيلية والفلسطينية "الأمنية" في الحملات التي تستهدف مدن ومخيمات الضفة المحتلة للنيل من المجاهدين، حجم التنسيق الأمني لضرب المقاومة وجذورها بالضفة، وما يفند مزاعم قادة الأجهزة الأمنية لحملتهم الأمنية الشرسة ضد المجاهدين؛ حجم الارتياح الإسرائيلي لتلك الحملات.
ويبدو أن السلطة الفلسطينية تصر على طعن الشعب الفلسطيني للمرة الثانية، حيث كانت الأولى بسراب التفاوض الذي أفضى لمزيد من التوسع الاستيطاني ومصادرة ما تبقى من الأرض الفلسطينية دون تحقيق أي إنجاز خلال أكثر من 20 سنة، والثانية عبر تجريد الفلسطيني من سلاحه وتشديد القبضة الأمنية عليه حتى لا يتمكن من مقاومة الاحتلال لاسترداد عزته وكرامته.
تصاعد التنسيق
بدوره، أكد الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" حسام بدران، أن مشاهد سياسة الباب الدوار التي باتت تتكرر في مختلف مناطق الضفة الغربية بشكل شبه اليومي، دليل على تصاعد التنسيق الأمني بين الاحتلال والسلطة الفلسطينية.
وأشار بدران في تصريح صحفي له، إلى أن إعادة اعتقال أبناء فصائل المقاومة من الاحتلال فور الإفراج عنهم من سجون الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة، الذي كان آخرهم المهندسان: علاء الأعرج وعبد الرحيم الصعيدي، وعضوا مجلس الطلبة في جامعة بوليتكنك فلسطين سلسبيل الشلالدة وإبراهيم سلهب؛ يشكل طعنة غادرة في ظهر انتفاضة القدس.
وشدد القيادي في حماس على أن استمرار السلطة في سياسة التنسيق الأمني يجني الكثير من الويلات على شعبنا الذي يصبو للحرية، منوهًا إلى أن تبادل الأدوار في اعتقال المقاومين والشرفاء يعدّ وصمة عار على جبين السلطة الفلسطينية.
ودعا بدران كافة فصائل العمل الوطني لتبني موقف واحد تجاه التنسيق الأمني الذي تصر قيادة السلطة عليه، بهدف الخروج بصيغة مشتركة تحمي المقاومة وتحافظ على مكتسباتها وإنجازاتها التي سطرتها دماء الشهداء وآهات الأسرى داخل سجون الاحتلال.
يشار إلى أن الاحتلال اعتقل عشرات المفرج عنهم من سجون الأجهزة منذ بداية الانتفاضة، أبرزهم: المهندس علاء الأعرج والمهندس عبد الرحيم الصعيدي، الذين تم اعتقالهما أمس عقب الإفراج عنهما من سجون السلطة بعد اعتقال دام أربعة شهور وإضراب عن الطعام لقرابة 20 يومًا.
