19.44°القدس
19.28°رام الله
18.3°الخليل
24.31°غزة
19.44° القدس
رام الله19.28°
الخليل18.3°
غزة24.31°
الإثنين 07 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

عشرون منهم سيموتون يومياً..

خبر: صرخة أخيرة من مرضى الكلى بغزة

توقفت عجلة الحياة في قطاع غزة بكل ما تحمله الكلمة من معنى بسبب انقطاع الكهرباء والوقود، فالمواصلات تكاد تتوقف، والجامعات على وشك أن تغلق أبوابها وكذلك المدارس، والمخابز على وشك الإغلاق، علاوة على الحركة اليومية للمواطنين. وتتفاقم أزمة الوقود في القطاع لتطال جميع مناحي الحياة بما فيها قطاع الصحة الذي يعاني من شلل نصفي حتى اللحظة، فمرضى الكلى الذين يصطفون على أسرتهم البيضاء يتهددهم الموت إذا ما استمرت الأزمة ليومين كما قال الحكيم رمزي أبو نمر المشرف على قسم الكلى بمجمع ناصر الطبي. [title]عشرون ضحية يومياً[/title] ويضيف أبو نمر، "نحن نحتاج أكثر من عشر ساعات يومياً لتشغيل قسم الكلى بمستشفى ناصر، وإن قلّت هذه الساعات فإن خطراً محدقاً يتهدد هؤلاء المرضى"، وقدر عدد الوفيات في صفوف مرضى الكلى إذا استمرت هذه الأزمة إلى ما يقرب من عشرين مريض من أصل سبعين في اليوم الواحد. وطالب أبو نمر، أصحاب القرار بتوفير الوقود اللازم، مستدركاً "على الأقل للمستشفيات حفاظاً على أرواح المرضى الذين يعتمدون على الأجهزة الكهربائية لاستمرار حياتهم". [title] آلام وأوجاع[/title] المواطنة مريم أبو سيسي، التي كادت روحها تخرج مع كلماتها التي تنطق بها، تحدثت عن معاناتها ومعاناة كل من مثلها، تقول "أنا باختصار مريضة الكلى، أعاني ما أعانيه مع وجود الكهرباء الذي نعتمد عليها بشكل أساسي لتنقية الدم؛ فما بالكم بانقطاعه أكثر من ثمانية عشر ساعة يومياً، وتصمت هنيهة بألم وهي جالسة خلف جهاز غسيل الكلى ثم تقو:ل "أحتاج إلى غسل الكلى ثلاث مرات أسبوعياً". وتتحدث أبو سيسي عن معاناة المواصلات "أضطر للوقوف لساعات في الشارع ولا أجد من يقلني للمستشفى بسبب هذه الأزمة مما يزيد معاناتي". وبينت بوجع المرض "في العديد من المرات نعاني من انقطاع الأدوية والمستلزمات الطبية الخاصة بآلة غسيل الكلى، والآن انقطاع الكهرباء والوقود؛ لتكتمل معاناتنا وآلامنا"، وفي العديد من المرات وبسبب انقطاع التيار الكهربائي تقع مريم مغشياً عليها لتأخرها عن جلسة غسيل الكلى. "محمد إصليح" مريض أخر بالكلى يواصل غسيل الكلى منذ أحد عشر عاماً وحتى اليوم، يقول وخراطيم الغسيل تخرج من يده :"الوضع صعب فنقص الوقود وانقطاع الكهرباء يزيد من معاناتنا، وبسبب نفاذ السولار توقفت الإسعافات، ومنذ عشرة أيام لم أغادر المستشفى بسبب وضعي المادي الذي لا يسمح لي بدفع أجرة التاكسي". فإصليح متزوج وله من الأطفال أربعة مما يزيد المعاناة عليه وعليهم، لأنهم يترددون لزيارته في المستشفى بصعوبة في ظل هذا الوضع الصعب، موجهاً نداء استغاثة للحكومة المصرية والأشقاء العرب بأن يتدخلوا لحل هذه الأزمة. [title] أزمة متدحرجة[/title] من جهته قال د. جمال الهمص المدير الطبي بمجمع ناصر، إن "نقص الوقود وانقطاع الكهرباء في القطاع له أثر كبير على الخدمات الصحية وخاصة في الأماكن الحساسة مثل العناية المركزة والحضانة، ووحدة الكلى التي يقدر عدد المسجلين فيها سبعون مريضاً ويزورون الوحدة بمعدل مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعياً، وفي حال الأزمة فإن تقديم الخدمات لهم يكون معدوماً لأن أجهزة غسيل الكلى تعتمد اعتماداً كلياً على التيار الكهربائي، وعند انقطاعه وشح الوقود فإننا نحكم على هؤلاء المرضى بالموت العمد". وأضاف "قامت إدارة مجمع ناصر بترشيد استهلاك الكهرباء في جميع الأقسام، باستثناء الأقسام الحساسة التي يستحيل الترشيد فيها، مثل قسم الكلى والعمليات والعناية المكثفة"، مبيناً أن عمل المولدات الكهربائية لساعات طويلة مستحيلاً، وقال :"مع استمرار هذه الأزمة سينفد الوقود اللازم لتشغيل هذه المولدات". ووجه د. الهمص نداءً عاجلاً إلى المؤسسات والجمعيات الدولية وجامعة الدول العربية وجمهورية مصر العربية، للتدخل وحل الأزمة، مطالباً بأن يقف كلاً عند مسؤولياته وتزويد قطاع غزة بالكهرباء والوقود حفاظاً على أرواح المرضى. [title] شلل كامل[/title] وتعاني مستشفيات قطاع غزة من نقص حاد في كميات الوقود، الأمر الذي يشكل كارثة إنسانية، في ظل بلوغ نسبة العجز 50%، خاصة مع وجود أزمة الكهرباء، والحاجة الماسة لتشغيل المولدات في المستشفيات. وقال بسام برهوم مدير دائرة مخازن اللوازم العامة بوزارة الصحة، إن معدل الاستهلاك بالساعة لجميع المستشفيات بلغ 815 لتراً، بواقع 65200 لتر في حال انقطاع الكهرباء لثماني ساعات. وأضاف "الاستهلاك الشهري التقديري للوقود هو 163.200 لتر، بمعدل 1.958.400 لتر سنويا".