زيارة شقيقات الزوج لمنزل العائلة في أحد أيام الأسبوع، ينتظرها أفراد العائلة للم الشمل والتئام العائلة، بعد أن جعلت سنة الحياة الشقيقات اللواتي عشن تحت سقف واحد لسنوات طويلة متفرقات مع عائلاتهن الجديدات الخاصة بهم، ولكن هذا اليوم العائلي المميز قد يتسبب بانزعاج بعض الزوجات عندما يجدن من أزواجهن معاملةً خاصة واستثنائية لشقيقاتهن.
فروق وتمايز
تقول ربى عزام (28 عامًا) وهي متزوجة منذ 7 أعوام, إنها تشعر بغيرة كبيرة عندما تشاهد زوجها جالسًا وسط شقيقاته الستة، في أجواء يسودها الضحك والانسجام والحديث الشخصي إلى أبعد الحدود.
وأضافت: زوجي يعيش معي حياة جادة جدًا، فنادرًا ما أراه يضحك ونادرًا ما يحدثني عن مغامراته أو مواقفه التي حدثت معه، ولكن عندما تأتي شقيقاته إلى منزل العائلة أراه في أفضل أحواله ويحدثهم بكل المواقف التي تعرض لها والتي لم يخبرني بها أصلًا، وهذا الأمر يزعجني بشكل كبير".
ولفتت النظر إلى أنها تعاني مع زوجها بحياة يسودها الروتين والملل، وأنه نادرًا جدًا ما يخبرها نكتة لرسم الضحكة على وجهها ولكسر الصمت والملل الحاصل بينهما، "ولكن هذا لا يحدث مع شقيقاته حيث ألمس بشكل واضح انسجامه اللامتناهي معهن الأمر الذي يجعلني أتساءل: هل زوجي طبيعته صامت وجاف، أم أنه كذلك خلال معاملته معي فقط؟".
وبيّنت أنه عندما تزور شقيقات زوجها بيت العائلة، فإن زوجها يقضي اليوم بطوله بينهن، "حتى أنه بالكاد ينسى أن لديه زوجة وأبناء، فهل انزعاجي مبرر أم أن انغماس زوجي مع شقيقاته أمر يعود إلى اشتياقه ومحبته لهم؟".
أما فريدة محسن (31 عامًا) وهي متزوجة منذ 9 أعوام، فهي أيضًا تشعر بشعور الغيرة الذي يتملكها وينعكس على علاقتها بزوجته بالسلب، عندما ترى زوجها يتعامل مع شقيقاته معاملة استثنائية لا تراها منه بالمطلق.
وقالت محسن: "رغم أنني زوجته وشريكة حياته، إلا أن هذه الكلمات خالية تمامًا من المضمون الإيجابي بالنسبة لزوجي، الذي يعامل شقيقاته عندما يزرن منزل العائلة معاملة مميزة للغاية، فهو يمازحهن بشكل مستمر ويخبرهن بأسراره الشخصية التي لا يرغب في إخباري بها، وهذا يجعلني أنزعج بشكل كبير".
وبيّنت محسن أنه عندما ينتهي هذا اليوم وترحل كل واحدة من شقيقاته إلى بيت زوجها، فإنه عادةً ما تنشأ المشاكل بينها وزوجها بسبب عدم لمس مثل هذه الروح والمعاملة منه خلال حياتهما المشتركة معًا.
وأضافت: "كثيرًا ما تحدث المشكلات، وتبدأ عندما أطلب من زوجي سببًا واضحًا في عدم معاملتي كشقيقاته، وعادةً ما يخبرني أسبابًا من بينها أنه يشتاق لهن جدًا، أو بسبب عدم حفظي للأسرار وتكرار ما يخبره لي أمام أهلي الأمر الذي يزعجه كثيرًا".
غريزة التملك
المتخصص الاجتماعي زهير ملاخة يرى أن غيرة بعض الزوجات من شقيقات أزواجهن بسبب معاملة الزوج المميزة لهن، يعود إلى امتلاكها لغريزة التملك.
وقال ملاخة: "الزوجة تميل إلى حب التملك كما الأم تمامًا التي تحب أن تشعر أن ابنها ملك لها، كذلك الزوجة تشعر أن زوجها ملكها وحدها وتحب امتلاك زوجها وهذا التفكير يكون دارجًا عند بعض الزوجات وهو جزء من التعبير عن الحب لهذا الزوج".
وبيّن أن هذا تصرف تسيطر عليه العاطفة وينتج عنه بعض ردود الأفعال والمشاعر التلقائية، "فإذا رأت الزوجة أن هناك شخصًا ينافسها على زوجها حتى لو كانت شقيقته تشعر بشيء من الغيرة، وتعبر عن ذلك بملامح وجهها أو بعض الردود العفوية منها مثل شيء من العصبية أو الفضول لمعرفة عن ماذا يتكلمون بصوت منخفض، وهذه تصرفات تعبر عن غيرة الزوجة من شقيقات زوجها، ودافعه هو الحب. وهذا يدلل على غلبة العاطفة على العقل عند بعض الزوجات".
ولفت ملاخة النظر إلى أنه في حالات يكون التمايز في المعاملات ناتج عن الجفاء العاطفي والفجوة بين الزوج والزوجة وعدم الثقة أو عدم تقبل الزوج لزوجته وتراكم المشاكل العائلية، "وهنا يظهر الفرق في معاملة الزوج مع شقيقاته التي ينسجم معهن ومع زوجته التي لا ينسجم معها".
ونصح ملاخة الزوج أن يكون حكيمًا في التعامل مع هذا المشهد، وأن يعامل زوجته كما شقيقاته، ولا يشعرها بالفروق، "فالزوجة لها حقوقها أيضًا وكذلك الأخوات، لذلك يجب عليه أن يكون متوازنًا في المعاملة والعدل بينهن"، كما يرى أنه من الضروري أن يكون الزوج على دراية ووعي بنفسية زوجته، وأن يتفاهم مسبقًا معها على هذه الأمور.
