18.08°القدس
17.83°رام الله
17.19°الخليل
23.02°غزة
18.08° القدس
رام الله17.83°
الخليل17.19°
غزة23.02°
الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.35دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.15يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.35
جنيه مصري0.08
يورو4.15
دولار أمريكي3.79

منظمة التحرير والارتباك الداخلي

عصام شاور
عصام شاور
عصام شاور

عندما تقرأ عنوانًا مبدوءًا بعبارة "فضيحة وطنية" تعتقد أنه تم توقيع اتفاق سياسي جديد يذهب بما أبقت عليه اتفاقية أوسلو، أو أن كارثة حقيقية حلت على مستوى الوطن, ولكنك تستفز حين تكمل الخبر لتجد أن الفضيحة الوطنية بالنسبة لهم هي عدم معرفة غالبية الشباب الفلسطيني لتاريخ تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية التي فشلت فصائلها مجتمعة في الحصول على أغلبية في آخر انتخابات تشريعية.

إن إنقاذ منظمة التحرير من الاستمرار في تراجعها على المستوى الشعبي لا يكون بالعبارات المنمقة ولا بالتصريحات المخالفة للواقع إرضاء للشعب، بل بتغيير سياستها ومنهاجها والعودة _على الأقل_ إلى الأصل والكفاح المسلح.

في الفترة الأخيرة لاحظنا إرباكًا شديدًا يجتاح المنظمة، من ذلك اشتداد الخلافات بين حركة فتح من جهة والجبهتين الشعبية والديمقراطية من الجهة الأخرى, حيث تم قطع مخصصات الفصيلين المالية لأسباب لم تؤكد حتى هذه اللحظة، ولكن سبق ذلك انتقادات حادة من جانب الجبهة الشعبية للرئيس محمود عباس، كما قام بعض الأفراد بحرق صوره إلى جانب رفع صفة "الرئيس" من بيان الجبهة الأخير، ولكن بالنسبة للجبهة الديمقراطية فلا أعلم سببًا يدعو إلى قطع مخصصاتها.

الإرباك ظهر أيضًا في موجة التصريحات المتناقضة والتي صدرت عن قيادات في فتح، وكانت البداية مع سري نسيبة الذي أعاد طرح الخيار الأردني كحل للقضية الفلسطينية ناسفًا بذلك ربع قرن من المفاوضات وكأنه يريد أن يبدأ من الصفر، ثم تلا ذلك سيل من الردود الغاضبة والغريبة أحيانًا كما جاء على لسان القيادي التاريخي في الحركة أحمد قريع الذي قال ردًا على طرح الخيار الأردني: "من يجلب القدس والبلاد ويقوم بتحريرها فليأخذها ولن نختلف مع أي أحد حيال ذلك لكن من حق الشعب الفلسطيني أن تكون له دولة مستقلة"، أنا شخصيًا لم أفهم ما الذي يقصده وربما هو أيضًا لا يعرف ما قاله، والكلام الوحيد الذي فهمته منه هو تحميله لحماس المسؤولية عن تعطيل المصالحة، أما القيادي أحمد عبدالرحمن فهو لا يؤمن بالانتخابات كحل للانقسام ويطالب بتشكيل جبهة وطنية تضم كل الفصائل الوطنية والإسلامية وعلى أساس برنامج مشترك ولا علاقة له بمنظمة التحرير، أي أنه يريد أن تظل المنظمة في الجانب الآمن دون مساس، ولكل ما سبق أشعر أن إرباكًا يلف منظمة التحرير وجميع فصائلها، وإذا ما تفاقمت الأمور أكثر فإن ذلك يرتد سلبًا على الشعب الفلسطيني والمصالحة ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي.