19.44°القدس
19.28°رام الله
18.3°الخليل
24.31°غزة
19.44° القدس
رام الله19.28°
الخليل18.3°
غزة24.31°
الإثنين 07 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

خبر: هل ستبلغ إسرائيل أمريكا في حال هاجمت إيران؟

ما زال النقاش حول طرق التعامل مع الملف النووي الإيراني تحتل مكاناً واسعاً في التداول الإعلامي والجدل السياسي في الساحة الإسرائيلية، بل حتى في المناكفات الشخصية لمجموعة من القادة في إسرائيل. وتناول النقاش في مؤخراً سؤالاً مركزياً إذا كانت إسرائيل ستقوم بإبلاغ الولايات المتحدة بشكل مسبق في حال قررت مهاجمة إيران؟ أم أن هذا الأمر ليس من الضرورة بمكان؟ وما زاد في وتيرة هذا النقاش اللقاءات المتبادلة بين مسئولين إسرائيليين وأمريكيين على أعلى للتنسيق السياسي والأمني في التعامل مع الملف الإيراني. والسؤال هل فعلاً لن تبلغ إسرائيل واشنطن في حال قررت ضرب إيران؟ بالرغم من امتلاك إسرائيل لقدرات هجومية عبر سلاحها الجوي والصاروخي، ووصول تجهيزات وتدريبات جيشها لمرحلة متقدمة وصولاً لساعة صفر مفترضة لمهاجمة إيران، إلا أن معظم الخبراء يشككون في مقدرة إسرائيل على تدمير البرنامج النووي الإيراني لعدة أسباب منها؛ طبيعة التحصين الإيراني لمواقعها النووية، والشبكة الدفاعية المحيطة بها، وإخفاء أجزاء مهمة تحت طبقات صخرية في الجبال، وتوزيع المنشآت على امتداد الأراضي الإيرانية، وتمويه جزء منها. كما أن إسرائيل لا تمتلك مسارات آمنة لطائراتها في طريقها لضرب إيران وعودته؛ لأنها ستمر عبر دول غير صديقة لإسرائيل (تركيا)، وإما حليفة لإيران (العراق وسوريا)، عدا عن الأهداف الإيرانية بعيدة عن إسرائيل مما يلزم تزويد طائراتها بالوقود في الجو، وهذا يتطلب وجود "أجواء صديقة" وهو ما لا يتوفر لإسرائيل حالياً. كما أن قدرة إسرائيل على إعادة شن مزيد من الغارات في حال ردت إيران بقصف إسرائيل هو أمر موضع شك كبير. كل هذه العقبات والصعوبات ترجح عدم مقدرة إسرائيل لوحدها على تدمير برنامج إيران النووي؛ لذلك يعتقد الخبراء في إسرائيل أن ضرب إيران سيعمل على إبطاء المشروع النووي الإيراني وليس تدميره. وهو ما يؤكد فرضية ألا تقوم إسرائيل بمفردها بضرب إيران، عدا عن عدم إبلاغ أمريكا المسبق بنيتها مهاجمة إيران. أما الجانب الأخر فيتعلق بالولايات المتحدة، فواشنطن تعلم أن الرد الإيراني على ضربة إسرائيلية قد لا يكون بالضرورة موجه فقط ضد إسرائيل، وذلك لمحدودية الأدوات الهجومية التي تملكها إيران لاستهداف إسرائيل بشكل مباشر، فأمريكا لن تسمح لإسرائيل بالعمل وحدها ضد إيران؛ لأن الضرر الأساسي والمباشر قد تتحمله أمريكا؛ فإيران قد تلجأ لاستهداف كل ما تطاله ذراعها العسكري من المصالح الأمريكية. وتبدي بعض التقديرات الإستراتيجية الأمريكية قلقها من أن تلجأ إيران لتوسيع دائرة انتقامها، لتشمل مناطق في آسيا الوسطى وشمال أفريقيا. كما أن التحليلات الإسرائيلية والأمريكية تؤكد أن حزب الله سيدخل في معركة ضد إسرائيل إذا ضُربت إيران، وهو ما أعلنه صراحة زعيم حزب الله حسن نصر الله، مما يعني دخول المنطقة في دوامة من الاضطرابات تؤدي إلى الإخلال بكل التوازنات الأمريكية التي تحاول المحافظة عليها في ظل الربيع العربي الذي افرز حالة من عدم اليقين عند الإدارة الأمريكية؛ لذلك نجدها تسير على حبل دقيق في تعاملها مع المنطقة في هذا الوقت، ولا تريد تسخين الأجواء بشكل يعزز التوجهات المعادية لأمريكا. ولا تخفي أمريكا مخاوفها الاقتصادية من تبعات ضرب إيران، وهو ما أعلن عنه بكل وضوح وزير الدفاع الأمريكي، خاصة في ظل الأزمة الحادة التي تعيشها الدول الغربية. ومما سيزيد من تعقيد الأمور هو قدرة إيران على إغلاق مضايق بحرية حيوية لتجارة النفط، عدا أن أي حرب في منطقة الخليج سترفع أسعار النقط إلى أرقام قياسية؛ وهي أزمة ستتأثر بها كل العالم. كما أن هناك تداعيات دولية مهمة تخشاها المجوعة الغربية، لأن الاعتقاد السائد هناك أن أي ضربة لإيران ستدفعها لإعلان انسحابها من معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، وإلحاقه بقرار الإسراع في البرنامج العسكري بحجة حقها في امتلاك السلاح في ظل تعرضها لاعتداء خارجي, هذه التداعيات تزيد من تأيد فكرة أن أي هجوم إسرائيلي على إيران ليس فقط غير قادر على إنهاء البرنامج النووي الإيراني، بل سيعززه ويسرع وتيرته. كما ستطلق سباق تسلح محموم في كل المنطقة. في هذا السياق من الجدير ذكره أن إسرائيل عندما قرر مهاجمة موقع سوري قالت عنه انه منشأة نووية في (دير الزور)، اضطر (تل ابيب) عندها لإرسال رئيس جهاز الموساد السابق (مئير داغان) لمقابلة الرئيس الأمريكي حينها (بوش الابن) للحصول على الضوء الأمريكي الأخضر اللازم للهجوم، مع أن إسرائيل كانت تدرك أن سوريا لن ترد على الهجوم. وفي حال وقع المحظور وهاجمت إسرائيل إيران في ظل إعلان الولايات المتحدة عدم علمها، فتكون إسرائيل قد سعت إلى توريط أمريكا في صراع لا تريده، وسيكون ذلك علامة فاصلة في طبيعة العلاقة بين البلدين، وإما أن يكون هناك تنسيق مسبق، وغير معلن بين الجانبين. إلا أن ذلك لا يمنع من توسيع الرد الإيراني في الاتجاهات المختلفة في حال شعرت بتهديد وجودي للدولة أو النظام.