بدأت الأمم المتحدة، الأربعاء، تنفيذ خطة لإجلاء 500 شخص، معظمهم مصابون، من أربع مدن تحاصرها القوات الحكومية السورية أو مقاتلو المعارضة.
وغادرت أول حافلة تقل 15 شخصا من مقاتلي المعارضة أحدهم مصاب وعشرة مسنين، عصرا مدينة الزبداني التي تسيطر عليها المعارضة غربي دمشق، وفق ما ذكرت وكالة "فرانس برس".
وعلى الصعيد السياسي، حذر دبلوماسي غربي بارز، الأربعاء، من احتمال الفشل في استئناف مباحثات السلام السورية الهشة لعام كامل على الأقل إذا توقفت الآن، بينما تطالب المعارضة بمزيد من الدعم العسكري بعد إعلانها انتهاء الهدنة.
وأصبحت الهدنة القائمة في سوريا منذ ستة أسابيع في خطر بسبب احتدام القتال على الأرض. وتوسطت الولايات المتحدة وروسيا للتوصل لهذه الهدنة لتمهيد الطريق لانطلاق أول مباحثات سلام تحضرها أطراف الصراع منذ أن بدأ قبل خمس سنوات.
ويبدو أن هذه المباحثات نفسها التي تجرى تحت رعاية الأمم المتحدة في جنيف قد انهارت هذا الأسبوع. وتقول المعارضة إنها أعلنت "تعليق" المفاوضات رغم أنها ترفض اعتبار انسحابها سببا لانهيار المفاوضات.
وقال الدبلوماسي الغربي لرويترز -طالبا عدم الكشف عن هويته- وهو يصف سيناريو لا تزال القوى الدولية تأمل في تفاديه "إذا انتهت هذه المفاوضات الآن.. فستتوقف لعام على الأقل.. الروس سيهجمون بضراوة استغلالا لغياب الولايات المتحدة. سيزيد اللاجئون بواقع ثلاثة ملايين وسيقتل آلاف آخرون".
ويقول وفد الحكومة السورية إن وضع الرئيس بشار الأسد غير مطروح للتفاوض، بينما تعتبر المعارضة إزاحة الرئيس عن السلطة شرطا مسبقا وتشكو من عدم تحقيق أي تقدم على صعيد وقف العنف وإيصال المساعدات الإنسانية والإفراج عن المعتقلين.
وتتعرض الهدنة الهشة أساسا لانتهاكات كثيرة خلال الأسبوعين الماضيين قرب حلب، حيث يتهم الجيش السوري جماعات المعارضة بالمشاركة في هجمات يشنها مسلحون لا يشملهم وقف إطلاق النار.
وقال دبلوماسيون غربيون إن مشاورات تجرى الأربعاء لتقييم الحاجة لعقد اجتماع وزاري للقوى الكبرى خلال الأسبوعين المقبلين في محاولة لتعزيز آلية مراقبة اتفاق الهدنة.
وسيتسبب انهيار مباحثات جنيف في فراغ دبلوماسي قد يسمح بمزيد من التصعيد في القتال.
وقال أنس العبدة، رئيس الائتلاف الوطني السوري، المقيم بتركيا إن مباحثات جنيف "عديمة الجدوى"، وإنه لا أمل في مناقشة الانتقال السياسي.
وفي مؤتمر صحفي بث عبر محطات التلفزيون من إسطنبول طالب العبدة "بدعم كمي" لجماعات المعارضة، وقال إن الحل يجب أن يكون "سياسيا-عسكريا".
واقترب مبعوث الأمم المتحدة لسوريا ستافان دي ميستورا أكثر من أي مفاوض آخر من جمع أطراف القتال في مباحثات سلام بدأت الشهر الماضي بعد بدء تطبيق اتفاق الهدنة الجزئية.
لكن الجانبين أخفقا حتى الآن في تضييق هوة الخلاف بشأن قضايا كمصير الأسد، وسيكون من الصعب إغواء المعارضة بالعودة لمائدة التفاوض إذا استؤنف القتال في ظل استفادة القوات الحكومية من الدعم العسكري في ميادين القتال.