على مدار شهر كامل، نفّذت وزارة الداخلية والأمن الوطني مناورات تدريبية لكافة أجهزتها الأمنية والخدماتية في محافظات قطاع غزة الخمس.
المناورات المتفرقة شهدت محاكاة لتعرّض مواقع ومنشآت عسكرية ومدنية بغزة لقصف إسرائيلي، وعمليات إخلاء جرحى ومصابين من قبل مسعفين وعناصر الدفاع المدني، إضافة لانتشار مكثف لعناصر الشرطة في مختلف مناطق القطاع الحيوية.
وبحسب ما أعلن الناطق باسم "الداخلية" إياد البزم، فإن هذه المناورات جاءت بهدف رفع كفاءة أجهزة الوزارة لضمان تقديم الخدمة لأبناء شعبنا في الظروف والأوقات الصعبة والطارئة.
مناورة شاملة
وكشف البزم خلال اتصال هاتفي بـ"فلسطين الآن"، الخميس، أنه تجري الاستعدادات لتنفيذ مناورة شاملة وموحدة في كافة المحافظات، يشارك فيها أكثر من 15 ألف عنصر من جميع الأجهزة التابعة لوزارة الداخلية.
ورفض البزم تحديد يوم إجراء هذه المناورة، لكنه قال إنها قد تجري خلال الأسبوعين القادمين.
وأوضح أن هناك لجنة خاصة ستجتمع قريبًا لترتيب الخطة النهائية للمناورة التي ستتضمن تحديد "ساعة صفر" تبدأ عندها المناورة في كافة محافظات قطاع غزة الخمس.
ونفى الناطق باسم وزارة الداخلية والأمن الوطني ارتباط هذه المناورات بالتهديدات الإسرائيلية المتصاعدة ضد قطاع غزة، مؤكّدًا أن التخطيط لتنفيذها بدأ قبل عام ونصف.
وتابع "عقب العدوان الأخير على القطاع، تم تشكيل لجنة خاصة لاستخلاص العبر وإعطاء تقييم شامل لأداء الأجهزة الامنية خلال العدوان، بهدف معالجة نقاط الخلل وتطوير الأداء، وهذا ما يتم العمل عليه حاليًا".
وأكّد أن الهدف الرئيس من هذه المناورة هو الوقوف على جهوزية كافة أجهزة الوزارة للعمل في وقت الطوارئ والأزمات، وهي رسالة طمأنة لجماهير شعبنا على قدرة "الداخلية" تقديم خدماتها في أصعب الظروف والأوقات.
ارتياح شعبي
ورغم ما أعادته المناورات التي أجرتها وزارة الداخلية في محافظات غزة لأذهان المواطنين من صور الموت والدمار وأصوات القصف التي حصدت أرواح آلاف المدنيين خلال العدوان الإسرائيلي الأخير صيف عام 2014م؛ إلا أن حالة من الارتياح الشعبي سادت محافظات القطاع.
وأعرب المواطن محمود نصار، من مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، في حديثه لـ"فلسطين الآن"، عن ارتياحه التام للمناورات لأنها أوصلت رسالة طمأنة للمواطنين أن هناك أجهزة أمنية جاهزة للتعامل في أي طارئ وتحت أي ظرف.
وتابع "المحاكاة التي تم تنفيذها كسرت حاجز الخوف لدى الناس، ومن خلال ما شاهدناه عبر وسائل التواصل الاجتماعي وما نشر على وسائل الإعلام لاحظنا قدرة الأجهزة على التعامل مع الطوارئ، وهذا طمأننا بشكل كبير".
أما المواطن معتز الخالدي، من مخيم البريج وسط قطاع غزة، فرأى في حديثه لـ"فلسطين الآن"، أن هذه الخطوة التي نفذتها وزارة الداخلية تزرع في قلوب الناس الثقة بالأجهزة الأمنية التي برغم قلّة الإمكانيات والتحديات الصعبة إلا أنها أبدت جهوزية عالية لمواجهة أي عدوان إسرائيلي.
وأشاد الخالدي بالنشرات والتعميمات والبلاغات التي استخدمتها وزارة الداخلية في الإعلان عن هذه المناورات، سواء عبر وسائل الإعلام المحلية أو عبر مكبرات الصوت في المسجد أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.
واقترح الخالدي على "الداخلية" إصدار نشرة خاصة للمواطنين تحتوي على تعليمات وإرشادات للتعامل الأمثل وقت الطوارئ.
