15.57°القدس
15.33°رام الله
14.42°الخليل
19.3°غزة
15.57° القدس
رام الله15.33°
الخليل14.42°
غزة19.3°
الأحد 16 نوفمبر 2025
4.24جنيه إسترليني
4.55دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.75يورو
3.23دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.24
دينار أردني4.55
جنيه مصري0.07
يورو3.75
دولار أمريكي3.23

تقرير: سلسبيل الشلالدة .. الطالبة المميزة نقابيًا ووطنيًا

سلسبيل الشلالدة
سلسبيل الشلالدة
الضفة المحتلة - فلسطين الآن

عميقة التفكير .. كثيرة المرح .. سديدة الرأي .. بهذه الكلمات حاولت إنصاف الشلالدة أن تصف شقيقتها الأسيرة سلسبيل.

سلسبيل زوادي الشلالدة من بلدة سعير شمالي مدينة الخليل، اعتقلت على يد الاحتلال بعد اقتحام قوة عسكرية لمنزل ذويها في الثامن من نيسان، لتبدأ رحلة الأسر والمعاناة، التي لم تكن بعيدة في الواقع عن تفاصيلها، فوالدها الأسير والمعتقل حاليا لدى الاحتلال هو واحد من رجالات حركة المقاومة الإسلامية "حماس" المبعدين إلى مرج الزهور عام 1992، وقد شهدت مسلسل اعتقاله 15 مرة، وعايشت لحظات البعد عنه ما يزيد عن 9 أعوام متفرقة حوكم في أغلبها بحكم الاعتقال الإداري الجائر.

روح البيت

تقول إنصاف إن "سلسبيل فتاة مرحة لا تحب الهدوء بطبيعتها، لا تحب أن تصمت إن رأت أمرًا خاطئا، حنونة، وحكيمة وعميقة الفكر، بعيدة النظر لا تتصرف ارتجالا".

وأضافت: "دوما كانت تردد عبارتها عن نفسها أنا ماخذة من أبوي الحكمة وبعد النظر ومن إمي الطيبة والصبر وهي كذلك فعلا، فقد كانت فاكهة المنزل وروحه النابضة وهي تحب أن تتذوق الطعام وأن تجرب كل جديد، كما أنها محبوبة لدى الجميع، مميزة بثقتها بالله دوما وكانت دوما تنصحني خليكي مع ربنا وإنسي الناس، كل ما قربتي من ربنا بتزيدي سعادة وطمأنينة".

غياب مؤلم

وعن غياب سلسبيل وتأثيره على البيت أكدت شقيقتها أن اعتقال والدها الشيخ زوادي الشلالدة سبق اعتقال سلسبيل بفترة قصيرة، إضافة إلى اغتراب شقيقها همام لإكمال دراسته في مجال الهندسة المدنية مدة ست سنوات، وما تبعه من اعتقال لسلسبيل خلق حالة من الفراغ الكبير في البيت خصوصا لدى الوالدة، فسلسبيل كانت أقرب لتكون صديقة لها أكثر من كونها ابنة، فهي ضحكة البيت التي غيبها الاحتلال وحاولت السلطة من قبله انتزاعها عنوة.

وعن لحظات الاعتقال، قالت شقيقتها: "سلسبيل من طبعها أنها سريعة الانفعال والتوتر، ولكن لحظة اعتقالها كانت هادئة جدا ومطمئنة جدا وقوية بشكل لافت، أوصت إخواني ووالدتي قبل خروجها، وأكدت لهم أنها بخير ولا داعي للقلق عليها".

وأكدت انصاف في حديثها عن سلسبيل، بأنها كانت دوما تطمح للعمل في مجال الصحافة والإعلام ولكن شاءت الأقدار أنها لم تتمكن من تسجيل هذا التخصص في الجامعة فالتحقت بجامعة "بوليتكنك فلسطين"، لتدرس ضمن تخصص تكنولوجيا المعلومات، ورغم ذلك، فهي لا زالت تحلم بتحقيق حلمها، وأنها تتمنى حالما تنهي دراستها أن تستأنف دراسة الماجستير في الإعلام أو العلوم السياسية.

وتستذكر إنصاف أن سلسبيل دائما كانت تجالس الوالد لتناقشه في القضايا السياسية العامة وكانت دوما ترغب في أن تحلل الأمور السياسية وتتعمق فيها.

فراغ في الجامعة

أما إحدى صديقاتها في الجامعة فتقول: "سلسبيل محبوبة لدى الجميع هنا، وهي ليست فقط محبوبة وإنما مؤثرة أيضا، فقد تركت أثرا مميزا في كل واحدة من صديقاتها، فحكمتها وصوابية نظرتها للأمور جعلت من الجميع يحبها، وهي متواضعة أيضاً".

يذكر أن عائلة الشلالدة قدمت عددا من الشهداء منذ بداية انتفاضة القدس مما جعل الاحتلال يستهدف أبناءها بشكل مباشر، فزج بعدد كبير منهم في السجون في محاولة لإخماد لهيب الانتفاضة، ولم يكتف بذلك بل امتد الأمر لاعتقال الشيخ زوادي للمرة الخامسة عشرة دون مراعاة لمرضه أو كبر سنه، إضافة لاعتقال ابنته سلسبيل.