ما أن يذكر المتحدث منطقة كفر عقب الى الشمال من مدينة القدس حتى يتبادر إلى الأذهان البنيان العالي والعشوائي والقمامة التي تملئ الأرصفة وشبكات المياه والصرف الصحي والفوضى العارمة بحركة السير والأزمات الخانقة التي قد يسببها إنسان واحد فقط دون حسيب أو رقيب له كل هذه الأمور تنم عن تنصل واضح من بلدية الاحتلال وعلى عدم التنظيم والتخطيط والمتابعة من قبل بلدية القدس المسؤولة عن المنطقة !!.
أبو اشرف زغير أحد أعضاء مجلس " كفر عقب" والذي شكل لتوفير احتياجات الناس الرئيسية هناك مع غياب خدمات بلدية القدس يقول : "هذه المنطقة والتي تخضع للسيادة الاسرائيلية حسب الاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال فهي منطقة إسرائيلية يتوجب على الاحتلال توفير الأمن وكافة الخدمات لها على الصعيد الطبي والصحي وغيرها من الأمور، إلا أن هذه المنطقة مهمشة كل التهميش من قبل بلدية الاحتلال ".
أهداف خبيثة
ويضيف الزغير: "شكلنا مجلس محلي في محاولة لحمل آلام الناس هنا والتوجه لكافة الجهات لحل معاناتهم والتمثلة في التهديد اليومي من قبل الاحتلال من خلال ضريبة الأرنونة والتي يفرضها الاحتلال على سكان هذه المنطقة لتوفير الخدمات لهم ولكنهم يأخذون الاموال ولا يوجد خدمات بحجة الأمن !! ".
ويتابع: "الاحتلال يسعى لتهجير سكان القدس بأي طريقة وهذه المنطقة هي تابعة له إدارياً وبذات الوقت هي خارج جدار العزل العنصري الذي أقامه حول مدينة القدس وبالتالي هو يفرغ المدينة القديمة من سكانها العرب من خلال الضغط عليهم للهجرة إلى هذه المنطقة العشوائية وبالتالي يغض البصر قليلا عن البناء العشوائي وغيره من التجاوزات لتمرير مشروع أكبر وهو إفراغ القدس من سكانها العرب " .
الاحتلال والسلطة متهمان
من جانبه، حمل الشيخ محمد مسك إمام المسجد وأحد رجال الإصلاح الاحتلال الإسرائيلي جزء من المعاناة وقال: "الاحتلال يتحمل جزء من معاناتنا ولكن نحن نتحمل بقية المعاناة فالأجدر بنا على سبيل المثال لا الحصر عدم التعدي على الملكيات العامة كالشوارع وغيرها بالإضافة، إلى عدم رمي القمامة في الشوارع وبين الأبنية وتشكيل فرق تنظيم وتنظيف وترتيب من قبل أبناء الحي على أن تصرف لهم إكراميات من خلال جمع التبرعات لهم من قبل لجنة مختصة في المجلس المحلي".
ويتابع مسك: "في تواجدنا هنا صمود وثبات على أرض القدس بعد أن ضاقت علينا الأرض بما رحبت في القدس القديمة وأصبحنا بلا مأوى هناك، فلا أحد يحب الخروج من أرضه وبيته إلا مجبوراً على ذلك".
ونوه الزغير إلى أن السلطة الفلسطينية تتحمل جزءا آخر من فصول المعاناة حيث أنها لا تقدم إلا القليل القليل من الخدمات لأهالي هذه المنطقة بحجة منع الاحتلال لها من القيام بواجبها اتجاه المواطنين هناك، ولكن هل يعقل أن تبقى السلطة على هذا الحال تنظر من بعيد وكأن الأمر لا يعنيها !!.
ظاهرة سيئة
رامي جلب أحد سكان المنطقة يقول: "لا نأمن على أطفالنا باللعب خارج المنزل سواء من الشوارع الرئيسية التي تمر من وسط المنطقة أو حتى من الشباب التائه الذي يملئ المنطقة بشكل يسيء لها كثيراً، حتى أصبحت المنطقة موبوءة بهذه الظاهرة ومضرباً للأمثال على سوء الحال في الضفة كلها ".
وينوه جلب: "الحل في هذه المنطقة هي وصول الخدمات التي تقدمها السلطة الفلسطينية، بالإضافة إلى وصول الشرطة الفلسطيينية الى هذه المنطقة لمحاربة أكشاك المخدرات وغيرها من الأوكار التي تسيء إلى شعبنا وصموده في القدس وهذا ما تريده المخابرات الإسرائيلية من خلال زرع الفساد في صفوف الشباب".
وتبقى منطقة كفر عقب كغيرها من مناطق شمال شرق القدس "خارج جدار الفصل العنصري" منطقة عشوائية في ظل غياب الرقابة السياسية للاحتلال والسلطة مما يجعلها هدفاً سهلاً لمخابرات الاحتلال وعملائه .
