15.57°القدس
15.33°رام الله
14.42°الخليل
17.69°غزة
15.57° القدس
رام الله15.33°
الخليل14.42°
غزة17.69°
الثلاثاء 18 نوفمبر 2025
4.27جنيه إسترليني
4.59دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.77يورو
3.25دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.27
دينار أردني4.59
جنيه مصري0.07
يورو3.77
دولار أمريكي3.25

بالصور: مهرجان نابلس للثقافة والفنون

مهرجان نابلس للثقافة والفنون
مهرجان نابلس للثقافة والفنون
الضفة المحتلة - فلسطين الآن

نجاح لافت، ذلك الذي حققه مهرجان نابلس الدولي الأول للثقافة والفنون، الذي استمر لثمانية أيام متتالية، قدمت خلالها العشرات من العروض الفنية والثقافية المتنوعة، ليشكل محطة هامة على صعيد استعادة المدينة لمكانتها الثقافية، وإعادة الروح لبلدتها القديمة.

فقد شمل المهرجان أكثر من 60 فعالية متنوعة، قدمتها فرق فنية وموسيقية من إحدى عشرة دولة أجنبية، تربطها توأمة مع مدينة نابلس، وهي "ليل" الفرنسية، و"ستافنجر" في النرويج، وفرق أخرى من الولايات المتحدة، وبريطانيا، وبولندا، وجنوب أفريقيا، والدنمارك، ألمانيا وغيرها.

بالاضافة إلى فرق موسيقية وفنية من نابلس والمناطق الفلسطينية، وتوزعت فعالياته على أكثر من عشرة مواقع غطت مختلف المناطق الجغرافية من مدينة ومخيمات وقرى.

وشارك بفعاليات المهرجان كافة المراكز الثقافية التابعة لبلدية نابلس تمثلت بمشاركة جوقة مركز الطفل الثقافي وفرقة "هيلا" التابعة لمركز إسعاد الطفولة ومعارض فنية نظمها مركز "حمدي منكو" وفعاليات فنية ومعارض أقيمت في مركز تنمية موارد المجتمع الواقع في البلدة القديمة وأمسيات ثقافية ومعارض أقيمت في مكتبة البلدية.

كما شاركت عدد من المؤسسات المحلية منها مركز يافا الثقافي بمخيم بلاطة ومركز التطوير المجتمعي ودار الفنون في مخيمي عسكر الجديد والقديم، ومركز مريم هاشم لفنون الطهي بنابلس، والمعهد الفرنسي، ومعهد إدوارد سعيد، ومدرسة نابلس للسيرك وقصر القاسم التابع لجامعة النجاح ومؤسسة أطباء بلا حدود.

وقد أقيمت هذه الفعاليات في المراكز المذكورة يوميا بالإضافة إلى مهرجان الفيلم الألماني الذي عرض في مركز منكو، وفعالية شجرة الأمل في حدائق جمال عبد الناصر ومكتبة بلدية نابلس ومركز الطفل الثقافي، ومسابقة الطهي في مركز مريم هاشم لفنون الطهي، فيما نظم الحفل الرئيسي الختامي الذي شارك فيه مختلف الفرق المحلية والدولية في "خان الوكالة"، بمشاركة أعداد كبيرة من المؤسسات المحلية والدولية ومواطني المدينة.

الفكرة ترى النور

مراسل "فلسطين الآن"، حضر عدة فعاليات، والتقى بعدد من المنظمين والمشاركين.

صاحب الفكرة هو مدير جمعية مشروع الأمل "بروجكت هوب" حكيم صباح، حيث يقول إن فكرة المهرجان ولدت منذ عدة سنوات، وفي هذا العام تبلورت وخرجت إلى النور. مشيرا إلى أن الهدف منه هو إعادة الحياة إلى البلدة القديمة بنابلس، التي تعد كنزا حضاريا وثقافيا وتاريخيا لما تحتضنه من عناصر أثرية ومواقع تاريخية تعود إلى آلاف السنين.

وأضاف أن الجمعية بكافة طواقمها بذلت جهودا حثيثة خلال الأشهر الأربعة الماضية للتحضير للمهرجان، مشيرا للتعاطف والتضامن الذي لمسه خلال جولته الأخيرة لعدد من الدول الأوروبية مع القضية الفلسطينية من خلال تجاوب العديد من الفرق الفنية الدولية للمشاركة في المهرجان، موضحا أنه يعتزم تنفيذه بشكل سنوي وبإنضمام أكبر عدد ممكن من المؤسسات المحلية والدولية.

أهمية خاصة

ويرى صباح أن تنظيم هذه التظاهرة الدولية الأولى من نوعها في نابلس، وفي هذه الفترة الحرجة من تاريخ القضية الفلسطينية بالذات، يكتسب أهمية خاصة بالنسبة للشعب الفلسطيني من حيث مدلولاته الثقافية والسياسية والاجتماعية، في وقت يدافع فيه عن حقه المشروع في الحفاظ على معالم ورموز هويته الوطنية.

وأضاف "جميعنا نعلم أن الشعب الفلسطيني يمر بمرحلة خاصة ودقيقة منذ فترة طويلة، سعى خلالها الاحتلال الإسرائيلي ولا زال يسعى لمحو هويتنا الثقافية والحضارية ووجودنا على أرضنا، من خلال محاولة سرقة تراثنا وثقافتنا بل وحتى زيتوننا، واستخدامها لخدمة أهدافه وغاياته، أو من خلال التحكم بالمواقع الأثرية والتاريخية وتغيير معالمها بشكل منظم وممنهج، كما حدث ويحدث في القدس والخليل وغيرها من المواقع".

تحديات قادمة

وعن ترتيبات المهرجان، نوه صباح إلى أن حوالي 150 فناناً وموسيقياً وزائراً حضروا من دول أوروبية وكندا على حسابهم الشخصي خصيصاً للمشاركة في فعاليات المهرجان بعد التواصل معهم وإطلاعهم على فعالياته. وأكد أن أعضاء الفرق الأجنبية الذين عبروا عن سعادتهم بهذه المشاركة، لديهم استعداد للمشاركة في السنوات المقبلة، وأن أحدهم -وهو فرنسي- قال إنه سيمكث شهراً كاملاً في المرة القادمة.

واستكمل صباح حديثه قائلاً: "إن التحدي الأكبر يكمن في تحسين الأداء في السنوات القادمة.. نسعى في السنة القادمة إلى إشراك فرق عربية، وهو ما لم ننجح به هذا العام بسبب التعقيدات الإسرائيلية أمام وصول الفرق والفنانين العرب".

وكان حضور فعاليات المهرجان متاحاً مجاناً أمام الجمهور، ويعزو صباح ذلك إلى أن الثقافة والفنون يجب أن تكون مجانية كالصحة والتعليم، حتى لا تكون حكراً على النخبة. ولفت إلى أن عدد الحضور لكافة فعاليات المهرجان قد وصل إلى خمسة آلاف شخص من المواطنين والمؤسسات المحلية.

وأعرب صباح عن أمله بأن يكون المهرجان فاتحة ومحفزاً لباقي المؤسسات لإقامة مهرجانات مشابهة هذا العام، موضحاً أنه كان للتوأمات دور أساس في إنجاح هذا المهرجان. وبيّن أن جمعيته وبلدية نابلس تعملان على مشروع للتوأمة مع مدينة بولدر بولاية كولورادو الأمريكية منذ عام 2011، إلا أن ما يعيق إتمامها هو ضغوط اللوبي الصهيوني في الولاية الأمريكية المذكورة. وقال: "حصلنا على ثلاثة أصوات من أعضاء مجلس المدينة، ونعمل على كسب أصوات اثنين أو ثلاثة آخرين لضمان تمرير مشروع التوأمة".

تظاهرة ثقافية

من جهته، يثني رئيس لجنة إدارة بلدية نابلس المهندس سميح طبيلة على حديث صباح، مؤكدا أن المهرجان "شكل تظاهرة ثقافية تعبر عن حاضرنا وذاكرتنا الفلسطينية العابقة بالحضارة والتاريخ، وتؤكد على المكانة الثقافية لمدينة نابلس بصفتها محورا اجتماعيا وسياسيا وثقافيا هاما، ساهم وبقوة في تشكيل معالم الحضارة والهوية الفلسطينية الراسخة والممتدة عبر التاريخ".

وقال إن "البلدية أولت المهرجان اهتماما كبيرا وسخرت كافة طاقاتها من خلال تقديم الدعم المادي واللوجيستي وكذلك المعنوي، وعملت على تقديم كافة التسهيلات المطلوبة لتنفيذ هذا العرس الثقافي وإبراز نابلس في أبهى صورها”. وأشار إلى أهمية إشراك كافة المؤسسات المحلية في مختلف أماكن تواجدها بما في ذلك المؤسسات في المخيمات والقرى المحيطة بها.

وأشار طبيلة إلى أن البلدية "لها تجربة مميزة في تعزيز الحركة الثقافية ونشر الوعي الحضاري بين أبناء المدينة من خلال المراكز الثقافية التابعة لها، وإيفاد موظفيها إلى العديد من مدن العالم التي تربط بها علاقات توأمة وتعاون للاطلاع على تجاربها والاستفادة من خبراتها في هذا المجال، وتطبيق ما يتناسب منها مع العادات والتقاليد".

وتم خلال المهرجان تكريم شخصيتين ثقافيتين نابلسيتين، هما الفنانة التشكيلية الراحلة عفاف عرفات، وذلك بإقامة معرض لأعمالها في صبانة عرفات، والشاعرة الراحلة فدوى طوقان بعرض فيلم وثائقي عنها في قاعة مركز الطفل الثقافي وبحضور وزير الثقافة الفلسطيني إيهاب بسيسو، وسيتم في كل عام تكريم شخصيتين ثقافيتين.

5 111 1125 123