تسلّمت النيابة العامة الإيطالية في روما، الثلاثاء 10 مايو/ أيار 2016، وثائق جديدة من مصر تتعلّق بوفاة خمسة أشخاص قتلهم الأمن المصري في مارس/ آذار الماضي، وعثر بحوزتهم على متعلّقات شخصية تعود للطالب الإيطالي جوليو ريجيني الذي وجد مقتولاً قبل 3 أشهر.
وثائق ورقية وصوتية؟
النيابة أوضحت أن الجانب المصري سلّم فريق المحققين وثائق من حوالي 30 صفحة، وتشمل ستة سجلات هاتفية جديدة، ومحاضر للشرطة المحلية، وتقارير للطب الشرعي، متصلة بوفاة خمسةٍ وصفتهم بـ"اللصوص"، كانوا قد قتلوا على يد قوى الأمن المصرية في شهر مارس/ آذار الماضي، وعثر بحوزتهم على متعلقات شخصّية لريجيني.
وهؤلاء الخمسة قتلوا في التجمّع الخامس بالقاهرة الجديدة، للاشتباه في تورّطهم بسرقة وقتل الشاب ريجيني.
وقالت النيابة إن معظم الطلبات التي تقدمت بها إلى السلطة القضائية في مصر، للكشف عن ملابسات جريمة قتل ريجيني قد تمّت تلبيتها.
تفاؤل حذر
وفيما قالت النيابة العامة في روما إن اجتماعات المدّعين العامّين والإيطاليّين في القاهرة مع نظرائهم المصريين "كانت مفيدة وودية". دعا وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني إلى انتظار تقييم النيابة العامة في روما لما تسلّمته من وثائق.
واعتبر أن استنئاف الاتصالات بين المحققين الإيطاليين والمصريين حول هذه القضية هو في حدّ ذاته أمرٌ إيجابي.
وذكر بيانٌ صادر عن الخارجية الإيطالية في وقتٍ سابق أن جينتيلوني أمر في الثامن من أبريل/ نيسان الماضي باستدعاء سفير بلاده في القاهرة ماوريتسيو مساري، لإجراء مشاورات.
وأضاف أن القرار يأتي عقب تطورات التحقيق في قضية مصرع ريجيني، وخاصة الاجتماعات التي عقدت في السابع والثامن من أبريل في روما بين فريقي التحقيق الإيطالي والمصري.
أزمة ريجيني المستمرة
وسببت قضية مقتل رجيني أزمةً حادة بين مصر وإيطاليا خاصةً بعد أن أعلنت الشرطة الإيطالية أن لديها شاهداً موثوقاً رأى الطالب الإيطالي مُوقفاً من قبل ضباط أمن بالقرب من منزله بالقاهرة ليلة اختفائه في الذكرى الخامسة للثورة المصرية 25 يناير/كانون الثاني.
فيما نفت السلطات المصرية تورّطها في أي عمليات خطف وتعذيب لريجيني (28 عاماً)، والذي وُجدت جثّته ملقاةً على جانب طريق بأطراف القاهرة في 3 فبراير/شباط الماضي.
واتضح أن محققين من روما تحدّثوا مع أحد الأشخاص الذين نقلوا للصحف الإيطالية تفاصيل محددة تخص الطالب الإيطالي، مؤكدين أنه تم إيقافه خارج محطة مترو البحوث بالجيزة يوم 25 يناير/كانون الثاني التي تبعد عن منزله مجرد دقائق، حيث كان ريجيني في طريقه لزيارة "حسنين كشك"، أحد أبرز المثقفين المعارضين للسيسي، بحسب صحيفة "الإندبندنت" البريطانية.
الصحف الإيطالية ومسؤولون في روما يعتقدون أن النظام المصري يقف بطريقة أو بأخرى وراء قتل مواطنهم.
واتضح أن الطالب الإيطالي لاحظ تصوير مراقبٍ مجهول له أثناء حضوره اجتماعاً للمعارضين السياسيين في 11 ديسمبر/كانون الأول الماضي، كما أفادت تقارير أن ضابط الشرطة المسؤول عن التحقيق في جريمة القتل، أدين مسبقاً بالتورّط في تعذيب وقتل أحد المحتجزين.