18.34°القدس
18.1°رام الله
17.19°الخليل
23.19°غزة
18.34° القدس
رام الله18.1°
الخليل17.19°
غزة23.19°
الثلاثاء 18 نوفمبر 2025
4.27جنيه إسترليني
4.59دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.77يورو
3.25دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.27
دينار أردني4.59
جنيه مصري0.07
يورو3.77
دولار أمريكي3.25

كيف أدّب القسام جيش الاحتلال وجره إلى معركة طويلة خاسرة؟

6c82a895b5bdd6b0891b743d8c9e58ef
6c82a895b5bdd6b0891b743d8c9e58ef
بن كسفيت

قال  بن كسفيت في مقاله "قراءة في التقرير السري المسرب" إنه في في أوائل شهر مايو، تلقي حوالي 40 من كبار المسؤولين الإسرائيليين مسودة تقرير سري من قبل مراقب الدولة "جوزيف شابيرا"، التقرير ركز على عملية "الجرف الصامد" التي هزت هدوء (إسرائيل) في صيف 2104، وفي غضون يوم واحد تسربت أجزاء معينة من التقرير للصحافة مثيرةً بذلك حرب شاملة بين القيادة السياسية والعسكرية في الدولة، الجميع كان يهاجم الجميع : انتقد رئيس الوزراء ووزير الدفاع مراقب الدولة وهاجم أعضاء مجلس الكابنيت السابقين أعضاء مجلس الكابنيت الحاليين، جنرالات تحدت جنرالات، زعيم حزب إسرائيل بيتنا " أفيغدور ليبرمان" هاجم الجميع بكلمات قاسية، هذا ما حدث عندما قضي جيش هائل مدرب تدريباً جيداً ومجهز تجهيزاً جيداً 51 يوماً قاسياً ضد جماعة إرهابية صغيرة ومحاصرة كانت لا تزال قادرة على إطلاق الصواريخ حتى اللحظات الأخيرة من الحملة.

وأضاف "حصول كل هذا في الوقت الذي يتساءل فيه كل شخص عن موعد الجولة المقبلة مع غزة لا يفيد، حيث بدأ تبادل لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس من جديد على مدى الأسبوعين الماضيين بعدما أحرز الجيش الإسرائيلي تقدما كبيراً في إيجاد حل للتغلب على مشكلة الأنفاق الهجومية، في الأسابيع القليلة الماضية وحدها كانت التكنولوجيا الجديدة التي طورها الجيش الإسرائيلي قادرة على اكتشاف نفقين اختراقا الأراضي الإسرائيلية، تعتقد إسرائيل الآن أنه سيتم الكشف عن أنفاق إضافية قريبة، حارماً حماس من جبهتها التحت أرضية، وهذا يعتبر من أصولها الاستراتيجية الرئيسية والميزة الوحيدة لمواجهة قدرات الجيش الإسرائيلي وبالنظر إلى الوضع الحالي، هناك قلق من أنه على الرغم من أن حماس بعيدة عن استعادة قدراتها الاستراتيجية التي كانت قبل عملية "الجرف الصامد"، إلا أنه يمكن أن تؤدى الظروف إلى جولة جديدة من القتال في وقت هو أقرب مما هو متوقع ربما حتي هذا الصيف."

وتابع " "عملية الجرف الصامد" لا تكاد تعتبر قصة نجاح إسرائيلية، حتي لو كان ذلك صحيحاً أن إسرائيل ألحقت أضراراً كبيرة في قطاع غزة إلا أنها عانت أيضاً من خسارة 72 (67 منهم جنود)، كان الوقت خلالها عصيباً لاتخاذ إجراءات فعالة ضد حماس التي واصلت إطلاق الصواريخ حتي اللحظة الأخيرة من الحملة، للمرة الأولى منذ تأسيسها تمكنت حماس من ضرب "تل أبيب"، شلت فيها المدينة الهادئة على خلاف ذلك لعدة أسابيع طويلة وحتي تسببت بإنهاء مطار بن غريون لتعاملاته لمدة يومين، ولكن حتي بعدما واجهت اسرائيل كل هذا كان مجلس الكابنيت يجد صعوبة في اتخاذ القرارات وكان الجيش الإسرائيلي متردداً في احتلال غزة، وعمليات تحييد منظومة الأنفاق أطلقت فقط بعد مراوغات طويلة وبتكلفة باهظة".

وأردف"تم توجيه معظم الانتقادات لرئيس الأركان السابق " بيني غانتس" على الرغم من أن أجهزة الاستخبارات لم تخرج نظيفة أيضاً، " مباغتة الأنفاق" تعتبر فشلاً مدوياً حيث فشلت أجهزة الاستخبارات في التعرف على حجم المشكلة في الوقت المناسب ولم يتم تحديث أعضاء الكابنيت وفشلوا في دراسة القضية وكان الجيش الإسرائيلي لم يطور وسيلة لمحاربة الأنفاق وبدلاً من ذلك اختار الارتجال في جميع أنحاء القتال".

ويعرض مسودة التقرير (إسرائيل) على أنها مرتبكة وغير حاسمة ومترددة، وكل التكهنات التي أوردها رئيس هيئة الأركان لمجلس الكابنيت قد انهارت في الوقت الحقيقي وعلاوة على ذلك حفظ رئيس الوزراء معلومات حيوية عن وزرائه بما في ذلك حالة امدادات الذخائر طيلة فترة القتال.

وتابع في مقاله" أحد المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين البارزين أخبر المونيتور بشرط عدم نشر اسمه " إذا صدرت بيانات عدد الصواريخ والقذائف التي أطلقت خلال عملية الجرف الصامد للجمهور فإن الجميع سيصاب بالرعب" ، ربما أنه ليس لديها حلاً آخر، (إسرائيل) استخدمت عدد هائلا من (JDAM) ( ذخيرة الهجوم المباشر المشترك) في محاولة منها لتدمير الأنفاق، النظام فشل ولكن (إسرائيل) قد استخدمت بالفعل جزءاً كبيراً من مخزونها التي تكدست لأغراض استراتيجية أخرى أكثر جدارة، أربعة ألوية دبابات من الجيش النظامي ( حوالى 400 دبابة) والتي شاركت في الحملة اطلقت كميات هائلة من القذائف، تقريباً استنفذت مخزوناتها".

(ماذا سيحدث لو كنا سنواجه حرباً حقيقية ولم تكن مناوشات محلية في غزة) أحد الضباط الإسرائيليين البارزين، الآن متقاعد، أخبر المونيتور بشرط عد الكشف عن هويته، في محادثة قصيرة مع المونيتور بعد عملية الجرف الصامد، رئيس الموساد الراحل "مئير داغان" عبر عن صدمته من النتائج، " نحن نتعرض للتأديب من قبل حركة حماس"

رد رئيس وزراء الاحتلال "بنيامين نتنياهو" بهجوم شامل على مسودة التقرير في حين أن أقرب مساعديه سارع لإطلاق هجوم غير مباشر على مراقب الدولة بوصفه بأنه "غير جاد".

تراجع "نتنياهو" عن ردة فعله الأولية في وقت لاحق بعد يوم واحد عندما أصبح واضحاً أن انتقاد التقرير للقيادة السياسية لم يكن حازماً كما كان يعتقد أصلاً وأن معظم تركيز التقرير كان على أداء الجيش الإسرائيلي، كان فقط عند هذه النقطة أن مساعدي نتنياهو بدأوا فعلاً بالإشادة بمسودة التقرير، واندلع الاضطراب في الجيش الإسرائيلي عندما انتقد اللواء "يوم توف ساميا" القائد السابق للمنظمة الجنوبية علناً الطريقة التي عمل فيها الجيش الإسرائيلي خلال العملية العسكرية وقوبلت تصريحاته برد عام ساخط من قبل اللواء "سامي ترجمان" الذي كان قائد القيادة الجنوبية في وقت العملية.

سياسياً، الفوضى التي تسببت بها مسودة التقرير استغلت من قبل عضو الكنيست "أفيغدور ليبرمان" بمواصلة هجماته ضد صورة نتنياهو باعتباره الخبير الأمني، نتنياهو من جانبه يهدف أيضاً إلى توجيه هجمات إلى شخص ليبرمان.

الشخص الوحيد الذي حافظ على صمته هو وزير التعليم "نفتالي بنيت" الذي كان عضو في مجلس الوزراء على حد سواء خلال عملية الجرف الصامد والآن وكان أول شخص أدرك الخطر الذي تشكله الأنفاق من خلال المطالبة الفورية بحل مشكلتها وحتي أنه ضغط على مجلس الوزراء للموافقة على مثل هذه الأعمال في نهاية العملية، جميع المصادر تتفق أن مسودة التقرير أشادت بأفعال "بنيت" وهذه الحقيقة بالتأكيد سيستخدمها لصالحه بمجرد أن يصبح التقرير بأكمله تاماً، وفي الوقت نفسه ترك الجميع يتشاجر مع بعضه على نتائج التقرير واستمتع في كل دقيقة من