تُعد مهنة الحلاقة في قطاع غزة من أشهر المهن لدى الرجال التي يمارسونها منذ عقود طويلة، الذين يرثونها عن آبائهم وأجدادهم، يحملون معهم أسرار الحارات التي يعملون بها.
"محمد أنور بكير" أحد الحلاقين المشهورين، يبلغ من العمر (31 عاماً)، يقطن في حي الدرج شرق مدينة غزة، وهو متزوج وله أربعة أطفال، أصدر حديثاً أول كتاب فلسطيني في مهنة الحلاقة.
وفي اتصال هاتفي مع "محمد بكير" أوضح أنه بحث قبل ثلاث سنوات عن موسوعة مهنة الحلاقة، أثناء زيارته لأكبر المكتبات في القطاع، مبيناً أنه لم يجد شيئا عن تلك المهنة.
وأشار بكير إلى أن الأماكن التي بحث فيها عن الموسوعة هي مكتبة بلدية غزة، إضافة إلى مكتبات الجامعات الفلسطينية، مثل الجامعة الإسلامية، وجامعة الأزهر، والعديد من المكتبات التجارية الموجودة بالقطاع.
ونوه إلى أنه قرر في ذلك الوقت تأليف وتجميع معلومات عن أقدم الحلاقين في غزة، والبحث عن تاريخ الحلاقة منذ مطلع بداية سنة 1945م، بالإضافة إلى معرفة مهنة الحلاقة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، والأدوات التي كانوا يستخدمونها.
وفي ذات السياق، كشف بكير عن أن الموسوعة شملت على طريقة الحلاقة في قطاع غزة عام 1945م، والأدوات التي يستخدمها الحلاق في مهنته، بالإضافة إلى معرفة الحلاقين الذين قصوا شعر الشخصيات الاعتبارية.
وبيّن أن الكتاب احتوى على 336 صفحة، بالإضافة إلى أكثر من 700 صورة، مشيراً إلى أنه قام بتأليف الموسوعة وإعدادها بجهد ذاتي، وهي مدققة من قبل قسم التاريخ الشفوي بالجامعة الإسلامية، مؤكداً على أن الدكتور في قسم التاريخ "رشاد المدني" قام بمراجعتها تاريخياً.
ونوه إلى أن الموسوعة تحتوي على عدة أبواب، موضحاً أن الباب الأول يتحدث عن مدينة غزة، وتاريخها، مشيراً إلى أنها مزودة بأكثر من 100 صورة تاريخية ونادرة عن المدينة، وتحتوي الأبواب الأخرى على تاريخ الحلاقة، بالإضافة إلى احتوائها على أكثر من 100 صورة للحلاقين في العقود الماضية.
وقال: "قمت بتجمع الأدوات والصور، والسير الذاتية للحلاقين المخضرمين، وزيارتهم في منازلهم خلال فترة إعداد المادة"، مضيفاً: "سيتم توزيع الموسوعة قريباً في مدينة غزة، ومكتبات الجامعات، والمؤسسات الثقافية".
وأكد صاحب أول موسوعة عن مهنة الحلاقة بغزة على أن الهدف من إنشاء الموسوعة هي حفظ التاريخ، وتوثيق المهنة من قبل أفراد المجتمع التي لا غنى عنها بالنسبة للشعب الفلسطيني الغزي.
