اندلعت مواجهات عنيفة في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، أصيب خلالها أكثر من 86 مواطنا في القدس المحتلة وبيت لحم ورام الله، خلال مسيرات يوم الأرض التي حاولت التوجه نحو مدينة القدس . وقال مراسلونا بالضفة إن الطواقم الطبية نقلت أكثر من 24 إصابة في مدينة بيت لحم بينها 6 بالرصاص المطاطي خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال قرب مسجد "بلال بن رباح" القريب من معبر "قبة راحيل" المؤدي لمدينة القدس المحتلة، عقب مسيرة انطلقت ظهر اليوم من المدينة . وأضافوا أن العشرات أصيبوا بالرصاص والاختناق في مسيرة رام الله المركزية التي توجهت نحو مدينة القدس المحتلة عبر مسيرة انطلقت من مخيم قلنديا شمالا، وأطلقت قوات الاحتلال القنابل الغازية والمياه العادمة على المشاركين، وأصيب أكثر من 20 مشاركا بالرصاص المعدني . وفي كفر قدوم شرق قلقيلية أصيب العشرات بالاختناق بالغاز خلال مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال على مدخل القرية التي تنظم مسيرة أسبوعية ضد جدار الضم والتوسع حيث جاء عنوان مسيرة اليوم إحياء لذكرى يوم الأرض. وشهد قطاع غزة هو الآخر مسيرات القدس في ذكرى الأرض ، إذ تجمع الآلاف عند مفترق حمودة على طريق صلاح الدين القريب من الحدود مع كيان الاحتلال ، منددين بالاحتلال ورفعوا الرايات الفلسطينية والشعارات التي تطالب بتحرير القدس. وفي بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، أصيب مواطن يبلغ من العمر 42 عاماً برصاصة في ظهره عندما أطلق الاحتلال النار على المشاركين في مسيرة القدس العالمية في قطاع غزة، ووصفت إصابته بالمتوسطة. وتشارك في هذه المسيرات شخصيات من كافة الفصائل الفلسطينية، وسط مشاركة كبيرة من فئة الشباب، الذي يواجه آلة الاحتلال بصدره الأعزل، والوفد البرلماني المصري الذي يزور غزة. ووصل مئات المواطنين بينهم عدد من ممثلي الفصائل الفلسطينية إلى معبر قلنديا بالرغم من إعاقة قوات الاحتلال لعشرات الحافلات التي تقل المواطنين من محافظات شمال الضفة الغربية ومنعها من الوصول إلى المعبر للمشاركة بهذه المسيرة السلمية. وتصدت قوات الاحتلال للمسيرة و هاجمت المواطنين بقنابل الغاز المدمع والمياه العادمة وأطلقت الصافرات التي قد تسبب الصمم. ولا تزال عشرات الحافلات تحاول الوصول للمشاركة بهذه المسيرة المركزية التي دعت إليها القوى الوطنية والإسلامية في الضفة الغربية، بالرغم من حواجز الاحتلال وإعاقاته. [color=red]مواجهات بالأقصى[/color] هذا وأدى آلاف المواطنين من مدينة القدس المحتلة وداخل أراضي العام 48 -ممن تقل أعمارهم عن الأربعين عاما والذين منعتهم قوات الاحتلال دخول القدس القديمة وأداء الصلاة بالمسجد الأقصى- صلاة الجمعة في الشوارع الرئيسية والطرقات المقابلة لأسوار القدس. ووفقا لوكالات فإن مؤسسات مقدسية ومنها لجنة مقاومة جدار الضم والتوسع العنصري ولجنة المرابطين المقدسيين والأمانة العامة لعشائر فلسطين، نفذت فعاليات خاصة بيوم الأرض متزامنة مع انطلاق مسيرات القدس العالمية. وحاولت قوات مدججة بالسلاح قمع هذه الفعاليات ونتج عن ذلك مشادات كلامية تحولت إلى عراك بالأيدي وخاصة في منطقة باب العامود- أحد أشهر بوابات القدس القديمة- فيما نشرت قوات الاحتلال المئات من عناصرها في شوارع وطرقات وأزقة البلدة القديمة المؤدية إلى المسجد الأقصى، ونصبت المتاريس والحواجز العسكرية على بوابات البلدة القديمة والمسجد الأقصى للتدقيق ببطاقات المصلين. ورددت الجماهير المحتشدة في باب العامود ومنطقة باب الساهرة والأسباط الشعارات الوطنية ضد الاحتلال وممارساته، فيما رفع عدد من الشبان الأعلام الفلسطينية ولافتات تؤكد التمسك بالأرض وتدعو لإزالة الاحتلال. واندلعت مواجهات قرب باب الأسباط -أحد أبواب المسجد الأقصى- فيما اعتدى جنود الاحتلال بالضرب على المصليين واعتقل عدد منهم، وشوهدت إصابتان على الأقل تم نقلهما للمستشفى للعلاج بالقدس المحتلة. وجرت كذلك مناوشات بين الشبان المقدسيين وجنود الاحتلال قرب باب المجلس -أحد أبواب المسجد الأقصى، في حين اقتحم عشرات الجنود منازل المواطنين في حي باب حطة واعتدوا على المواطنين، ويدور الحديث عن إصابات في الحي والاحتلال يمنع المسعفين من الدخول. ونوه مراسلنا إلى أن عشرات الجنود حاصروا حي باب حطة، ومن ثم اقتحموا المنازل واعتدوا على المواطنين بداخلها وأخرجوا الشبان منها. كما اعتدت هذه القوات على النساء من عائلة الباسطي الملاصق للمسجد الأقصى ودمرت بعض محتويات المنزل. وأكد مراسلنا سماع أصوات الاستغاثة وصرخات النساء والأطفال داخل المنازل. وأكدت الطواقم الطبية إصابة شاب على الأقل بالرأس نتيجة الاعتداء عليه بالهراوات من قبل الاحتلال الذي يمنع دخول الطواقم الطبية للحي لمعالجة المصابين. وفي الأردن ، توافد الآلاف من الأردنيين الجمعة من مختلف محافظات المملكة إلى الأغوار الوسطى قرب المغطس للمشاركة في مسيرة القدس العالمية التي تتزامن مع مسيرات وتظاهرات مثيلة في الدول المجاورة لفلسطين وبعض دول العالم للتضامن مع الشعب الفلسطيني في محنته بمناسبة الذكرى السادسة والثلاثين للاحتفال بيوم الأرض. وقال المنسق العام للمسيرة الدكتور ربحي حلوم لـ (بترا) إن وفودا من ثمانين دولة سيشاركون الشعب الأردني اليوم في هذه المسيرة التي من المقرر أن تنطلق فعالياتها بعد ظهر الجمعة لتسليط الضوء على القضية الفلسطينية والتأكيد على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية على ارض فلسطين العربية. وأضاف أن التظاهرة ستشتمل على ألقاء كلمات، وفعاليات تعبر عن تضامن الشعب الأردني مع الشعب الفلسطيني الشقيق ونصرة قضاياه العادلة. وبالرغم من الحواجز العسكرية التي نصبها الجيش اللبناني لمنع وصول المتظاهرين إلى المناطق الحدودية، فقد استطاع ما يقارب 1000 متظاهر الوصول قبالة بلدة المطلة حسب المصادر الصهيونية ، في الوقت الذي أعلن الجيش الإسرائيلي عن المناطق القريبة من الحدود اللبنانية والسورية مناطق عسكرية مغلقة. [color=red]يتبع..[/color]