لا تزال الأزمة السياسيّة والاقتصادية في فنزويلا تتفاقم، بعد أسبوع حافل بالتظاهرات وأعمال السلب والنهب، حيث أعلن الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، حالة الطوارئ لمدة 60 يومًا، في وقت متأخر من مساء الجمعة، بسبب ما وصفه بمؤامرات من داخل فنزويلا والولايات المتحدة للإطاحة بحكومته اليسارية، لكنّه لم يعط، بالمقابل، تفاصيل هذا الإجراء.
وفي وقت سابق، أدّت حالة طوارئ سابقة، تم فرضها في ولايات قرب الحدود الكولومبية، العام الماضي، إلى تعليق الضمانات الدستورية في تلك المناطق، باستثناء الضمانات المتعلقة بحقوق الإنسان.
وتسعى المعارضة الفنزويلية إلى إجراء استفتاء على بقاء الزعيم، الذي لا يحظى بشعبية، وسط أزمة متفاقمة تضمنت نقص المواد الغذائية والأدوية وتكرار انقطاع الكهرباء وعمليات نهب متفرقة وارتفاع معدل التضخم.
ولكن مادورو الزعيم النقابي وسائق الحافلة السابق، تعهد بالتمسك بإكمال فترة رئاسته التي تنتهي في 2019، متهمًا الولايات المتحدة الأميركيّة بالسعي للقيام بانقلاب ضده، كما أشار إلى مساءَلة رئيسة البرازيل اليسارية، ديلما روسيف، الأسبوع الماضي، كعلامة على أنه التالي.
ومساء الأمس، قال مادورو خلال كلمة في التلفزيون الرسمي لبلاده إن 'واشنطن تُفعل الإجراءات بناء على طلب اليمين الفاشي الفنزويلي، الذي شجعه الانقلاب الذي حدث في البرازيل'.
وخلال المؤتمر نفسه، وقّع مادورو المحاط بوزرائه وتمثال لتشافيز، على حالة الطوارئ وتمديد حالة الطوارئ الاقتصادية لحماية البلاد من 'التهديدات' الخارجية والداخلية، دون أن يقدم تفاصيل، في حين سارعت المعارضة الفنزويلية إلى إدانة هذا الإجراء، إذ قال النائب المعارض، توماس جوانيبا 'اليوم خرق مادورو الدستور من جديد'؛ 'لماذا؟ لأنه يخشى أن يتعرض لاستفتاء'.
العلاقة مع الولايات المتحدة: قرابة عقدين من التوتر
والاتهامات الفنزويليّة للولايات المتحدة بالتدخل في شؤونها الداخلية ليست بالجديد، حيث تشهد علاقة واشنطن وكراكاس توترًا منذ سنوات، ولا سيما في أعقاب دعم الولايات المتحدة لانقلاب، لم يدم طويلا في 2002، ضد الرئيس الراحل، هوغو تشافيز.
وكان مسؤولان في المخابرات الأميركيّة قد قالا، أمس الجمعة، أيضًا، إن الولايات المتحدة تشعر 'بقلق متزايد' من احتمال حدوث انهيار اقتصادي وسياسي في فنزويلا، ويدفع لذلك مخاوف من التخلف عن سداد الديون وزيادة الاحتجاجات في الشوارع والتدهور في قطاع النفط الحيوي في البلاد.
ولكن المسؤولين قالا، في لقاء مع مجموعة من الصحفيين في واشنطن، إنه من غير المحتمل أن يتمكن مادورو من إكمال مدة رئاسته، التي من المقرر أن تنتهي بعد الانتخابات في أواخر 2018.
وقالا إن أحد السيناريوهات 'المعقولة' سيكون إجبار حزب مادورو أو شخصيات سياسية نافذة الرئيسَ على الاستقالة ولم يستبعدا احتمال وقوع انقلاب عسكري في البلاد، ومع ذلك، قالا إنه لا يوجد دليل على أي مؤامرة فعلية أو أنه فقد دعم كبار ضباط الجيش له.
واعترف المسؤولان على ما يبدو بعدم وجود تأثير يذكر لواشنطن في كيفية تطور الوضع في فنزويلا، حيث يثير أي دور للولايات المتحدة اتهامات من الحكومة بتدبير مؤامرات تدعمها أميركا.
وقامت حشود في فنزويلا بسرقة دقيق(طحين) ودجاج بل وملابس داخلية، الأسبوع الماضي، مع تزايد عمليات النهب عبر هذا البلد العضو في أوبك، والذي يعاني من أزمات ويشهد نقصا في كثير من السلع الأساسية؛ حيث قال المسؤولان الأميركيان إن هذا قد يتحول إلى اضطرابات واسعة النطاق. في حين أطلق جنود الغاز المسيل للدموع على محتجين من رماة الأحجار، يوم الأربعاء، في الوقت الذي قامت فيه المعارضة الفنزويلية بمسيرة للضغط على السلطات الانتخابية للسماح بإجراء استفتاء ضد مادورو.