18.64°القدس
18.44°رام الله
17.75°الخليل
24.42°غزة
18.64° القدس
رام الله18.44°
الخليل17.75°
غزة24.42°
الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.35دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.15يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.35
جنيه مصري0.08
يورو4.15
دولار أمريكي3.79

24820 يومًا على النكبة

اياد القرا
اياد القرا
إياد القرا

الذكرى الحاضرة في يوميات الفلسطيني هي النكبة عام 1948، بكافة تفاصيلها ومكوناتها، في صراع بين مشروعين؛ الأول هو المشروع الصهيوني الذي تم إعلانه على أرض فلسطين من خلال عمليات القتل والإرهاب والتهجير وهدم وإبادة ومحو ما يزيد على 360 قرية وارتكاب ما يتجاوز 500 مجزرة، ومحو هوية 549 بلدية وإزالة أسمائها وتشويهها بتسميتها بأسماء عبرية، بينما المشروع الثاني متمسك بحقه في العودة ومقاومة المشروع الاستيطاني الدموي.

يقول مناحيم بيغن رئيس وزراء الاحتلال الأسبق وأحد قادة الإرهاب الصهيوني المسؤول عن مذبحة دير ياسين في كتابه "الثورة": "إنه لولا النصر الذي تحقق في دير ياسين لما كانت هناك دولة (إسرائيل)، ويعترف في كتابه بالمجازر التي ارتكبت، وأنها قائمة على محو الوجود الفلسطيني، وإحلال كيان استعماري".

يسعى الاحتلال لترسيخ صورة الجندي الصهيوني الذي تمكن من تنفيذ المحرقة عام 1948، أنه يحمي ما يسميها أرض الميعاد، واليوم يرتكب نفس الجرائم والمجازر بغطاء من المجتمع الدولي لكن بأوجه جديدة، وبينها دول عربية بموضع الصديق مع الاحتلال في مواجهة الفلسطيني الذي يعيش المحرقة كل يوم على مدار ما يزيد على 24752.

النكبة الفلسطينية لا تحسب بالسنوات، بل بالأيام، طالما أن تداعياتها نعيشها كل يوم، وما عليك إلا أن تلقي نظرة على الواقع الفلسطيني لتعرف أنه في كل يوم يزداد عدد الشهداء، وعدد الجرحى، والمعتقلين، والمشردين، والمحاصرين، في غزة والضفة الغربية والقدس وفلسطين المحتلة عام 1948، وفي مخيمات اللاجئين, في سوريا والأردن ولبنان والعراق ومصر وعلى حدود الدول في اليونان ومقدونيا والنمسا.

نعيش تفاصيل النكبة يوميًا برؤية المخيمات وواقعها المؤلم الذي يفوق قدرة البشر على التحمل، حيث يعيش عشرات الآلاف في مخيم الشاطئ في كيلو متر واحد، بينما يهدم مخيم اليرموك يوميًا لتهجير الفلسطينيين، بل قتلهم، ومحاولات طمس مخيمات اللاجئين في سبيل إنهاء رمزية المخيم وتوطينهم في الخارج، والنكبة لملايين الفلسطينيين المحاصرين في غزة ويموتون حرقًا وجوعًا وألمًا.

بعد 24820، ما زالت غزة محاصرة، والقدس تهوّد، والضفة ينهشها المستوطنون، واللاجئ ينتظر على بوابة وكالة الغوث يجدد بطاقة التموين وينتظر تجديد الخيمة.

واقع مؤلم تعيشه القضية الفلسطينية، لكنها تمتلك أملاً واحداً في مواجهة مشاريع التسوية ومشاريع طمس الهوية، وهو صناعة الوعي بأن النكبة كانت محطة ومحرقة لن يتقبل الفلسطينيون تكرارها، أو السماح بتهجيرهم مجدداً، بل الأمل بالعودة يوما، ولم يعد شعارا، بل إن هناك مشروعا للمقاومة وجه ضربات مؤلمة للمشروع الاستيطاني في فلسطين ينطلق من غزة، ويلتقي بالقدس ونابلس والخليل، يلتحم في الصاروخ والنفق والحجارة.

المقاومة اليوم هي الأقوى والأكثر بروزاً في مشروع التحرر الفلسطيني لمحو آثار المحرقة، وتحويل النكبة إلى مجرد ذكرى، وهو ما تُصارع من أجله الأجيال الجديدة، وقد نجحت جزئياً، لكن ينتظرها الكثير كي توقف النزيف، وتواصل مشروع التحرر في مواجهة المشروع الصهيوني الذي تم بناؤه على المحرقة والمذبحة.