23.33°القدس
22.86°رام الله
22.19°الخليل
26.12°غزة
23.33° القدس
رام الله22.86°
الخليل22.19°
غزة26.12°
الأربعاء 31 يوليو 2024
4.8جنيه إسترليني
5.28دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.05يورو
3.74دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.8
دينار أردني5.28
جنيه مصري0.08
يورو4.05
دولار أمريكي3.74

خبر: وظائف تخالف التخصص والشهادة حبر على ورق

في كل عام بعد ظهور نتائج الثانوية العامة يعيش معظم الطلاب أزمة اختيار التخصص الذي يرغبون فيه بما يتناسب مع ميولهم ورغباتهم ونتائجهم التي حصلوا عليها, وبما يتناسب أيضًا مع ظروفهم وأوضاعهم الاجتماعية, ولكل هذا تأثير كبير في اختيارهم بما قد لا يُسعد الطالب أو أن يكون ما اضطر لدراسته مخالفًا لما كان يتمنى ويحلم به. وتمر السنوات الأربع ثم يتخرج في جامعته ويبدأ مرحلة البحث عن عمل, ونتيجة لعدم حبه لتخصصه أو عدم وجود فرصة للعمل أو ربما لاكتشاف الشخص المتأخر لما يحمل من إمكانيات قد يعمل في مجال يخالف تخصصه. ومن الملاحظ في السنوات الماضية أن كثيرًا من الخريجين يعملون في مجالات مختلفة كليًّا عن تخصصاتهم بل أحيانًا لا تنتمي إليها بأي حال من الأحوال ورغم ذلك أبدعوا وتميزوا. [title]صحافة ..إدارة .. إرشاد نفسي[/title] هند شمالي تعمل صحفية، إضافة إلى عملها في المجال الإداري في إحدى المؤسسات الخاصة جمعت بين أمور مختلفة, وعند سؤالنا لها عن تخصصها قالت: "أنا خريجة إرشاد نفسي وتوجيه تربوي في الجامعة الإسلامية, وقد درست عن رغبة ولهدف, وكل من العمل الإداري والعمل الصحفي بعيد عن مجال تخصصي لكن برأيي كل العلوم تلتقي في نقطة ما قد ندركها مبكرًا أو لا ندركها". وعن رأيها في عمل الشخص في مجال يختلف عن تخصصه قالت: "إن كان العمل في غير التخصص الجامعي تبعًا لموهبة لدى الشخص هو أمر إيجابي وينعكس عنه نتائج إيجابية في العمل". [title]الرياضيات بعيدًا عن التدريس[/title] أحمد عمار وهو شاب درس الرياضيات ويعمل مصممًا للجرافيك والمؤثرات البصرية في مجال الموشن قال لـ"الشباب": إن تخصصي له علاقة بعملي بنسبة 10% على الأكثر, فقط من ناحية تطوير التفكير لما للرياضيات من تأثير في ذلك. وعن سبب اختلاف العمل عن التخصص قال أحمد: "إن عمل الإنسان في مجال يختلف عن تخصصه سببه الظروف, فهي التي دفعته لذلك وربما بعد انتهاء دراسته اتضح له أنه يحب تخصصًا آخر غير الذي تخرج فيه", مضيفًا أنه يؤيد الأمر فيما لو استطاع الشخص فعلا أن يبدع في هذا المجال. سعيد اسليم درس التمريض, ولكنه يعمل في مجال التصميم والمونتاج, رأى أن تقييم الإنسان لعمله يجب أن يكون من خلال قياسه لقدرته على تحقيق ذاته ومدى قدرته على العطاء وخدمة أهداف العمل الذي يمكنه من خلاله أن يفيد نفسه ومجتمعه، وتبقى الشهادة الجامعية مجرد وثيقة قد تحقق لحاملها مكانة مجتمعية معينة. وعند سؤاله عن سبب هذا قال: "قد يكون التخصص غير المرغوب فيه من قبل الأبناء والذي درسوه بناء على ضغوط الأهل والمجتمع أو عدم الاختيار السليم للتخصص". [title]فجوة عميقة[/title] توجهنا للدكتور محمد الريفي الأكاديمي والمحاضر بالجامعة الإسلامية والذي كان له رأي أيضًا في هذا الموضوع؛ حيث رأي في هذه الظاهرة "تعبير عن فجوة عميقة بين الجامعات والمجتمع المحلي". وأضاف" الجامعة تعمل كالآلة دون تنسيق مع المجتمع المحلي، دافعة بعشرات آلاف الخريجين إليه بعشوائية وفوضوية دون مراعاة لحاجات المجتمع المحلي ودون اهتمام بمستقبل الخريجين، ومن هنا نجد أن مجتمعاتنا المحلية لا تتطور ولا تتحقق فيها التنمية بالسرعة المطلوبة وبالطريقة المناسبة". [title]زوايا[/title] أما سامي عكيلة, وهو مختص في التنمية البشرية فقد رأى أن القضية لها زاويتان؛ الأولى: الزاوية القريبة, وقد اعتبر فيها أن هذه الظاهرة تعبير عن قدرات ومهارات عالية لدى هؤلاء الشباب في المرونة والتكيف مع البيئة والمستجدات الحاصلة من حولهم. أما الزاوية الثانية كما رآها عكيلة فهي الزاوية البعيدة, وهي التي نستطيع من خلالها أن نرى حجم المأساة التي يعيشها الشباب والتي تجبرهم على العمل في تخصصات غير تلك التي اختاروها وأحبوا العمل بها منذ طفولتهم.