يشتكي كثير من المصريين من الارتفاع المفاجئ لأسعار بعض السلع الأساسية قبل حلول شهر رمضان، والذي رأى فيه البعض عملا ممنهجا للقضاء على الطبقة الوسطى في المجتمع، بينما تخطط بعض الغرف التجارية لتنظيم فعاليات تساهم في تخفيض الأسعار.

وقال المواطن محمد رضا إنه كان يعاني في رمضان الماضي من عدم القدرة على شراء المكسرات لغلائها، ولم يتخيل أن الأوضاع ستسوء لدرجة عدم القدرة على شراء سلع أساسية كالأرز والزيت.

ويمتلك رضا سيارة أجرة يعمل عليها بنفسه مما يجعله -في رأيه- أفضل حالا من كثيرين، لكنه أبدى في حديثه للجزيرة نت أسفه الشديد لتوقعه عدم القدرة على الوفاء باحتياجات أسرته المكونة من ستة أفراد خلال رمضان المقبل.

وشارك رضا شكواه من ارتفاع الأسعار مواطنون آخرون، حيث أشارت سلوى فايد (ربة منزل) إلى أن متوسط ميزانية تكاليف الإفطار اليومي لأسرتها البالغة خمسة أفراد ارتفع هذا العام بنسبة 40% عما كان عليه العام الماضي.

وقالت سلوى للجزيرة نت إنها بينما كانت تنتظر زيادة في الدخل مع قدوم مولود جديد، تم خصم جزء من مرتب زوجها الأساسي الذي يعمل عضوا في هيئة التدريس بالجامعة، ثم جاء ارتفاع الأسعار ليقصم ظهورهم، حسب قولها.

ولفتت إلى أن أسرتها ستضطر إلى إلغاء معظم الولائم المعتادة في رمضان للأقارب والأصدقاء، نتيجة ارتفاع الأسعار.

زيادات مضاعفة

وبدوره، قال كمال صبري -وهو مالك مركز تجاري بمحافظة الجيزة- إن ارتفاع الأسعار الذي حدث في الأشهر الماضية تبعه ارتفاع بنسب تتراوح بين 15 و65% لأسعار بعض السلع الأساسية مع اقتراب رمضان، مما يشكل عبئا مضاعفا على الشعب خلال رمضان وعيدي الفطر والأضحى.

وأشار إلى أن سعر الأرز ارتفع من خمسة جنيهات للكيلو إلى تسعة، كما ارتفع سعر عبوة الزيت من 11 جنيها إلى 15، وسعر كيلو الفول من تسعة جنيهات إلى 11، وسعر كيلو الشاي من 34 جنيها إلى 44، بينما ارتفعت أسعار اللحوم 10% خلال عشرة أيام.

طلب إحاطة

وتقدم وكيل اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب المصري محمد عبد الحميد بطلب إحاطة إلى وزير التموين حول ارتفاع أسعار السلع قبل رمضان، متسائلا عن دور الأجهزة الرقابية، ومشيرا إلى وعد الرئيس عبد الفتاح السيسي بتخفيض الأسعار الذي لم يتم الوفاء به حتى الآن، حسب قوله.

وأعلنت غرف تجارية لعدد من المدن عن تنظيم معارض لبيع السلع الغذائية المخفضة تحت اسم "أهلا رمضان" استعدادا لاستقبال الشهر الكريم، وأنه سيتضمن كافة السلع الأساسية التي يحتاجها المستهلك بأسعار تنخفض 25% عن مثيلاتها في الأسواق الأخرى.

من جهته، رأى رئيس المركز المصري لدراسات الإعلام والرأي العام مصطفى خضري أن "مصر مقبلة على فترات عجاف، حيث يسعى النظام بشكل أو بآخر عبر تكريس الفقر إلى القضاء على ما تبقى من الطبقة الوسطى الساعية للتغيير"، متوقعا أن يؤدي ذلك إلى نتائج عكسية.

وأضاف خضري للجزيرة نت أن السلع الغذائية الإستراتيجية تباع في مصر بأعلى من السعر العالمي، حيث تصل الزيادة أحيانا إلى الضعف، معتبرا أن من أهم أسباب ذلك "الفساد الممنهج الذي يمارسه النظام الحاكم".