بعد ان سيطرت السلطة في الضفة الغربية مدعومة بقوة وتسلط اجهزتها الامنية المختلفة وتحت ستار قضائي وقانوني على الغالبية العظمى من المراكز والمؤسسات والجمعيات الخيرية، ينتظر المصير ذاته مركز "ابن باز" الخيري الموجود في بلدة السموع في محافظة الخليل جنوبي الضفة الغربية. ويقدم المركز المساعدة لعشرات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني من فئات الأيتام والأرامل والمحتاجين. وقال محمد ربعي مدير المركز لشبكة "فلسطين الآن" إن عدد المستفيدين من برامجه خلال عام واحد بلغ اكثر من 168 الف مستفيد، مؤكدا أن القائمين على المركز تربطهم علاقات متميزة ومتينة وتعاونية مع غالبية مؤسسات السلطة الفلسطينية في النطاق الشرعي. وقد وزع أكثر من 50 ألف مصحف حتى وصلت نشراته التوعوية إلى المعتقلين في السجون الصهيونية.. وأوضح الربعي أن "أهالي ومواطني بلدة السموع جنوب فلسطين تفاجئوا أمس يوم السبت 31-3-2012م بوجود موظفين حكوميين مرفوع بحقهم قضايا تزوير واستغلال منصب وظيفي في ساحة المقر الرئيسي للمركز في محاولة لاقتحامه عنوة لإجراء انتخابات لمجلس إدارة المركز بالتعاون مع فئة مطعون في شرعيتهم أمام القضاء الفلسطيني، ويحاولون شرعنة عضويتهم من خلال إجراء انتخابات وهمية لمجلس الإدارة، وللاسف يتم ذلك بالتعاون مع بعض المتنفذين الذين تم تضليلهم من بعض الجهات الرسمية للالتفاف على القانون والسيطرة على مجلس الإدارة". وتابع "ناشدنا الرئيس محمود عباس لوقف سلسلة الإجراءات والتجاوزات غير القانونية لإنقاذ مؤسسات الوطن، ولكن للأسف لم يتم الالتفات الى هذه المناشدة، بل لقد تحدى هؤلاء الموظفين الرئيس وقراراته وسيادة القانون، لان فرض انتخابات بهذه الصورة في ظل وجود أعضاء هيئة عامة مرفوع في حقهم قضايا في محكمة العدل العليا لا يصح، كما لا يصح التعدي على السلطة القضائية من اجل فرض امر واقع غير قانوني". وثمن الربعي احتجاج الأهالي وأمهات الأيتام والأطفال الذين حالوا دون إجراء هذه الإنتخابات التي لم تبلغ بها إدارة المركز، مؤكدا انه "لم يصلهم قرار رسمي بالانتخابات، ولم يحضرها ممثل عن وزارة الإختصاص (الشؤون الإجتماعية)". [color=red]النيابة تغلق المركز[/color] لم تنته الاشكالية عند هذا الحد، فقد تفاجئ موظفو المركز اليوم الاحد 1-4-2012 بوجود قوة من الشرطة الفلسطينية، حضرت لتطبيق قرار من النائب العام يقضي بإغلاق المركز لغاية تصويب الوضع مع وزارة الداخلية، حسب زعمهم. وطالب الربعي الجهات المختصة بمعالجة الملف بالسرعة القصوى ووقف إغلاق المركز الذي يؤدي رسالة العلم والعمل داخل المجتمع الفلسطيني لما سيترتب على إغلاقه من وقف للمخصصات السنوية لمعظم أيتام محافظة الخليل والمحافظات الاخرى التي تقدر بمئات الآلاف من الشواكل، وأيضا توقف صرف الزكاة على المحتاجين وإلغاء المؤتمرات الدعوية التي يقيمها المركز سنويا في الضفة الغربية.. هذا بالإضافة إلى مشاريع بناء المساجد وإغلاق 12 دار لتحفيظ القرآن الكريم وتوقف المشاريع الموسمية كإفطار الصائم والأضاحي والكسوة والعيدية وزكاة الفطر، وما يترتب عليه من إلغاء لكل الأنشطة الصيفية وعمل نادي الريحان والملتقى الشبابي والندوات والمحاضرات التي يلقيها دعاة المركز داخل المدارس والجامعات، وإلغاء برامج تكريم أسر الشهداء ورحلات العمرة والدورات الشرعية وتكريم أئمة مساجد فلسطين. وأكد الربعي أن المركز لا يقوم بأي نشاط سياسي، ويتعامل بكل شفافية ومهنية مشهود لها مع مختلف الشرائح المستفيدة، لا سيما مع الأيتام "الذين نبحث عنهم أينما كانوا لنوفر لهم لقمة العيش"، مشددا أن مؤسسات الوطن ستبقى هامتها مرفوعة الرأس رغم كل الصعاب والمحن.