11.12°القدس
10.88°رام الله
9.97°الخليل
16.23°غزة
11.12° القدس
رام الله10.88°
الخليل9.97°
غزة16.23°
الأحد 22 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

خبر: الزيتونة أنموذج للإبداع

الأربعاء الماضي دعتني كلية الزيتونة للقاء على يوم الأرض للحديث عن هذا اليوم وأهمية الأرض في وجدان وقلب الفلسطيني، وقبل موعد اللقاء جلست مع عميد الكلية وشرح لي جهاز عملت عليه الكلية يكاد يكون من اختراع العقول النيرة التي تعمل في كلية الزيتونة والتي شغلها الهم الفلسطيني وقضية الكهرباء والوقود والأحمال وتوزيع هذه الأحمال على قلتها الأمر الذي شكل أزمة خانقة أثرت على مناحي الحياة. الموضوع أن الجهاز الذي عرض من قبل عميد الكلية يبدو أنه من الإبداعات التي تقدم خدمة جليلة للمجتمع الفلسطيني في ظل أزمة توزيع الأحمال، ووفق ما قدمه العميد من شرح مفصل عن عمل الجهاز وتكلفته وكيف يمكن أن يقدم حلا قد يساعد على بقاء الإنارة على الأقل على مدي الأربع والعشرين ساعة في كافة البيوت الفلسطينية دون المساس بجدول توزيع الكهرباء لدى شركة الكهرباء والذي حدد بـ ساعات ستة لكل منطقة مقابل قطع للكهرباء بالكلية مدة اثني عشر ساعة انقطاع، هذا الجهاز الذي لا يكلف المستهلك أكثر من مئتي شيكل سيساعد على بقاء الإنارة في كل المنازل وتبقى المنطقة صاحبة الساعات الستة تعمل بجهد كامل يؤدي إلى تشغيل كافة الأدوات الكهربائية. صحيح أنا لست خبيرا في مثل هذه الابتكارات والاختراعات ولكن علينا على الاقل أن نفكر بمثل هذه الإبداعات بجدية ودراستها بشكل علمي عبر لجنة من المختصين في الكهرباء لعمل تقييم ودراسة جدوى للمشروع ومدى الحاجة اليه، وهنا المسئولية تقع على عاتق الحكومة ومؤسساتها المختلفة ذات الاختصاص، ولو كان هناك ملاحظات أو إضافات أو تحسينات يمكن النصح بها، ولو وجد أصحاب الاختصاص أن المشروع يستحق أن يدرج ضمن الاهتمامات ويمكن أن يقدم حلا في ظل الأزمة يصبح من الواجب على الجهات الرسمية دعمه والعمل على الاستفادة من هذه الإبداعات وتشجيعها على مواصلة البحث والعمل على ابتكار وسائل ومشاريع تخدم المجتمع وهذا جزء من واجب الجامعات والمعاهد والكليات أن تكون الحاضن والتربة الخصبة لمثل هذه الإبداعات والطاقات المتوفرة ب ين أبناء شعبنا. هذا نموذج قدمته كلية الزيتونة يستحق الدراسة والتقدير والتشجيع وهناك نماذج مختلفة لو أعطيت شيء من الاهتمام والرعاية لربما أغنتنا عن الكثير وساعدت على حل لو جزء مما يواجهنا في المجتمع من إشكاليات حياتية كالكهرباء والوقود والغاز، وقد تحدث عميد الكلية معي عن مشاريع إبداعية سواء كانت مبتكرة أو مطورة يمكن أن تكون رافعة للمجتمع وهذا كله يحتاج إلى التشجيع. ومثال إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية التي عرضتها وزارة الداخلية الفلسطينية السبت الماضي دليل واضح عن وجود عقول وسواعد لو التحيت لها الفرصة ووفرت لها الإمكانيات لربما شكلت حلا ولو بسيطا لكثير من الإشكاليات، فالطاقة الشمسية تعتبر من الطاقة المتجددة وقد حبانا الله بالشمس غالبية أيام السنة وهي طاقة رخيصة ونظيفة وصحية، يمكن الاستفادة منها والاعتماد عليها في توليد الطاقة الكهربائية، وهي فكرة ليست جديدة وموجودة في كثير من دول العالم ، ولكن الجديد أن تصنع سواعد فلسطينية هذه الخلايا الشمسية بالخامات والأدوات والإمكانيات المحلية، وهذا مؤشر واضح أن لدينا من الطاقات الشبابية والعملية ما يمكن لو أتيحت له الفرصة والبيئة للتفكير والابتكار لريما حققنا تقدما ملحوظا في مناحي كثيرة. المطلوب وجود حاضنات حقيقية جادة ترعى هذه الطاقات من خلال تقديم الدعم المالي وإن قل ولكن أن يوجه نحو النافع بدلا من صرفها من أجل صناعة همروجات إعلامية وصرفها على الاحتفالات والشهادات والدروع التي لا تسمن ولا تغني من جوع، نحن بحاجة إلى لجنة حكماء من كافة التخصصات وهي متوفرة من أجل النهوض بالشباب المبدع في كافة المجالات وما كلية الزيتونة إلا نموذجا.