20°القدس
19.8°رام الله
18.86°الخليل
25.3°غزة
20° القدس
رام الله19.8°
الخليل18.86°
غزة25.3°
الإثنين 07 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

خطة "ليبرمان" لفتح وحماس

خالد معالي
خالد معالي
خالد معالي

انشغل الكتاب والمحللون في هذه الأيام من داخل كيان الاحتلال حتى من الفلسطينيين بما أعده ويعده "أفيغدور ليبرمان" وزير حرب الاحتلال الحالي لحركتي فتح وحماس، بعد تسلمه حقيبة الجيش الأكثر تأثيرًا في الكيان، كون فتح هي المؤثرة والفاعلة في الضفة الغربية، وحماس هي المؤثرة في قطاع غزة، وتعد العدة للرد على الحرب العدوانية القادمة والمتوقعة بالمزيد من التسلح والتجهيز وبناء الأنفاق.

من المتابعات والقراءات المتعددة لمختلف الآراء نجد المحللون انقسموا إلى تيارين: الأول يرى أن "ليبرمان" سيزيد من تطرف الكيان، وبتطرفه المتزايد من المنطقي ألا يفرق بين فتح حماس؛ فكلهم فلسطينيون بنظره، وأعداء لكيان الاحتلال، وإن كانت فتح في المرحلة الحالية لا تقاوم الاحتلال بعد توقيعها (أوسلو) منذ 23 عامًا، الذي كان من المفترض أن يقود إلى دولة فلسطينية على حدود عام 1967م خلال المرحلة الانتقالية المقدرة بخمس سنوات، لولا تنكر الاحتلال.

أما التيار الثاني فيرى أن "ليبرمان" سيفرق بين الفصيلين الأكبر على الساحة الفلسطينية؛ فهو ليس بهذه السذاجة، وإن كان متعطشًا إلى سفك الدماء، ويرى أنه من غير المنطقي وضع حماس وفتح في سلة واحدة؛ ففتح لها برنامجها التفاوضي، وطريقتها في فهم الأمور مختلفة كلية عن حركة حماس، وهو ما ينعكس ويترجم على أرض الواقع، ويفهم بصراحة ويظهر جليًّا وواضحًا؛ فلو افترضنا أن حماس لا فتح تمسك بزمام الأمور في الضفة؛ فلكم أن تتخيلوا الوضع كيف سيكون وقتها.

سواء اختلفت الآراء أم توحدت فيما هو متوقع من "ليبرمان" مستقبلًا، إن المنطق يقول: إنه سيزيد من الضغط على فتح والسلطة، كون فتح لا تملك أوراق قوة وضغط تستطيع أن تلوح بها في وجه "ليبرمان" الذي لا يؤمن بغير القوة، وأنه يستطيع أن يركع من أراد، ويحقق الأمن دون الاتفاقيات التي هي أصلًا منتهكة من قبل الاحتلال، ويدعو لحل السلطة وإنهائها خلال تصريحاته العلنية على الملأ، ولا يخفيها.

يبقى السؤال: ما سيفعل "ليبرمان" في غزة؛ فهناك المحك الفعلي لتطبيق برنامجه؟، وأي مدى يستطيع أن يحقق منه، وهي المحك لصوابية طريقة فهمه للأمور والتعامل معها؟، وهل سينجح "ليبرمان" فيما فشل به جيشه الذي لا يقهر في ثلاث حروب مدمرة على غزة؟، وهل يقدر "ليبرمان" على إقناع قيادات الاحتلال بشن حرب جديدة على غزة؟

مع جعجعة "ليبرمان" وعرض عضلاته سيسارع إلى عقد صفقة الأسرى، لأنه يدعي ويزعم أمام جمهوره أنه قوي، والقوي لا يسمح باستمرار وقوع جنوده في الأسر، والقوي يرجعهم إلى عائلاتهم بسرعة، ولا حل له إلا الصفقة، وليس دخول غزة التي حاول من قبله دخولها لتحرير أسرى جيش الاحتلال وفشلوا فشلًا ذريعًا.

سيقع "ليبرمان" في فخ غزة؛ فهي أصبحت كالشوكة في الحلق لكيان الاحتلال؛ فلا الشوكة قابلة للانتزاع ولا هي قابلة للبلع، ومن هنا إن برنامج وأحلام "ليبرمان" ستتحطم على أبواب غزة؛ ليس لأن "ليبرمان" وجيشه ضعفاء، فعلى العكس إنه يملك قوة عسكرية ضخمة ومدمرة، بل لأن غزة باتت عصية على الانكسار بفعل سلاح الأنفاق الذي يجعل قوة جيش الاحتلال بسلاح طيرانه الأقوى غير فاعلة، وهو رمز قوته المدمرة، وبسببه انتصر على الدول العربية في ستة أيام، واحتل أراضيها عام 1967م.

صحيح أن كيان الاحتلال فيه مؤسسات فاعلة وقوية التأثير، ولا تخضع لفهم شخص واحد للأمور، ولكن هذا الشخص ليس بشخص عادي، بل هو مؤثر ولديه تأييد واسع من قبل المهاجرين اليهود الروس في كيان الاحتلال، وأصلًا الأحداث تتحرك بسرعة، وتدهم الجميع، ويدفع بعضها بعضًا في جدلية تاريخية وسنة كونية لابد منها، ومن هنا إن "ليبرمان" سيكون مؤثرًا وفاعلًا، ولكنه سيفشل كما فشل من قبله في تركيع غزة، وقد تهاجمه غزة وتحرر أراضي فلسطينية، كما يتوقع كتاب ومحللون في كيان الاحتلال.