طبيعي جدا أن يحدث قرار الإخوان بخوض الانتخابات الرئاسية في مصر صدى واسعا وعلى جميع المستويات سواء المحلية أو الدولية،وليس هناك ثمة غرابة في ردة الفعل المتناقضة من قبل الكارهين للإخوان،ولكن الغرابة في رد فعل ذوي الرأي من الحكماء والمفكرين الذين وقعوا في فخ ضجيج الإعلام المضلل. كتب الأستاذ الكبير فهمي هويدي مقالا بعنوان " وقعوا في الفخ"، وانتقد قرار الإخوان شكلا ومضمونا، وخلص إلى أن الجماعة وقعت في فخ كارهيهم . وجدت أنه من الضروري الرد على بعض الملاحظات والتساؤلات التي أثارها الكاتب في مقاله، أما الاتهامات التي رمى بها الإخوان،كقوله بأنهم وقعوا في فتنة السلطة والأضواء والأغلبية فلا نرد عليها بل نكتفي بتنبيه الكاتب وغيره من الحكماء بأن لا ينجروا إلى ما يقوله الغوغاء. لاحظ الكاتب بأن موقف الجماعة لم يتغير من الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح الذي عوقب بالفصل لمخالفته قرارها رغم عدول الجماعة عنه، ليخلص إلى أن موقف الجماعة كان منصبا على شخص الدكتور ولم يكن مبنيا على مبدأ أو موقف. هذه الملاحظة بحد ذاتها تهمة يكيلها الكاتب إلى الإخوان، وهي باطلة لأن الرجل عوقب على مخالفة القرار ولم يعاقب لترشحه، والمعروف أن المخطئ لا يكافأ، وهذا هو المتبع في التنظيمات، ولو تراجع الإخوان عن قرار الفصل لشجع ذلك آخرين على الاجتهادات الفردية واتباع الهوى أملا في إثبات صحة اجتهاداتهم لاحقا _علما بأن قرار الجماعة تأثر بمستجدات_، كما أن الذي تجرأ على مخالفة تنظيمه وهو في ذلك المركز المتواضع سيكون أكثر جرأة وربما خطرا حين يكون رئيسا. تساءل الكاتب عن مدى إمكانية تحمل الإخوان للمسؤولية وحدهم، بدون القوى الوطنية الأخرى، وأين هي كوادر الإخوان التي ستتحمل التحديات الاقتصادية والسياسية والفلتان الأمني. إن تنظيم الإخوان يعدل باقي التنظيمات مجتمعة وزنا، وما لا يستطيع عليه الإخوان فلن يستطيعه غيرهم،كما ان هناك مرشحين لا وزن لهم، وما هي الحاجة لكوادر الإخوان، فالمؤسسات في مصر جاهزة للعمل بعد إدخال الإصلاحات اللازمة ولا يعقل أن يقوم الإخوان باستبدال المسئولين والموظفين بكوادرهم،وللعلم فقط فإن وقف الفساد المالي والإداري كاف لإخراج مصر من معضلاتها الداخلية. يقول الكاتب: ألم يخطر ببال الإخوان بأن بعض الدول العربية تتوجس منهم، وبعضها مشتبك معهم،والبعض الآخر يساندون آخرين لا يمثلونهم؟.تلك تقسيمات مبالغ فيها، والأفضل تقسيم الأنظمة العربية حسب علاقتها بشعوبها، فمنها المشتبك ومنها المنتظر، ومنها ما تم تسوية أمره مثل أنظمة مصر وتونس وليبيا، وحين تستقر الأمور فإن مصر تحت حكم الإخوان لن تختلف عن غيرها.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.