31.12°القدس
30.88°رام الله
29.97°الخليل
32.26°غزة
31.12° القدس
رام الله30.88°
الخليل29.97°
غزة32.26°
الثلاثاء 01 يوليو 2025
4.62جنيه إسترليني
4.75دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.96يورو
3.37دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.62
دينار أردني4.75
جنيه مصري0.07
يورو3.96
دولار أمريكي3.37

في رمضان.. ماذا تفعلين عندما يتناول طفلك الطعام خلسةً؟

طفلي
طفلي
غزة - فلسطين الآن

يجد بعض الآباء والأمهات صعوبة في إقناع أطفالهم بالصيام، كعبادة وفريضة فرضها الله سبحانه وتعالى على المسلمين، ورغم أن الكثير من الأطفال يرغبون بتقليد والديهم بالامتناع عن تناول الطعام والشراب والشعور بالإنجاز عند انتهاء صيامهم خلال اليوم مع أذان المغرب، إلا أن الكثير من الأهالي يعانون من مشكلة عدم رغبة أطفالهم بالصيام أو تقبلها كفكرة تؤسس لأداء الفريضة عند البلوغ.

سرعان ما يستسلمون

يقول أبو بلال الفيراني (39 عامًا) وهو صاحب بقالة, إن أبناءه جميعًا أبدوا رغبتهم منفردين في الصيام، وكانوا يطلبون منه ووالدتهم أن يباشروا الصيام رغم صغر سنهم، إلا أن ابنه الأخير البالغ من العمر 7 أعوام، لا يزال يمتعض عندما يُطلب منه الصيام أسوة بأشقائه.

وقال الفيراني: "أشعر أن نجلي الصغير رامي، ليس كما أشقائه الذين يحبون الصيام، رغم أن أشقاءه بدؤوا بالصيام في سن أصغر من نجلي الصغير، حاولت منحه مكافأة للصيام ولكن لم ينجذب إلى ذلك، وبالكاد يستطيع صيام 5 ساعات في النهار قبل أن يبدأ بطلب الطعام".

وأوضح أنه ربما بسبب كونه (آخر العنقود) فإنه يتلقى دلالًا أكبر من أي من أشقائه، الأمر الذي جعله مهملًا ومستهترًا بعض الشيء، ولا يتعامل مع المواقف بجدية، وأضاف: "ولكني خلال شهر رمضان المقبل سيكون لي معه تصرف آخر، فسوف أجبره على الصيام".

أما رانيا أبو سعدة (37 عامًا) وهي أم لثلاثة أطفال، قالت: "إن أطفالي يرغبون بشكل كبير مشاركتي ووالدهم في الصيام، والاستيقاظ قبيل الفجر لتناول طعام السحور، من قبيل المشاركة المجتمعية، ولكن ما إن تتوسط الشمس السماء، حتى يبدؤوا بالتسلل خلسة إلى الثلاجة وتناول الطعام بالسر".

وأضافت: "عندما أكتشف أمرهم لا أرغب في مكاشفتهم، بل أستمر بتشجيعهم وكأنني لم أرَ شيئًا، ويحصلون على عبارات الثناء والمديح في نهاية يوم الصيام من أجل تشجيعهم بشكل دائم، ولكن المشكلة أنني لا أعرف كيف أعالج مشكلة الوسواس التي تسيطر على عقولهم والتي تدفعهم لتناول الطعام خلسة وعدم الصمود مزيدًا من الوقت".

وأوضحت أنها حاولت في أكثر من مرة استخدام أساليب عديدة من أجل عدم استسلام أبنائها للوساوس والجوع، كما حاول والدهما كثيرًا معالجة هذا الأمر، إلا أن كافة محاولاتهما باءت بالفشل.

وسائل إقناع وترغيب

المتخصص النفسي والاجتماعي، إياد الشوربجي، يرى أن مسألة ترغيب الطفل بالصيام، ترتبط بعدة أساليب ووسائل إيجابية من أجل تعزيز قيمة الصيام في داخله، لدفعه نحو الإقبال على الصيام تلقائيًا وذاتيًا وليس إجباره.

وقال الشوربجي: "مسألة تعليم الأطفال تحتاج لأساليب مختلفة من أجل ترغيبه في شيء معين أو تنفيره من تصرف غير سليم، وفيما يتعلق بالعبادات، هناك وسائل مختلفة من ضمنها أسلوب القدوة، حيث يتأثر الأطفال بشكل كبير بوالديهما وطريقة تصرفاتهما، الأمر الذي يشكل مدخلًا لتعليم الطفل الصيام".

وشدد على أن يشكل الوالدان قدوة حسنة لأطفالهما، لا أن يكونا مقصرين في العبادات، مضيفًا: "هذا الأسلوب يعد من أقوى الأساليب لتعليم الأطفال العبادات والروحانيات".

وتابع الشوربجي: "من الممكن أيضًا اتباع أسلوب (النموذج)، بمعنى عرض شريط فيديو أو صور لأطفال آخرين صائمين أمام الطفل الأمر الذي يشجعه على أن يحذو حذوهم".

وأوضح أن هناك أسلوبًا آخرَ وهو "الترغيب التدريجي"، بمعنى تدريب الطفل على الصيام ومنحه ساعتين أو ثلاث يوميًا، تزيد مع مرور الأيام، من أجل تعويده على الصيام وتمرين جسده على تقبله وتحمله.

ولفت الشوربجي النظر إلى أسلوب إضافي وهو "المكافأة"، حيث يمنح الوالدان الطفل مكافأة إذا التزم بصيام عدد معين من الأيام، أو بصيام يوم كامل، وكذلك هناك وسيلة المديح والثناء أمام الآخرين التي تجعل القيمة معززة داخل الطفل، ولديه رغبة كبيرة في تكرارها.

كما نوه إلى أن الحديث عن الجنة والنار والثواب والعقاب الرباني أمر مهم جدًا لترسيخ الروحانيات في نفوس أطفالنا، لدفعهم نحو الالتزام في العبادات.

ومن جهة أخرى، يرى الشوربجي أن عملية إجبار الطفل على الصيام لا تفضل بالمطلق، لأن ذلك يمنح الطفل انطباعًا سلبيًا عن العبادة وخاصة في قضية الصيام، الأمر الذي يجعل من الصيام أمرًا مرهقًا بالنسبة إليهم يهربون منه.