18.88°القدس
18.64°رام الله
17.75°الخليل
24.24°غزة
18.88° القدس
رام الله18.64°
الخليل17.75°
غزة24.24°
الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.35دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.15يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.35
جنيه مصري0.08
يورو4.15
دولار أمريكي3.79

خبر: الشاطر وثورة الشطار

لا أجد مبررًا واحدًا للثورة والهجوم الشرس على استخدام قوة سياسية حقها فى المنافسة على أرفع منصب في البلاد. قلت أمس لا مكان في السياسة للرومانسية، وإذا كانت جماعة الإخوان أخطأت في البداية عندما أعلنت عدم الدفع بمرشح للمنافسة على المنصب، فمن حقها تصحيح هذا الخطأ الذي قد يعرضها لخطورة التهميش والإقصاء في ظل حالة التنافر الشديدة التي تظهرها القوى العلمانية واليسارية من التيار الإسلامي، وموقفها الرافض لوجوده وممارسة حقوقه، متناقضة مع أبسط القواعد الديمقراطية. عجبت بشدة من قيادات سابقة للجماعة ركبت الموجة. كمال الهلباوي واحد منهم، وقد قام بطريقة مسرحية بتقديم استقالته على الهواء مباشرة من نافذة العاشرة مساء في قناة دريم، من حقه الاستقالة وإبداء الرأي، لكنه لا يشغل أي منصب في الجماعة، وهو مجرد متحدث سابق في الخارج، وكان يمكنه أن يبدى الرأي ويهاجم قرار ترشيح الشاطر من غير أن يقع في هذه الثغرة التي راهنت على أن الناس لا يقرأون ولا يعرفون. ما علينا.. فهذا الحقد الطبقي والغيرة من إسلاميين على إسلاميين له ما يبرره في السياسة، فمن المقبول مثلاً أن يظهرها محمد حبيب النائب السابق للمرشد، وأن يتظاهر الهلباوي بالاستقالة من منصب أو وضع وهمي. لكن لماذا تصر القوى العلمانية واليسارية على مصادرة الديمقراطية من الآخرين، فتمد معارضتها الشديدة لتشكيلة الجمعية التأسيسية للدستور إلى رفض حق مواطن في الترشح؟! من الطبيعي أن يترشح زيد أو عبيد فى ظل عدم جود موانع قانونية، من حق أي فصيل إسلامي أو شيوعي أن يطمح لرئاسة الجمهورية وتشكيل الحكومة وللأغلبية البرلمانية في حدود نتائج صناديق الانتخابات، ولا يعتبر ذلك تكويشًا كما تردد الأبواق الفضائية حاليًا. سر ثورة غضب العلمانيين من صحافة وقنوات فضائية وقوى سياسية، ثقتهم بأن الإسلاميين موجودون فى الشارع، بينما هم نزلاء للاستديوهات، لدرجة أن بعضهم يردد أنه كان يجلس على قهوة موجودة على الشارع فسمع استهجان الزبائن، عندما أعلن المؤتمر الصحفي للإخوان عن تقديم مرشح، وقاس على الزبائن كل شعب مصر واعتبرهم مؤشرًا على أن الرأي العام فقد ثقته في الإخوان نتيجة لتراجعهم عن وعودهم السابقة. ألف باء الديمقراطية أن تدفع المعارضة بمنافسين أقوياء في مواجهة الشاطر أو أي إسلامي آخر، وحشد الشعب لكي لا يصوت لهم، فخيرت الشاطر لن يدخل قصر الرئاسة إلا بأغلبية المقترعين وهى عملية صعبة للغاية، لو اجتازها هو أو غيره سيكون أحق بالمنصب الرفيع. للأسف الشديد، يتحدث بنظرية المؤامرة كثيرون ممن يتاح لهم ملء فراغ الشاشات.. ومن أطرف ما سمعت أن ترشيح الشاطر صفقة بين العسكري والإخوان لتمرير مرشح ثانٍ من غير الإسلاميين عبر تفتيت الأصوات. ضع نفسك مكان الشاطر، فهل يرضى بهذه التضحية الكبيرة من ماضيه السياسي الذي قضى سنوات طويلة منه في معتقلات عبد الناصر والسادات ومبارك؟! ليتنا نعمل العقل والمنطق ونتمسك بالديمقراطية التي ينقلب عليها الجازعون والمرتعدون عبر دعوتهم المجلس العسكري بالتدخل لمنع وصول التيار الإسلامي إلى الرئاسة، كما طالبوه من قبل بالتدخل والانقلاب على الإعلان الدستوري لإعاقة وضع الدستور. دعوا الحكم للصناديق.. نقولها مرة وثانية وثالثة وألف لعل التكرار يعلم الشطار.