18.88°القدس
18.64°رام الله
17.75°الخليل
24.24°غزة
18.88° القدس
رام الله18.64°
الخليل17.75°
غزة24.24°
الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.35دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.15يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.35
جنيه مصري0.08
يورو4.15
دولار أمريكي3.79

خبر: مصر: عندما يصبح الفن غطاءً لجاسوسية الموساد

اعترفت أخيرا "ريتا ديفيد توماس" حفيدة الممثلة المصرية"راشيل إبراهام ليفي" التي عُرفت باسم "راقية إبراهيم" بأن جدتها تعاونت مع جهاز "الموساد" الصهيوني لاغتيال عالمة الذرة المصرية "سميرة موسى"، مؤكدة أن جدتها كانت مؤمنة بـ(إسرائيل). إنها مفاجأة جديدة ولن تكون الأخيرة.. فحقيقة الأمر أنه ليس اعترافاً صادماً فقط، بقدر ما هو تأكيد على أن بعضاً من يهود مصر، شأنهم مثل غيرهم من كل يهود العالم في حرب عقائدية دينية وسياسية دائمة مع مصر.. لا يتوانى هؤلاء في فعل أي شيء وكل شيء في سبيل خدمة مصالح (إسرائيل) والنيل من مصر باستخدام كل الأساليب.. الجنس.. المال.. الابتزاز.. سواء نفذوا المهام القذرة بأنفسهم، أو استخدموا ضعاف النفوس من مُختلف الجنسيات. في عام 1956 أثناء العدوان الثلاثي علي مصر تم القبض علي عدد 280 يهودياً يعملون لصالح الكيان ودول أجنبية أخري، بعد ثبوت عمليات تجسسهم ضد مصر، ومُعظم هؤلاء كانوا من يهود مصر الذين عملوا لصالح (إسرائيل)، وكانت خيانتهم لتراب مصر أرض مولدهم بسبب عقيدتهم وانتماءاتهم الصهيونية. على الرغم من أن طيبة الشعب المصري تصل إلى حد الإشادة ببعض من يهود مصر ممن لهم تاريخ يبدو ظاهره حسناً وباطنه أخفي بداخله شراً، إلا أن الواقع يثبت لنا يوماً بعد يوم بالأدلة كشف عمليات تجسس وخيانات من يهود ولدوا وعاشوا علي تراب مصر، وإلي وقت ليس ببعيد تم القبض على ممن جاءوا إلى مصر في مهمات مشبوهة، والعمل ضد مصالح الوطن، في ذات الوقت تقتضي الحيادية الصحفية عدم التعميم ووضع كل يهود مصر في سلة شر واحدة، في الوقت الذي تفرض علينا فيه الأمانة والضمير الوطني أن نتوخى الحذر، والحيطة من أعوان (إسرائيل)، يهود أو غير يهود في الداخل والخارج. "راشيل إبراهام ليفي" التي تخفت وراء اسم "راقية إبراهيم" من مواليد حارة اليهود بالقاهرة، أخفت بداخلها عقيدة إيمانها بإقامة دولة (إسرائيل)، وهو الأمر الذي دفعها إلى رفض تمثيل دور سينمائي يصورها على أنها صحراوية انضمت لجيش مصر، وحينما هاجرت من مصر ذهبت إلي أمريكا عام 1954 لتعمل في مقر التمثيل الإسرائيلي بالأمم المتحدة، وسرعان ما تزوجت من أمريكي يهودي الأصل، بعد أن طلقت من مصري مسلم، وارتبطت بصداقة مع عالمة الذرة المصرية "سميرة موسى" وهي تضمر أيضاً في نفسها الشر والحقد، إلى أن واتتها الفرصة، وتعاونت مع الموساد الصهيوني في التجسس عليها وقتلها. وليست "راشيل" وحدها من يهود مصر التي خانت مصر، فهناك أيضاً "ليليان ليفي كوهين" التي عرفها الشعب المصري باسم الممثلة "كاميليا" واحتار الكثير بشأن هويتها الحقيقية، هل كانت مسيحية أم يهودية؟!.. "إلا أن الأكيد أنها كانت جاسوسة وعميلة للموساد". لقد انكشف دور اليهود المصريين بسرعة انسلاخهم من جسد الأمة المصرية مجرد بداية تشكيل دولة لليهود في فلسطين، فإن بعضهم ضاق بتسامح شعب مصر، واختار أن يكون إسرائيلياً بعد أن نزع عن نفسه رداء المصرية، الذي كان يتخفى به عن باطل منذ مولده علي أرض مصر "وفقا لما ذكره الكاتب المصري سليمان الحكيم في كتابه: يهود ولكن مصريون".. فعلاقة كثير من يهود مصر بالحركة الصهيونية منذ نشأتها كانت واضحة، وإن حاول بعضهم إخفاءها، وهو الأمر الذي أحدث شرخاً في علاقته بالشعب المصري، وتحولت تلك العلاقة من الشراكة في المواطنة إلي العداء. وليس أدل علي ذلك من أن هجرة يهود مصر إلي (إسرائيل) كشفت أن بعضهم نال مناصب عالية ومهمة في (إسرائيل)، حيث أصبح الحاخام "عوفاديا يوسف" زعيماً لحركة شاس المتطرفة, والمهندس "عوباديا هراري" واحدا من أهم المساهمين في نشأة وتطوير السلاح الجوي الصهيوني، وكان رئيساً لمشروع بناء الطائرة المقاتلة "لا في", و"يوسف برئيل" مدير الإذاعة العبرية, والجاسوس "إيلي كوهين" الذي هاجر من مصر وعاد إليها جاسوساً باسم آخر، ولقد شارك اليهود في الحياة السياسية في مصر منذ القرن التاسع عشر، ولعبوا أدواراً معلنة وأخرى مُستترة، والمُثير أنهم كانوا على علاقة بالحُكم في مصر منذ عهد محمد علي حتى الملك فاروق وحتى بعد ذلك بكثير. اليوم تتوالي سقوط أقنعة زائفة لبعض من يهود مصر، فمن ادعي الفن جاسوساً وقاتلاً، ومن امتهن التجارة جمع المال من أجل الثراء علي حساب المصريين، ومن اشتغل بالسياسة كان بهدف اختراق مصر، من أجل فرض النفوذ لزرع دولة العدو الصهيوني لتظل شوكة في قلب العرب.