19.44°القدس
19.21°رام الله
18.3°الخليل
24.81°غزة
19.44° القدس
رام الله19.21°
الخليل18.3°
غزة24.81°
الإثنين 07 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

ملفاتٌ شائكة بانتظار انتخابات “حماس” الداخلية

ايمن
ايمن
غزة - أيمن دلول

بضعة شهور فقط تفصل الجمهور الفلسطيني والمحيط الإقليمي لمعرفة الخارطة التي سيُفرزها صندوق الاقتراع الحمساوي لاختيار قادته وممثليه على كافة الصُعد للفترة المقبلة، وسيكون لنتائج هذه الانتخابات أهمية بالغة للتعامل مع ملفات شائكة وخطيرة تمس الحركة الإسلامية في فلسطين وعلى تشابكٍ معها وتماسٍ مباشر.

وحتى خروج نتائج تلك الانتخابات مع بداية العام المقبل 2017م لا يمكن التكهن بشكل العلاقات والوسائل التي ستلجأ إليها الحركة للتعامل مع الكثير من القضايا والملفات، غير أن التوقعات تُشير إلى تغيرات طفيفة بالمجمل العام ستحدث على شكل القيادة الحمساوية للفترة المقبلة، وأخرى قد تكون كبيرة في العديد من الهيئات والمناطق، ولعل شكل التغيير سيتجه ناحية صعود قيادات شابة صوب غرفة صناعة القرار، وتقدم مدن بكاملها لهذا المكان بعدما كانت على عكس ذلك خلال الدورات الانتخابية السابقة، وهذه التغيرات سيكون أحد أهم أسبابها إجراء تغييرات جوهرية للحركة في تلك المدن وإفساح المجال لعنصر الشباب نحو خوض غمار العمل التنظيمي بشكل أكثر من مناطق أخرى.

مع بداية العام المقبل 2017م سيجد الفائز بأحد مواقع القيادة داخل أروقة حركة المقاومة الإسلامية “حماس” نفسه أمام ملفات لا بُد من ايجاد مخارج وحلول للتعامل معها، وإن كان الطريق إلى حل بعضها أو كُلها يمر عبر حقولٍ من الألغام لا يمتلك خرائط تفصيلية لها سوى أجهزة المخابرات العربية أو الدولية، ويمكن حصر هذه القضايا والملفات في التالي:

1- العلاقة مع “إسرائيل”: وهذا الملف لا يعني مصافحة الحركة وخوضها مفاوضات تسوية مع الاحتلال الإسرائيلي، فهذا أمرٌ مستبعدٌ للغاية، ولكنه يعني البحث عن أساليب للتعامل مع الاحتلال الذي يضغط على إقليم غزة بكماشة الحصار والخنق من البر والجو والبحر، كما يواصل استباحة أرض الضفة الغربية، ويستمر في احتجاز آلاف الأسرى خلف قضبان زنازينه ومعتقلاته ويسومهم سوء العذاب. العلاقة مع “إسرائيل” للفترة المقبلة تعني باختصار البحث عن أساليب ووسائل جديدة لمواجهة الاحتلال ودفعه لاحترام إرادة الشعب الفلسطيني ونيل حقوقه ومطالبه العادلة، أو ربما الضغط عليه للتوقيع على هدنة طويلة الأمد.

2- العلاقة مع دول الإقليم: خلال الفترة الماضية تحركت قيادة حركة “حماس” نحو العديد من دول الإقليم لتغيير نظرتها من الحركة، وهو الأمر الذي لم يُحدث بموجبها الاختراقات التي كانت تطمح بتحقيقها الحركة، فالسعودية لم تقم بأي خطوات لتدفئة العلاقة مع الحركة، كما أن القاهرة التي قامت الحركة بكل المطلوب منها لتحسين العلاقة معها وبخاصة في ملف تأمين الحدود مع غزة، لم تقم بأي خطوات ملموسة كذلك من طرفها تجاه غزة. وفيما يتعلق بباقي دول الإقليم مثل إيران وسوريا فالفتور لا يزال سيد الموقف وهو أمرٌ لا يختلف كثيراً عن علاقة الحركة بباقي الدول العربية التي تتعامل مع الحركة وفق التصنيف الأمريكي فقط. وما دام الأمر على حاله، ستجد قيادة الحركة المقبلة نفسها مضطرة لبحث هذه الملفات من جديد والتغيير في وسائلها المستخدمة، وبخاصة مع دولٍ ملاصقة لساحات فلسطين مثل مصر والأردن.

3- علاقة الحركة بجماعة الإخوان المسلمين: ستحمل القيادة الجديدة لحركة “حماس” ملف شكل العلاقة بجماعة الإخوان المسلمين التي تُعتبر “حماس” ذراعها في فلسطين، وستقوم القيادة الجديدة من خلال هذا الملف باستحضار العديد من التجارب في أقاليم ودول مختلفة بينها تونس والأردن ومناطق أخرى، وستبحث في الإجابة عن تساؤلاتٍ مختلفة لعل أهمها: هل ما صلح في تلك البلدان يمكن تكراره في فلسطين؟ أم أن فلسطين تبقى حالةً مختلفة عن الجميع؟.

4- علاقة الحركة بحركة فتح والسلطة الفلسطينية: على مدار سنواتٍ عملت حركة “حماس” على البحث عن قواسم مشتركة مع حركة “فتح” والسلطة الفلسطينية، وذلك بهدف إعادة لم شمل الشعب الفلسطيني، وقدمت الحركة في سبيل ذلك العديد من التنازلات، غير أن حركة “فتح” تواصلت في التعامل مع حركة “حماس” كخصم وعدو أشدُ خطراً عليها من الاحتلال الإسرائيلي الذي ألقت بنفسها في حضنه وضمت سلاحها إلى سلاحه في ملاحقة المقاومة ورجالاتها. إن هذه الحالة تُشيرُ التوقعات إلى أن قيادة الحركة الجديدة لن تقبل بها، مدفوعة بذلك من الناخب الحمساوي الذي بات يُطالب ويُصرُ على ضرورة البحث عن أساليب ومخارج جديدة للتعامل مع حركة “فتح” تناسب إدارتها الظهر لكل مكونات الشعب الفلسطيني.

5- علاقة الحركة بالجمهور الفلسطيني ومقدرتها من عدمها في اطلاعه على العديد من الحقائق: تُدرك قيادة حركة “حماس” أن الجمهور الفلسطيني الذي يوفر الحاضنة الدافئة والأقوى للحركة يمرُ بمشاكل صعبةٍ للغاية من قبيل اشتداد وطأة الحصار والفشل في فتح معابر غزة المغلقة وارتماء السلطة الفلسطينية في حضن الاحتلال الإسرائيلي واستمرار أزمة الكهرباء دون بارقة أمل بحل قريب لها، بالإضافة إلى مشاكل حياتية أحدها أشد من الآخر. خلال السنوات الماضية كانت الحركة تؤثر الصمت في الكثير من القضايا وعدم إطلاع الجمهور بتفاصيل ما يجري خشية كشف تآمر وتورط بعض القادة الفلسطينيين في إحداث هذه الأزمات، لكن هذا الأسلوب في التعامل مع المواطن المهموم والمأزوم سيكون على طاولة النقاش من جديد، وخلال عدة شهور فقط.

6- النظام الداخلي للحركة وأساليبها المستخدمة: يمرُ العالم أجمع بتغيرات متسارعة في وسائل المعرفة والاتصال وغيرها، وهي متغيرات سيكون انعكاسها واضحاً في إجراء نقاشات معمقة داخل الحركة تُفضي لإجراء تغييرات أو عمليات تطوير للأنظمة والوسائل التي تعتمد عليها الحركة، وبينها أنظمتها: التربوية والإعلامية والاقتصادية والسياسية. إن أهم ما يدفع الحركة للبحث عن التطوير بالإضافة للنهضة في وسائل الاتصال هو العديد من المراجعات التي أجرتها العديد من الحركات الإسلامية، والمتغيرات الإقليمية المختلفة ومنها ظهور تيارات جديدة واختفاء أخرى عن خارطة السياسة الدولية والكثير من المتغيرات الأخرى.

أخيراً، سيكون على الناخب الحمساوي الذي سيختار قيادته قبل نهاية العام الجاري أن ينظر بعين على المتغيرات والملفات سابقة الذكر وبالعين الأخرى على مرشحي حركته الذين يصلحون لمناقشة تلك الملفات وايجاد الحلول المناسبة لها بأقل الخسائر، وستكون نتيجة النظرة إلى المشاكل وقائمة المرشحين اختيار شكل القيادة الجديدة لحركة “حماس”، وحتى ذلك الحين سنبقى بانتظار إفرازات الصندوق الأخضر.