18.88°القدس
18.66°رام الله
17.75°الخليل
24.58°غزة
18.88° القدس
رام الله18.66°
الخليل17.75°
غزة24.58°
الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

خبر: أناروا شمعة لتضيء ظلامهم فذابت أجسادهم!

صبري، ونادين، وفرح، أطفال بعمر الزهور ذابت أجسادهم حرقًا بعد أن ذابت شمعتهم التي أشعلوها لتضيء لهم ظلام بيتهم نتيجة تواصل أزمة الكهرباء في قطاع غزة، لتنطفئ الشمعة وتنطفئ معها حياتهم فجميعهم لم يصلوا للعشر سنوات بعد. فما أصعبها من لحظات وأقساه من شعور يعيشه رب هذه الأسرة التي أفاقت على فاجعة موت أطفالها الثلاثة؛ فوالدهم رائد بشير من سكان دير البلح وسط القطاع لا يزال يعيش في غيبوبة نتيجة صدمتهم على فراق أطفاله الصغار؛ فهو لا يقوى على الحديث لشدة حزنه وألمه ووجعه فما بال حال أمهم. وليلتحق الأطفال الثلاثة الذي التهمت النيران أجسادهم بركب من سبقهم من الأطفال الذين قضى عليهم الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة، والذي اشتد منذ نحو 50 يومًا من خلال قطع الكهرباء ومنع إدخال الوقود للقطاع. يشار إلى أن قطاع غزة يعاني من أزمة وقود وكهرباء خانقة منذ أكثر منشهرين؛ حيث تصل ساعات الانقطاع اليومي لأكثر من18 ساعة، ويلجأ بعض السكان إلى تخزين ما يحصلون عليه بصعوبة من كميات وقود في منازلهم بهدف تشغيل مولدات الكهرباء والسيارات. [title] متفحمة[/title] فمن جهته, رئيس قسم الاستقبال والطوارئ بمستشفى شهداء الأقصى بدير البلح د. نسيم حميدة كشف عن أن جثث الأطفال الثلاثة وصلت إلى المستشفى في تمام الساعة الثامنة مساء السبت (31 مارس) متفحمة, قائلاً: "الأطفال وصلت أجسامهم متفحمة حيث يوصف ذلك حسب التعريف العلمي للحروق بالمتفحم يفوق درجات الحروق الطبيعية". وقال حميدة في تصريح خاص: "الأطفال بعمر الست سنوات والخمس سنوات والثلاث سنوات؛ وتعتبر حالتهم الأولى في فلسطين كونها أول مرة تحدث في فلسطين حالة من هذه الحروق المتفحمة", متابعًا: "للأسف هذه الأسرة أضاءت الشمعة كي تنير ظلام بيتها فاحترق أطفالها الثلاثة، وهذا بسبب تواصل أزمة الكهرباء في قطاع غزة وتفاقمها منذ ما يقارب أكثر من خمسين يومًا". وأعرب عن أسفه من تواصل أزمة الوقود والكهرباء, قائلاً: "سبب الحادثة أيضًا ناتج عن عدم التوعية السليمة داخل البيوت الفلسطينية, لذا النصيحة العامة التي نوجهها للأسر الفلسطينية في ظل هذه الأزمة عدم استخدام الشموع، بل الاعتماد على الوسائل الآمنة كالشواحن الكهربائية والبطاريات والتي من شانها تحافظ على أمن وسلامة الأطفال تحديدًا". بدوره أدهــم أبو سلمية الناطق الإعلامي باسم اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ في قطاع غزة أكد أن أجساد الأطفال الثلاثة تفحمت بعد أن التهمتهم النيران الناتجة عن إشعال شمعة إنارة في المنزل نتيجة انقطاع التيار الكهربائي, متابعًا: "طواقم الدفاع المدني وصلت للمنزل وسارعت بإخلاء باقي السكان وأخمدت النيران التي كشفت عما ارتكبته من كارثة بحق الأطفال الثلاثة". وأشار إلى أن ما حدث هو أمر مفجع ومؤلم للغاية ولا يمكن استيعابه أن تموت البراءة بدون ذنب، أن تحرق أجساد الأطفال لأنهم طلبوا الحياة ولو على نور الشموع, محملا المؤسسات الإنسانية العاملة في قطاع غزة ومن يحاصر القطاع المسئولية الكاملة عن ما حدث، مؤكدًا أن صمت هذه المؤسسات على العقاب الجماعي غير القانوني الذي يتعرض له سكان القطاع، ضاعف من مأساة السكان المدنيين. وطالب جمهورية مصر العربية بالوقوف أمام مسئولياتها الأخلاقية والإنسانية والدينية تجاه أشقائهم في فلسطين وتحديداً غزة والمساهمة الفاعلة في رفع الحصار وإنهاء المعاناة,متمنيا أن يتوقف الأمر عند هذا الحد وأن تعود الحياة للقطاع كما كان لأن الوضع الإنساني ما عاد يطاق وكل يوم تزداد الأمور سواءً.