لم تحظ الكتلة الإسلامية في جامعات الضفة الغربية عموماً وفي جامعة بيرزيت على وجه الخصوص بحرية العمل كما باقي الكتل الطلابية، حيث أن الملاحقة والاعتقال نهجٌ قديمٌ متجددٌ مارسه الاحتلال وأعوانه ومازال ماثلاً حتى يومنا هذا. وعشية الانتخابات الطلابية التي تشارك فيها الكتلة الإسلامية يوم غدا الاربعاء 4-4-2012 بعد ثلاث سنواتٍ من الإقصاء دخلت قوات الاحتلال على الخط باعتقال عددٍ من نشطاء الكتلة وملاحقة آخرين عبر مداهمة منازلهم. وانطلقت يوم أمس الاثنين 242012 الدعاية الانتخابية للكتل الطلابية المشاركة في انتخابات مؤتمر مجلس طلبة الجامعة للعام 2012-2013، بمشاركة تسع قوائم تمثل الكتل الطلابية الـمختلفة، وتتنافس على 51 مقعداً. وتتنافس في الانتخابات كلٌ من كتلة الشهيد ياسر عرفات، القطب الطلابي الديمقراطي التقدمي، كتلة الوفاء الإسلامية، كتلة الوحدة الطلابية، التيار القومي كتلة الشهيد صدام حسين، تجمع المبادرة الطلابي، كتلة فلسطين للجميع، كتلة الاستقلال الطلابية، وكتلة اتحاد الطلبة التقدمية. [title]اعتقال عشية الدعاية[/title] وفي ذات ليلة الدعاية، اعتقلت قوات الاحتلال رئيس مجلس الطلبة السابق عن الكتلة الإسلامية أيمن أبو عرام من منزله في بيرزيت، وهو أسير سابق أفرج عنه الاحتلال قبل فترة قصيرة، كما أنه تعرض للاعتقال مراتٍ كثيرةٍ لدى أجهزة أمن السلطة. كما أن الاحتلال اعتقل القيادي السابق في الكتلة الإسلامية حمدان السيد وهو مدرس في الجامعة إضافة إلى غيرهم من طلبة الكتلة، فيما تمكن البعض من الخروج من السكنات. وشنت قوات الاحتلال حملة مداهمة لمنازل ومساكن طلبة الجامعة بيرزيت بعد اليوم الأول للدعاية الانتخابية، في محاولة لاعتقال قيادات الكتلة وترهيب الطلبة من انتخاب الكتلة الإسلامية قبيل موعد الاقتراع. من جهتها اعتبرت الكتلة الإسلامية حملة الاعتقالات والمداهمات تأتي في سياق التدخلات الصهيونية في الحياة الفلسطينية والطلابية، مؤكدة على أنها ستواجه العاصفة ومستعدة لدفع الثمن لقاء ثباتها في ساحة العمل الطلابي وانخراطها في قيادة المجتمع الفلسطيني. [title]الاحتلال بدل السلطة[/title] ومنذ فترة طويلة كانت حملات الاعتقال والملاحقة بحق أعضاء وقيادات الكتلة الإسلامية تشن من قبل الاحتلال وأجهزة أمن السلطة الفلسطينية لكن حصول الكتلة على ضمانات بعدم الملاحقة من قبل الأخيرة أعاد الاحتلال لممارسة دوره الطبيعي والمعتاد تجاه الكتلة في الميدان. من جهته اعتبر رئيس الكتلة الإسلامية في فلسطين هاني مقبل أن اعتقال الاحتلال لأبناء الكتلة الإسلامية من جامعة بيرزيت مؤشرٌ على سياسة تبادل الأدوار بين الاحتلال والسلطة في الضفة الغربية، مؤكدا أن الاحتلال وأذنابه يهدفون لنفس الهدف وهو شل عمل الكتلة الإسلامية. [title]ضابط خاص[/title] وترجع تدخلات الاحتلال وملاحقاته لأبناء الكتلة لسنوات طويلة ماضية، حيث أن الاحتلال اعتقل كل من عمل على مستوى قيادي داخل الكتلة، بل إن الكثير من أعضائها ونشطائها اعتقلوا ووجهت لهم تهم فقط ممارسة نشاطات الكتلة الاسلامية. وقد ذهب الاحتلال إلى أبعد من ذلك بكثير حيث أنه يخصص ضابطاً صهيونياً من جهاز "الشاباك" خاصاً بجامعة بيرزيت ليس له عمل سوى الكتلة والجماعة الإسلامية في الجامعة وملاحقة أعضائهما، ويعمل هذا الضابط مع وحدات أخرى منها الخاصة لتنفيذ عمليات الاعتقال والملاحقة. [title]لن تنكسر الإرادة[/title] وكما عجز الاحتلال في السابق كسر الإرادة الفولاذية للكتلة الإسلامية رغم كل ممارساته واستهدافه لنشطائها، فهو اليوم أعجز عن النيل من صمودها ووقف بركانها الثائر والمكلل بأهازيج النصر. وتشير الإحصائيات إلى توثيق اعتقال أجهزة السلطة وقوات الاحتلال 37 من طلبة الجامعات خلال شهر آذار المنصرم بالتزامن مع العودة القوية للكتلة الإسلامية للعمل في جامعات الضفة الغربية رغم حظرها أمنياً . وتشير الإحصائيات إلى أن 14 طالباً اعتقلوا على أيدي أجهزة أمن السلطة التي مازالت تمارس القمع وكبت الحريات في الجامعات الأخرى. [title]في الجامعة[/title] وتقاتل "كتلة الوفاء" الإسلامية الممثلة للكتلة الإسلامية على جبهاتٍ عدةً للتغلب على معيقات الاحتلال وما خلفته سنواتٌ خمسٌ من ملاحقات أجهزة أمن السلطة للكتلة وعناصرها، فيما استكملت اللجنة التحضيرية للانتخابات الإجراءات اللازمة لضمان عملية الاقتراع الديمقراطية، حيث كثفت نشاطات الأمن من قبل حراس الجامعة. وقال رئيس اللجنة التحضيرية للانتخابات وعميد شؤون الطلبة أ. محمد الأحمد بأن اللجنة اختتمت السبت لقاءاتها مع القوائم والكتل الـمتنافسة، حيث أجريت القرعة بين الكتل والقوائم حول أماكن الدعاية للكتل ومواعيد ومدة الـمظاهر الدعائية في الجامعة. وعبر عن أمله بأن يثبت الطلبة قدرتهم على خوض انتخابات نقابية نزيهة تلقي بظلالها على موقع الجامعة الأكاديمي النموذجي في فلسطين والعالـم، وبين أن الانتخابات ستكون فرصة مناسبة للطلبة للـمشاركة في اختيار ممثلين لهم في مجلس الطلبة يقومون على حل مشاكلهم بطرق حضارية بعيداً عن الصدامات والنعرات الحزبية.