19.44°القدس
19.21°رام الله
18.3°الخليل
24.81°غزة
19.44° القدس
رام الله19.21°
الخليل18.3°
غزة24.81°
الإثنين 07 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

العزة الضائعة في شهر المغفرة

يوسف رزقة
يوسف رزقة
يوسف رزقة

كلنا يعلم أن شهر رمضان هو شهر الرحمة، وشهر المغفرة، وشهر العتق من النار، وصحيفة فلسطين بمجلس إدارتها والعاملين فيها تنتهز هذه الفرصة المباركة لتبارك للأمة العربية والإسلامية عامة بحلول هذا الشهر الكريم المبارك، وتستأذن المتلقي أن تخص بالتهنئة الشعب الفلسطيني، وقادة الفصائل، وقادة حماس، وكل مشترك وقارئ للجريدة الغراء، جريدة فلسطين حارسة الحقيقة ، ولا يفوتني تهنئة المرابطين في المسجد الأقصى، وتهنئة شيخ الأقصى المرابط في السجن الشيخ رائد صلاح .

لا أودّ الحديث المستفيض في فضائل هذا الشهر الكريم، على مستوى الدين والفضل على بقية أشهر العام، فسيتحدث فيها نخب طيبة من العلماء الأفاضل، ولكني أود أن أربط بين هذا الشهر الكريم في العام العسير ببعض القضايا السياسية والحياة اليومية لسكان غزة وشعبنا الفلسطيني عامة.

وأول هذه النقاط المؤرقة لسكان غزة في شهر رمضان على وجه الخصوص، وفي غيره من الشهور على وجه العموم هو الحصار القاسي والشديد على السكان، وأول ما ينغص عليهم حياتهم العسيرة هو معبر رفح، وقلة أيام فتحه، وكثرة أيام إغلاقه، دون أن تتوفر لدى السكان قناعة موضوعية بالإغلاق، غير الرغبة العربية بالنكد، والانتقام ، وحرمان السكان من الحق الطبيعي بالسفر، والتنقل للعلاج والدراسة والعمرة والزواج وغيرها من الأمور الحياتية التي لا تنتمي للسياسة أبداً.

وربما تكون مواد إعادة الإعمار هي المنغص الثاني الذي يؤرق بيوت المتضررين، والفاقدين للقدرة على دفع الإيجار الشهري، أولئك الشباب الذين هم في حاجة لبيت الزوجية، والمؤسف جدا أن يدخل كيس الإسمنت ميدان السلع الممنوعة والمراقبة، وهو ليس من أنواع هذه السلع مزدوجة الاستعمال، والزعم باستخدام القسام للإسمنت في الأنفاق زعم فارغ، فالأنفاق تحتاج إلى المياه أيضا، فهل يمكن لدولة العدو أن تمنع المياه عن سكان غزة لأنهم يستخدمونها في الأنفاق. هذا الموقف التعيس يحتاج إلى مراجعة دولية، وكثير من الأسر تفقد طعم رمضان الكريم بسبب هذه العقوبات السياسية.

في دولة العدو يتحدثون عن تسهيلات للسكان في شهر رمضان، من قبيل زيارات الأقارب بين الضفة وغزة، أو زيارة المصلين للمسجد الأقصى، وهذه هي حقوقهم الطبيعية والإنسانية في رمضان، وفي غير رمضان. وإن ذكر تسهيلات منسوبة للأسف لليبرمان البلطجي في هذا الشهر , إهانة لسكان فلسطين المحتلة.

هذا ليبرمان ونتنياهو ، بينما تتحدث قيادات دول عربية مؤثرة في العالم العربي والإسلامي عن تطبيع وشراكة استراتيجية وتجارة حرة مع العدو في شهر رمضان المبارك. وكأن القرآن الحكيم لم ينزل لهم ببيان شاف في صفة يهود، وعدوانهم، وظلمهم لأنبيائهم، وخيانتهم لعهودهم مع المسلمين.

كيف يمكن أن نشعر نحن في فلسطين أو في غزة جيدا بشهر المغفرة والرحمة، ومن حولنا يتآمرون علينا، جهارا نهارا، ويتغافلون عن مسرى النبي الأسير، وهم يعلمون حجم الانتهاكات اليومية التي تلاحقه من بني يهود. شهر رمضان شهر عزة للدين، وعزة للمسلمين، ونحن في هذه الحالة (العسيرة في ٢٠١٦م) لا نشعر جيدا بحالة العزة، لأن أنظمة عربية لا تعرف للعزة معنى, باتت تتحكم في دنيانا وفي حياتنا اليومية.