انهالت برقيات التعزية والمواساة بفقيد الأمتين العربية والإسلامية فضيلة الشيخ العلامة حامد البيتاوي على ذويه، كما لم تهدأ هواتفهم عن الرنين الذي استمر حتى ساعات الفجر الأولى، للتعبير عن الحزن والالم الذي أصاب الجميع بفقدان الشيخ. ونعى رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية قد نعى في خطاب متلفز باسم حكومته وحركة حماس الشيخ البيتاوي، وتقدم من زوجته وأبناءه بالعزاء الحار بوفاته. وأكد دولته أنّ "البيتاوي وما يمثله من رمزية لدعوتنا وجهادنا يعتبر أحد قادتنا العظماء في تاريخنا الفلسطيني المعاصر"، داعيا أبناء الشعب الفلسطيني أن يحفظوا للشيخ قدره وتاريخه وأن يلتفوا حول نهجه في العلم والجهاد. وبيّن أنّه كان بالمقدمة في ميدان العلم، فقدموه لرابطة علماء فلسطين وقادها في فقه وحصافة وحلم، "فأصلح ذات البين بين عشرات الأسر أسهر ليله وأشغل نهاره للآخرين وعاش في قلوب الناس وبهم ولأجلهم". [title]كتلة حماس البرلمانية[/title] كما نعت هيئة علماء فلسطين في الخارج فضيلة الشيخ البيتاوي، رئيس رابطة علماء فلسطين وخطيب المسجد الأقصى. بدورها عبرت كتلة التغيير والإصلاح البرلمانية عن تعازيها بفقدان البيتاوي الذي يعد علمًا من كبار أعلامها، ورمزًا عزيزًا من رموز جهادها وصمودها. وقالت "لقد كان الشيخ البيتاوي قائدًا مقدامًا لا تأخذه في الله لومة لائم، ولا يهاب جبروت الطغاة، ولا ينال من عزيمته سجون الاحتلال، ولا فرض الإقامة الجبرية عليه، ولا منعه من السفر، ولا إبعاده إلى جنوب لبنان "مرج الزهور"، ولا محاولة اغتياله، ولا اختطافه واعتقاله وانتهاك حصانته". وأضافت "لقد مضى واثقًا على خطى الرسول صلى الله عليه وسلم، إمامًا في الجهاد بكل أنواعه، مقارعًا للطغاة الظالمين، وقد كان حريصًا على أن يكون واحدًا من الورثة الصادقين لأنبياء الله ورسله الأكرمين، الذين يقومون بواجب الشهادة لله في الأرض". من جانبه، نعى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، النائب البيتاوي، وعبّر عن تعازيه الحارة بوفاته، مستذكرا "مناقب الفقيد ودوره في خدمة ديننا الحنيف ودعوته إلى الله، والإخلاص والعطاء الموصول من أجل رفعة شعبنا والدفاع عن حقوقه الثابتة في الحرية والاستقلال". وأكد الرئيس في بيان رسمي صادر عن ديوان الرئاسة في رام الله ونشرته وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية "وفا" أن "شعبنا خسر علما من أعلامه البارزين الذين كان لهم دور بارز في العمل الوطني والإصلاح"، داعيا الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويدخله فسيح جناته، ويلهم أهله وعائلته الصبر والسلوان. وسبق ذلك أن نعت كتلة فتح البرلمانية إلى "جماهير شعبنا الفلسطيني وامتنا العربية والإسلامية الشيخ الجليل النائب حامد البيتاوي". واعتبرت الكتلة أن "رحيل النائب الشيخ البيتاوي يشكل خسارة للشعب الفلسطيني وللأمتين العربية والإسلامية لما يمثله من مرجعية إسلامية وحضور وطني بارز في النضال الوطني الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني ودفاعا عن المقدسات". وذكرت كتلة فتح بمناقب البيتاوي في تعزيز الوحدة الوطنية ودعم جهود المصالحة وإنهاء الانقسام. [title]الاحرار .. والتحرير[/title] من جهتها، احتسبت حركة الأحرار الفلسطينية عند الله تعالى فقيد فلسطين الشيخ البيتاوي الذي وافته المنية بعد سجل حافل من العطاء والتضحيات التي قدمها للقضية الفلسطينية على أرض فلسطين. كما قدمت حركة المجاهدين خالص تعازيها وأصدق عبارات المواساة من الشعب الفلسطيني عامة ومن جماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس وكتلة التغير والإصلاح خاصة بوفاة الشيخ. وعزت حركة المقاومة الشعبية بوفاة الشيخ البيتاوي، سائلة المولى عز وجل أن يتغمده برحمته وان يدخله الفردوس الأعلى مع الأنبياء والشهداء والصديقين وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. كما قدّم حزب التحرير-فلسطين واجب العزاء في بلدة بيتا في الشيخ العالم حامد البيتاوي، حيث أم وفد كبير من شباب حزب التحرير بيت العزاء وقام بتعزية أهله. وتحدث الشيخ عبد الرحمن الزيود باسم الوفد واستذكر مواقف مشرفة للشيخ البيتاوي وتطلعه نحو إقامة الخلافة. وأقتبس الزيود عبارات رددها الشيخ البيتاوي رحمه الله في مداخلة له في المؤتمر العالمي الذي نظمه حزب التحرير في لبنان بتاريخ 18-7-2010م، التي أكد فيها البيتاوي على فرضية الخلافة وكيف ضاعت بلاد المسلمين بضياع الخلافة، وما يمثله قيام الخلافة من الحكم بما انزل الله، وتفاؤله بدنو قيام الخلافة التي دعا الله أن يعجل بإقامتها. [title]بيت العزاء[/title] وفي اليوم الاول لتقبل العزاء بالشيخ، أمّ بيت الاجر في بلدة مئات آلاف المواطنين من مختلف مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية، حيث شوهدت الباصات والحافلات تدخل القرية وتتجه صوب نادي بيتا حيث يستقبل ذوو الفقيد المعزين. ومن المقرر ان ينتقل بيت العزاء اليوم الجمعة وغدا السبت الى مدينة نابلس، حيث سيقام في مركز بلدية نابلس الثقافي.