11.12°القدس
10.88°رام الله
9.97°الخليل
16.23°غزة
11.12° القدس
رام الله10.88°
الخليل9.97°
غزة16.23°
الأحد 22 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

خبر: تأسيسية الدستور والتوافق المستحيل

انسحب ثلث أعضاء اللجنة التأسيسية للدستور المصري وفشلت كل الجهود لإقناعهم بالعودة إلى الصف الوطني والى جانب المصالح العليا للشعب المصري. ثلث يقوده التيار العلماني بالضجيج والإرهاب الإعلامي، ولا شك أن التيار العلماني نجح في لعب دور عبدالله بن سلول حين انسحب بثلث جيش أحد، فأظهر المنافقين والمتخاذلين وأصحاب الشخصيات المهزورة والتي لا تصلح لتمثيل نفسها فضلا عن تمثيل شعب مصر العظيم. الأسباب التي ساقها المنسحبون_ سواء كانوا أعضاء يمثلون أقليات دينية أو حزبية أو يمثلون بعض شرائح المجتمع_كانت مختلفة، فمنهم من انسحب بسبب حجم التمثيل مثل الأزهر، ومنهم من انسحب بحجة عدم تمثيل اللجنة لفئات المجتمع المصري، وآخرون انسحبوا تحت ضغط إعلام الثورة المضادة، ولكن مجمل عملية الانسحاب كانت بقصد إفشال عمل اللجنة التأسيسية للدستور خوفا من وضع مسودة دستور جديد لا يلبي الشروط الغربية الداعمة للتيار العلماني والليبرالي ومدعي القومية العربية، ولذلك فقد رفض المنسحبون كل الحلول المنطقية والتنازلات التي تقدمت بها الغالبية الإسلامية وهم يصرون على " حل لجنة الدستور" والعودة إلى نقطة الصفر للخوض في تحديد المعايير التي على أساسها يتم تشكيل اللجنة. "تمثيل جميع فئات الشعب المصري" هي الحجة التي يسوقها أعداء الثورة أو قادة الثورة المضادة، وعندما يسألون عن ذلك الشرط فإننا نسمع العجب العجاب، حيث يقولون بأن اللجنة يجب ان تقسم حسب الديانة، حسب الجنس من ذكر وأنثى، حسب المبادئ والأفكار التي تمثلها الأحزاب، وحسب الفئات العمرية والمهنية، والتقسيمات الجغرافية والديمغرافية، والتحصيل العلمي وتصنيفات لا تنتهي، ولو حاول العقلاء تلبية مطالبهم لاحتاجوا الى لجنة تأسيسية من عشرة آلاف عضو ولا تكفيهم. على أعداء الثورة أن يدركوا بأن عقارب الساعة لا تعود إلى الوراء، وأن زوابعهم المفتعلة، وشغل العوالم والنائحات بأجر التي يمارسونها في الفضائيات لن تحرم الشعب المصري العظيم من خيرات الثورة الطاهرة، فالثورة ستحقق أهدافها إن شاء الله مهما مكروا ودبروا، وكذلك فإننا ننصح قيادة الأغلبية بأن لا تحاول استرضاء تلك الثلة المعاندة ومحاولة كسبها على حساب المبادئ، فالنائب والقيادي الاخواني محمد البلتاجي،مثلا، أصاب حين استعد للتنازل عن عضويته في التأسيسية ولكنه أخطأ خطأ جسيما حين أعلن تأييده للذين قالوا بأن جماعته وقعت في الفخ، وانه كان من المعارضين لقرار الإخوان المتعلق بخوض الانتخابات الرئاسية، فهل يدافع البلتاجي عن نفسه أم يحاول الجمع بين كسب الجماهير الصادقة وأعداء الثورة.