"كنا ننتظر موسم إعداد المعمول في المنزل  كل عام بشوق، لنجتمع ونعده مع أمي وجدتي وخالاتي وعماتي، كنا نتسابق للسيطرة على (القالب)، ونفرح كلما سمعنا صوت (الطق) أعلى وأعلى، في المعمول اشتم رائحة أمي وجدتي "، مرر احمد هذه الذكريات سريعا على مسمع ام رامي وهو يدفع ثمن " معمول العيد" لها.

 

تراث ورائحة الاجداد

أم رامي مسؤولة المطبخ في جمعية البيوت السعيدة في الخليل -والذي يتميز بجودة المعمول المصنع فيه-،  قالت في حديثها لفلسطين الان أن أهل الخليل تحديدا يقبلون بشدة على شراء المعمول في عيد الفطر المبارك، فهو نوع من الحلويات الفلسطينية التراثية التي اعتادها سكان المحافظة، وجميع الفئات العمرية تفضله على غيره من الحلويات، حتى المغتربين يسعدون بهدية تصلهم من وطنهم تحمل في طياتها "معمول".

وتضيف ام رامي، أن تفاصيل الحياة اليومية اختلفت، فتعذر على كثير من العائلات إعداد المعمول في البيت بسبب انشغال سيدة المنزل بالعمل خارج البيت أو عدم خبرتها وقدرتها الصحية على إعداده ، فأقبلت هذه العائلات على شرائه جاهزاً مضمون الجودة ليظل سيد موائد الضيافة في الاعياد.

وحسب أم رامي، فان السميد وخلطة من زيوت الطعام وبعض المنكهات والخمائر أهم مكونات عجينة المعمول، والذي يحشى بالعجوة "التمر" والجوز البلدي "عين الجمل"، إضافة لحشوة الفستق الحلبي.

قيمة غذائية

"فلسطين الآن" التقت زهية شاور، المحاضرة الجامعية، وأخصائية التغذية العلاجية ونائب نقيب أخصائيي التغذية الفلسطينيين، للحديث عن القيمة الغذائية للـ"معمول"، والتي أوضحت ان حبة معمول بالتمر تحتوي على 180 سعرة حرارية، أما المعمول بالفستق فحبة واحدة تحتوي على 200 سعرة، وتلك التي بالجوز تحتوي على 220 سعرة حرارية.

وتنصح شاور بتناول حبة معمول واحدة في اليوم، حيث  يعتبر معمول  التمر غني بالفيتامينات والمعادن ومضادات التأكسد، وبالتالي يساعد في تقليل الإصابة بالسرطان، كما يساعد  في محاربة التعب ويقضي على الخمول ويحسن المزاج ويساعد حركة الامعاء مما يقلل من الإصابة بالإمساك. أما معمول الفستق فيحتوي على مضادات التأكسد أيضا مما بحمي من السرطان ولكن قد يحتوي على الكثير من السكر خصوصاً بعد رش السكر البودرة عليه بعد الانتهاء من تحضيره.

وبالرغم من فوائد المعمول إلا أن شاور حذرت من بعض مضاره على صحة الجسم ورشاقته، إذا تم الإفراط في تناوله، فالحلوى العربية غنيّة بالسكر والدهون والنشويات، وليست مناسبة لمرضى السكري والسمنة ولا حتّى للأصحّاء.