يفضل الفلسطينيون وخاصة سكان قطاع غزة تناول طبق" "الفسيخ" في أول أيام عيد الفطر السعيد، فهو يعد أكلة شعبية فلسطينية منذ قديم الزمان، فلا تكاد تمر من أمام أي منزل إلا وتشتم روائح طهو الفسيخ.
واعتاد الفلسطينيون على تواجد "البندورة المقلية" رفقة الفسيخ، لإضفاء طعمٍ مميزٍ عليه و لتقليل من حدة الملوحة، كما يعدونه وقاية صحية من الإصابة بأي نوع من النزلات المعوية جراء تناول أنواع الحلوى والمشروبات السائلة.
إقبال واسع
ويرى التاجر أبو محمد من مدينة غزة، والذي يعمل منذ سنين في مهنة بيع اللحوم المجمدة أن أغلب الغزيين يفضلون صبيحة أيام العيد تناول الفسيخ، وهذا ما يبدو واضحاً حيث تشتم راحة السمك تفوح من كل بيت بمجرد الانتهاء من صلاة العيد.
ويفسر أبو محمد السبب في ذلك في حديثه لـ"فلسطين الآن" هو أن الفسيخ يقي الجسم من التعب والمرض بالعيد كونه اعتاد على الصيام ومن ثم الإفطار وأكل الحلويات واللحوم، وبالتالي يقبلون بكثرة على تناوله.
وقد شاركه في هذا القول المواطن محمد حسن إن: "الفسيخ يؤهل المعدة لتتناول الأطعمة والحلويات والمشروبات، بعد اعتياد نمط معين خلال شهر رمضان ويوفر الحماية للمعدة من الصدمة بعد الصوم".
وأضاف: " لا أشعر بعيد الفطر إلا بوجبة الإفطار من الفسيح بعد صلاة العيد مباشرة وهي عادة قديمة في منزلنا منذ سنوات".
أكلة قديمة
ويعود تاريخ "الفسيخ" إلى عهد الأسرة الخامسة من الفراعنة المصريين، التي أولت الاهتمام له مع بدء الاهتمام بتقديس النيل، لذلك قيل عن "الفسيخ" إنه أحد المأكولات المصرية، التي يتناولها المصريون في يوم (شم النسيم).
ويرجح تأصيل "الفسيخ" للفراعنة أيضًا؛ نظرًا لما قيل عنهم أنهم كانوا يمتنعون عن أكله في الشتاء، فكانوا يحفظونه بطريقة التمليح؛ لقتل الميكروبات الموجودة فيه، ثم يخزن داخل "أبراش" بين طبقات من الملح، لا يفتحونها إلا في فصل الصيف.
وأظهر المصريون القدماء براعة شديدة في حفظ الأسماك وتجفيفها وصناعة الفسيخ، إذ كان الأمر يعني لهم الخير والرزق، والوقاية الصحية.
ويعد "الفسيخ" عن طريق تجفيف سمك "البوري"، الذي يتفاوت في مدة تجفيفه، تبعًا لدرجة الحرارة من بلد لآخر، ثم يوضع السمك المجفف في الملح، لمدة تتفاوت أيضًا، وتتراوح من ( 15-30) يومًا.
وتعد أسماك: البوري، والجرع، والجنوي، والتركي من أشهر الأسماك (المحولة) إلى "الفسيخ"، الذي يتميز برائحته النفاذة التي لا تروق لكثير من الناس.
