23.57°القدس
23.28°رام الله
22.19°الخليل
26.47°غزة
23.57° القدس
رام الله23.28°
الخليل22.19°
غزة26.47°
الإثنين 07 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

المقاومة المسلحة في غزة بعد عامين من العدوان

ابراهيم المدهون
ابراهيم المدهون
إبراهيم المدهون

من المعلوم أن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة بعد عامين على معركة العصف المأكول تطورت بشكل مضاعف، ونلمح ذلك في مجموعة من المظاهر فتجارب الصواريخ في تصاعد، وعمليات حفر الانفاق اتسعت، كما طورت المقاومة تكتيكات جديدة وأدخلت قطاعات حديثة لم تكن من قبل، ولا شك في وجود الكثير من العبر والعظات تم دراستها والاستفادة منها بعد عدوان صيف 2014، لهذا أتوقع أن يتغير شكل أي معركة قادمة مع المحتل لصالح شعبنا ومقاومته، وما رأيناه في العصف المأكول من عزيمة وإصرار وقتال واثخان في العدو وجيشه، وصمود وثبات ومداومة على القتال حتى اللحظة الأخيرة قد نشاهد أضعافه في حال فكر الاحتلال المغامرة، وان استمرت المعركة الماضية 51 واعتبرها الاحتلال طويلة فقد تستمر الحرب القادمة شهور ممتدة.

 فما يميز المقاومة الفلسطينية أنها تعد وتستعد وتبني وتتسلح، وتدرب الجنود وتبني الانفاق بشكل هادئ من غير ضجيج، مبتعدة عن الأعين والاحتكاك مع المواطنين، فلا تأثر في سير حياتهم، فلا تكاد ترى قطعة سلاح واحدة في الطرقات.

 وبعد عامين من العصف المأكول توسع انتساب مقاتلي القسام، وزاد سلاحهم وتطورت كفاءة مقاتليهم، مما يعزز معادلة الردع التي أجبرت الاحتلال الاسرائيلي على احترام الواقع الجديد.

 حتى بات يتهيب من أي عدوان، وتقلصت قدرته على البطش ، فلم تعد غزة جناحا مهيضا يسهل كسره أو الانقضاض عليه، وهذا ما تقوله دراساتهم وأبحاثهم وسلوك جنودهم على الأرض. فمعركة العصف المأكول تحول نوعي في طريقة وطبيعة الصراع مع الاحتلال، وظهر لأول مرة أن لدى الفلسطينيين شوكة وان مواجهتهم مع الاحتلال تقترب من الندية، ولولا وحشية المحتل وصب نيرانه المدعومة من الولايات المتحدة على المواطنين العزل والقصف العشوائي للأحياء والأبراج لظهر جليا انتصار المقاومة، ورغم ما قام به من عمليات قتل إلا ان تحقيقاتهم اثبتت فشلهم وتراجعهم، وهناك لجان تحقيق سرية تؤكد أن إخفاقات الجيش كانت كبيرة.

 واعتقد ما يقدمه الشعب الفلسطيني من تضحيات وتكلفة باهظة في المواجهة الاخيرة ليس بسبب المقاومة وارادة القتال، بل هو لتخلي الامة عن المقاومة والمشاركة بحصار غزة وعدم مد شعبنا بما يدافع عن نفسه، والشهداء والدمار تدفعه جميع الشعوب المحتلة، فالاحتلال وحشي بطبعه، إن قاومنا أم لم لا، بل بالعكس فالمقاومة الفلسطينية تحد من وحشية الجيش الإسرائيلي، وتلجم توحشه، فلا جريمة دون عقاب اليوم، وكلما زادت المقاومة وقويت، ارتفع منسوب أمن الشعب وتقلصت قدرة الاحتلال على البطش.

 معركة العصف المأكول مرحلة مهمة من تاريخ شعبنا، وستمهد لما بعدها، وهي مقدمة واضحة للبدء بنقل الصراع من حالة الدفاع لحالة الهجوم، وهذا ما يقلق الاحتلال الان، فهذه المعركة أقفلت إمكانية احتلال غزة أو هزيمتها، وأوضحت ان هذا الخيار لم يعد ممكنا.