11.12°القدس
10.88°رام الله
9.97°الخليل
16.23°غزة
11.12° القدس
رام الله10.88°
الخليل9.97°
غزة16.23°
الأحد 22 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

خبر: عمر سليمان والخيوط الحريرية

ليس صحيحا ما قاله المهندس مدحت الحداد عضو مجلس شورى الإخوان بأن فرصة عمر سليمان منعدمة لأنه من أعمدة النظام السابق الذي سعى المصريون لخلعه، وإن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء. قد يكون على حق بأنه ليست له قاعدة شعبية الآن، لكن هذه القاعدة التي يحتج بها لا يستحوذ عليها أحد من المرشحين استحواذا حقيقيا في الشارع المصري، وما رأيناه من مسيرات واحتفالات صاحبت تقديم الشيخ حازم أبوإسماعيل وخيرت الشاطر أوراق الترشح ثم احتجاجات على توقع استبعاد الأول بسبب ما يتردد عن جنسية والدته، من الأمور المفتعلة والمرتبة وهي مقصورة على أماكن محددة في القاهرة مثل شارعي رمسيس والعروبة وميدان التحرير. ناهيك عن أن القاهرة لن تحدد بمفردها هوية رئيس الجمهورية القادم هناك مناطق ومحافظات وأرياف سيكون لها الدور الأبرز في اللعبة. وهذه لا تعتمد على القواعد الشعبية إطلاقا. إعلان عمر سليمان عقب مسيرة العباسية يوم الجمعة الماضي الترشح بعد الاعتذار عنه كان متوقعا والجميع فهم اللعبة من بدايتها، وبث التلفزيون المصري خبرا في الليلة نفسها بتنازل الشاطر وشفيق له وهو ما كذبه الاثنان، يعني أنه مرشح مهم للغاية واحتمالات أنه قد يكون مرشح النظام يجب وضعها في الاعتبار، ففي هذه الحالة لن تكون فرصته قائمة على القواعد الانتخابية فقط. سليمان ترشح بعد تمثيلية الاعتذار بناء على ثقة كبيرة بأنه سيصبح بالفعل أول رئيس بعد إسقاط النظام السابق بثورة شعبية، وإنه لم يكن أبدا خارج الصورة منذ إلقائه بيان مبارك ربما كان يدير اللعبة من وراء ستار متكئا على قامته الاستخباراتية الكبيرة. فيقينا له خيوطه الحريرية التي تربطه بأجهزة المعلومات ويقينا أن رجلا مثله قضى سنوات طويلة على رأس واحد من أهم وأقوى الأجهزة الأمنية في الشرق الأوسط لن يترشح ليخسر. الظهور القوي لعمر سليمان يجعلنا نتشكك في مسؤولية جهة ما عن إشاعة أجواء الخوف وفقدان الثقة والاحتجاجات والأزمات المعيشية التي مرت بمصر خلال الشهور الماضية ثم مطاردة المرشحين بمعلومات عن أنسابهم وإعلانهم في توقيت قاتل لا يمكن المرشح من محو آثارها كما حدث مع أبوإسماعيل والعوا وربما يحدث للشاطر بعد الموانع القانونية التي تم التحدث عنها، وأيضا مع عمرو موسى وعبدالمنعم أبوالفتوح. المرشحون الذين تم استهدافهم هم الأكثر شعبية وحظوظا أما الباقون فلم تطلهم أي معلومات لأنهم بالفعل خارج دائرة المنافسة. ما تم تسريبه عن والدة الشيخ حازم سواء كان صحيحا أو كاذبا لا يخرج من أشخاص عاديين أو متطفلين.. واضح أن جهازا معلوماتيا أمنيا يملك المفاتيح وأدارها ليفتح بها باب التشويش الذي حدث في الأيام الأخيرة وملأت أخباره عواجل الفضائيات حول ذلك المرشح الذي أوحى دائما بأن وراءه شعبية كبيرة. هذا الجهاز المعلوماتي يملك من الاتصالات والتأثير ما يدعم به فرصة عمر سليمان. الذي يمكنه أن يخرج بنصيب الأسد من محافظات الصعيد بدوافع قبلية وعشائرية ومناطقية لأنه ينتسب إلى محافظة قنا. فيما يفتقد الإخوان قاعدة شعبية في تلك المناطق. اللعبة بدأت وستنتهي بغير القواعد الديمقراطية التقليدية. والرجل الشهير الذي ظهر وراء عمر سليمان عندما ألقى بيان التنحي تلوح له فرصة الظهور وراءه وهو يقسم اليمين. إحدى الصحف المقربة من الدوائر الأمنية نشرت ضمن تفاصيل اعتذار سليمان عن الترشح أن شخصية كبيرة في المجلس العسكري تكرهه لأنه كان سدا بينها وبين مبارك وهذا يعني أنهم يحاولون تقديمه بأنه ليس مرشح العسكر. وواضح أن ذلك جزءا من اللعبة.. فقد أعلن سليمان أنه سيخوض انتخابات رئاسة الجمهورية تلبية لنداء الشعب وليحقق أهداف الثورة!. من الذي أخرج في وقت واحد التظاهرات في القاهرة والمحافظات من أجل سليمان كأنه عبدالناصر في يومي 9 و10 يونيه عام 1967؟!.