على الرغم من مرور عامين على حرب غزة صيف 2014، إلا أن رائحة الموت لا زالت تفوح في كل مكان من قطاع غزة المكلوم.
أينما توجه ناظرك تجد آثار دمار لا تزال موجودة، أو عمال بناء يشيدون ما دمره الاحتلال، هنا غزة كُتب عليها الشقاء فثبتت، خذلها الجميع فوقفت، خانها الكل فضحت.
ففي اليوم الثالث من حرب غزة بتاريخ 9/7/2014 ارتكب الاحتلال الإسرائيلي مجزرة جديدة جراء قصف منزل عائلة النواصرة في مخيم المغازي وسط قطاع غزة، والذي أدى إلى استشهاد أربعة، من بينهم سيدة وطفلين.
بجانب أنقاض منزل النواصرة في المغازي كانت الجدة تنتظر جسد حفيدها الذي يبلغ من العمر عامين فقط، استخرجوا رأسه فقط، وبقي جسده تحت الأنقاض، بينما فقدت الجدة ابنها وزوجة ابنها الحامل، وعدد من أحفادها، فيما هي الناجية الوحيدة .. وتسألون عن ألم غزة بعدها؟
المجزرة الإسرائيلة البشعة خطفت أرواح الطفل الشهيد محمد خلف عوض النواصرة "عامين"، والطفل الشهيد نضال خلف النواصرة "4أعوام"، والشهيدة عائشة شبيب نجم "23 عاما"، والشهيد صلاح عوض النواصرة "23 عاما".
وأصيب بالمجزرة البشعة الشاب خلف النواصرة 29 عاما، والمسنة مريم النواصرة "83عاما".
ذكرى تجدد الآلام
مثلت مجزرة عائلة النواصرة صدمة كبيرة لسكان مخيم المغازي وسط قطاع غزة، حيث تمثلت فيها غطرسة ووحشية ودموية قوات الاحتلال أمام المدنيين العزل.
مشاهد الموت والدمار التي تجلت في قصف منزل عائلة النواصرة المكون من طابقين باطون، لا تزال حاضرة في عقول سكان المخيم الذي انتفض للمشاركة في انتشال الجثث من تحت أنقاض المنزل، كما انتفض المخيم للمشاركة في جنازة الشهداء الأربعة.
وعلى الرغم من مرور عامين على المجزرة التي لا تزال حاضرة في وجدان وعقول العائلة المكلومة، إلا أن سكان المخيم يشاطرون العائلة مصابها في كل عام، يتذكرون آلامهم، ويواسوا جراحهم، ويجددون عهدهم على الثأر لدماء شهدائهم.
مجزرة عائلة النواصرة كانت مقدمة لمجازر أكثر فظاعة، وأكبر خسائرا وإيلاما ارتكبها الاحتلال بحق سكان قطاع غزة، غير أنها تظل في دمويتها وجبروتها شاهدة على محتل جبان، وعالم متغافل، وشعب للتضحيات مواصل.