22.21°القدس
21.96°رام الله
21.08°الخليل
26.03°غزة
22.21° القدس
رام الله21.96°
الخليل21.08°
غزة26.03°
الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.35دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.15يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.35
جنيه مصري0.08
يورو4.15
دولار أمريكي3.79

في الذكرى الأولى لاستشهاد قادة القسام

خبر: أبو المجد..شاليط يذكرك اليوم

رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، باعوا الحياة رخيصة لله ، والله اشترى والصفقة الجنة إن شاء الله تعالى . إنهم الشهداء القادة : تيسير أبو سنيمة (أبو المجد) ، ومحمد عواجة (أبو عبد الله) وشادي الزطمة (أبو البراء) الذي أصيب ثم لحق بهم شهيدا بعد شهر تقريباً. صحبة خير في الدنيا ، ونهاية مشرفة ، ويتخذ منكم شهداء .. نذكرهم اليوم وكل يوم في ذكرى استشهادهم الأولى ، وكيف ننساهم وثمرات جهادهم تخبر عنهم وإن غادروا دنيانا . ماذا عسانا أن نقول عنهم ؟! [color=red]أبو المجد .. قدم ذروة سنام الإسلام (الجهاد) على حياته [/color] [img=042012/re_1333959547.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] همته أكبر من سنه ، فكان جديرا بقيادة إحدى كتائب القسام، بصماته القسامية تجدها في عمليتي: نذير الانفجار والوهم المتبدد التي أسر فيها شاليط فاغتاله العدو قبل أشهر قليلة من تحقيق حلمه بأن ينعم الأسرى بالحرية. غدا أبو المجد جامعة عريقة ترى في جوانب حياته كليات منتصبة كفيلة بتخريج القلوب العامرة بالإيمان ، والنفوس المتزينة بأخلاق الإسلام ، والأبطال القابضين على دينهم والمجاهدين بأنفسهم وأموالهم وأهليهم في سبيل الله، والقادة الفاهمين لدورهم رحمة بالمؤمنين وعزة وأنفة على الكافرين، وللقائمين بإخلاص يشدون بناء الصرح الإسلامي وريادة العالم نحو بر الأمان . غمر أهله بحبه فهو البار بأبيه وأمه بأسمى معاني البر ومنتهى الإحسان والإكرام، وهو الرحيم بإخوته التسعة _ثلاث إخوة وست أخوات _ مع أنه الثاني في الذكور إلا أنه كان بمثابة حمامة المنزل نظرا لحنان ملأ قلبه ، وحظي باحترام وحب أقاربه وجيرانه، وأبدى اصطبارا على من آذاه وعاداه منهم لتضرر مصلحته خاصة بعد أن طورد أبو المجد، وكان يحرص على استيعاب فهمهم بقلبه الكبير. وفاض برحمته على كل من عرفه فهو سريع في مساعدة المحتاج وإغاثة الملهوف وإجابة السائل ، اكتسى بثوب الحياء ، متواضع تواضعا جما ، رحيم بذوي الإعاقة والفقر من الناس غضب لما رأى شابا يستهزأ بأحدهم وقال له :" هذا أحسن مني ومنك ، وإذا أحببت هذا أحبك الله عز وجل" . ورغم ما لزمه من أعباء، وما عاناه من مطاردة وتشرد إلا أنه حفظ لزوجه وأبنائه "مجد" و"آية" حقّهم فكان يستثمر تواجده بينهم ليدخل السرور عليهم ، ويلاعبهم ويضفي من حنانه عليهم . مضى إلى ربه شهيدا وزوجه حامل في الشهر الثامن ، وبعد شهرين من استشهاده قدم الوليد المنتظر وأسماه ذووه على اسم أبيه " تيسير" عسى أن يكون خير خلف لخير سلف . [color=red]أبو عبد الله... باع الحياة رخيصة لله والله اشترى[/color] [img=042012/re_1333959592.jpg]أبو المجد و أبو عبد الله[/img] من منا ينسى ابتسامته الجميلة!!، وحياءه الراقي!! ، وحبه للصالحين والمجاهدين والاستشهاديين!!، وزهده في الدنيا!! ، وإقباله على الآخرة!! ، اتضحت هذه الروحانية في شخص أبي عبد الله ، ولأن من ذاق ليس كمن سمع ، نصب أبو عبد الله نفسه داعية إلى الله على خطى خير خلق الله من المرسلين والنبيين والمصلحين، فهي مرات عديدة التي كان يحضر وينسق مع الدعاة لوعظ المجاهدين باستمرار، وهو في ذلك قدوة مقبل على دروس الوعظ والتعلم نادرا ما يتركها أو يقوم منها . يشهد الصف الأول تبكيره للصلاة، وتتحدث الجمعة عن إتيانه الباكر والجلوس مع الأوائل، وفي رمضان يصارع الزمن ليغدو مفطرا على عجل ويحجز مقعده مع المقبلين على ربهم، وليال القيام تعرفه أنه لا ينام، ويومي الاثنين والخميس تذكره في نافلة الصيام، سطر اسمه مع الطالبين لعلوم القرآن حفظاً وتلاوة وتجويدا فألزم نفسه حلقاته بجد واجتهاد . قلب ألف الطاعة منذ الصغر وورثها عن أبيه وعائلته الملتزمة المؤمنة ، تحدث زوجه عنه قائلة :" كان يطيل السجود بالليل لتصل سجدته الواحدة لما يقارب نصف ساعة وأسمعه يدعو اللهم فتفتني في سبيلك ". حريص أشد الحرص على الصلاة فعندما أصيب إصابة خطرة قبيل الحسم العسكري كان مع ألمه الشديد يكلف نفسه فوق طاقتها ليتوضأ ويجلس للصلاة ، بل وكان يغمى عليه وهو في الصلاة فيعيدها مرة تلو مرة دون أن يكل أو يمل . فاض بالتزامه على الآخرين فعقد منافسة مع أخيه أحمد في تلاوة القرآن ، وعند عودته من دورة التجويد يدارس والدته ما تعلم من أحكام. هي نورانية دافقة بمعان تشد القلب والعين نحوها ، بل وتوقفها ساعات تأملية ووقفات تعليمية في مدرسة النور الإيماني الذي سطع بقلب محمد. [color=red]الحكيم أبو البراء.. اتخذ الجهاد سبيلا نحو رضا ربه[/color] [img=042012/re_1333959764.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] هي روح الإنسانية ، وجمال التدين الساكن في ضلوعه ، فكان لا يتردد البتة في مساعدة الناس ومداواتهم ، بل يرفض أن يأتيه المريض خاصة من جيرانه وأصدقائه فهو من يذهب ويبادر ويساعد ويداوي وبكل صدر رحب، كان يصرف الدواء للفقراء والمحتاجين على حسابه الشخصي وتأمينه الصحي. في أروقة بيته شكل شادي صورة رائعة للشاب المسلم الرحيم بأهله، والعطوف على إخوانه، والحريص كل الحرص على بر أبيه وأمه وأجداده . ليس غريبا أن تصل علاقته الحميمة بأمه إلى درجة أنها كانت بمثابة صديقة له يودع لديها أسراره، ويجعل في حوزتها أخباره، يرتمي بأحضانها مالئا كله بحنانها، ويسعى على الدوام لإدخال السرور عليها ، فأولته هي اهتماما بالغا وحرصا زائدا، فكان يدعى بابنها المدلل. كما كان الذراع اليمين لأبيه، وسندا لأهل بيته كونه تميز بتحمله للمسؤولية وايجابيته العالية، وقدرته على التغلب على المشكلات، وكان يساعد والده في تجارته، بل كان محل ثقة الزبائن والتجار، فكان وسيطا لهم عند والده . وأولى زوجه وابنه "البراء" وابنته "هلا" حبا وحنانا وعطفا ، فكان نعم الزوج، ونعم الأب العارف لدوره، ساعيا بكل ما أوتي من جهد ليغدو بيته لبنة إسلامية تشيد للمجتمع المسلم الحق. بلغت محبته الآفاق، وتهادى الناس عليه مقبلين ومحبين، فهو الراحل عن حظوظ نفسه، والمهاجر لذاته، في سبيل الله، وإسعاد شعبه وأمته . ما مضى غيض من فيض محطات خير وبر ورحمة تتشرف الكلمات بذكرها لمن تعبوا لنرتاح ولمن سهروا لننام بارتياح. رحل أبو المجد ، وأبو عبد الله و أبو البراء ، ودعّتهم القلوب ودموع العيون، رحلوا في أبهى رحلة ربحتهم فيها السماء، ومما يخفف الأحزان، ويصبر الإنسان، أنها النهاية المرجوة، والخاتمة التي توسلها من ربه فتحققت . إنهم رجال في زمن عز فيه الرجال ، وصفوة الأبطال ومجاهدي القسام ، أقر بشجاعتهم العدو قبل الصديق ، منحهم المؤمنون الحب، وشهد لهم المجاهدون وأعطوهم العهد، قسما يا عظام إنا على دربكم لسائرون . فلسطين ، الأقصى والأسرى ، كنتم في قلوب الشهداء ، عاشوا لأجلكم ، وجاهدوا لخلاصكم ، وإعلاء كلمة الله في أرضه .. أيها المجاهدون ذا الطريق فاسلكوه . أيها المجاهدون تم البناء ، واكتمل الصرح ، واتسعت أروقة الجامعة العملاقة ، وانتصبت كليات العطاء ، فمنها تخرجوا ، وفي صفوفها تتلمذوا ، ليعرف الصهاينة أن فينا ألف ألف تيسير ومحمد وشادي ، وإن رحم الكتائب الذي أنجبهم لن تعقم أن تلد مثلهم من الأبطال والقادة. أبو المجد..شاليط يذكرك اليوم أبو المجد..شاليط يذكرك اليوم