يصادف الثاني عشر من شهر تموز الذكرى الثانية لقصف الاحتلال الإسرائيلي مسجد الفاروق بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وتدميره بشكل كامل.
فمع قبيل ساعات الفجر، ومع تصاعد القصف الجوي على قطاع غزة في اليوم الخامس من العدوان الإسرائيلي على غزة، استيقظ سكان مخيم النصيرات على صوت انفجار قوي، وأخذ كل واحد يتحسس ويحاول معرفة مكان الانفجار، كونه وبحسب خبرة سكان القطاع المحاصر، وفي الحرب الثالثة لهم يرجع الصوت "لصاروخ أولي أو تحذيري كما يطلق عليه سكان القطاع".
وبعد أقل من 5 دقائق، وبعد صعوبة معرفة مكان صاروخ طائرة الاستطلاع الذي يسبق قصف اف 16، ونظرا لعدم تواجد أحد داخل مسجد الفاروق، قامت قوات الاحتلال بقصف مسجد الفاروق وسوته بالأرض، الأمر الذي أدى إلى وقوع إصابات كثيرة في صفوف جيران المسجد.
مئذنة شامخة
سوت طائرات الاحتلال كل طوابق مسجد الفاروق بالأرض، غير أنه مئذنته ظلت شامخة واقفة ترفض الانكسار، فكانت شاهدة على جريمة الاحتلال بحق بيوت الله عزوجل.
تناثرت المصاحف في كل مكان، والتف سكان المخيم حول مسجدهم المدمر، يجمعون حطامه، ويحاولون رفع القرآن الكريم عن الأرض.
نجا من قصف مسجد الفاروق مولد المسجد الكهربائي، حيث سقط من سقف المسجد على الأرض، وكلف صيانة ما يقارب 3 آلاف دولار، غير أنه لا يزال عامرا يخدم سكان المسجد ليومنا هذا.
مصلى بديل
لم يستطع سكان حي الفاروق صلاة فجر يوم قصف المسجد على ركامه نظرا لتسارع وتيرة الحرب، وقصف بيت مجاور للمسجد، فكانت صلاة الظهر هي الأولى لهم في مصلى بديل بجوار المسجد.
اجتمع شباب المسجد وأقاموا المصلى المؤقت لمسجدهم المدمر، جمعوا الحصائر والخيام وجهاز الصوت، وحاولوا توفير مقومات الراحة للمصلين، فكان لهم مسجد مؤقت الأكبر في النصيرات، بعدما سمحت لهم بلدية النصيرات باستخدام بدروم السوق المركز كمصلى مؤقت بمساحة تزيد عن الدونم.
رحلة الإعمار
وفي السياق، أكد رئيس لجنة إعمار مسجد الفاروق أحمد الجمل على أن مرحلة إعادة إعمار المسجد واجهت عدة معوقات، أبرزها الحصول على التمويل المناسب، ورفض الاحتلال إدخال المسجد ضمن حصص الأسمنت الموزعة على المشاريع في بداية الأمر.
وأشار الجمل إلى أن مسجد الفاروق سينتهي إعادة إعماره خلال شهور قليلة، مثمنا جهود جمعية قطر الخير في توفير التمويل المناسب، ومقدما شكره لرواد المسجد الذين التفوا حول مسجدهم المدمر، وقدموا كل ما يستطيعون من أجل أن يبقى الفاروق صادحا بالأذان والصلاة على الدوام.
وشهد مخيم النصيرات خلال حرب 2014 قصف 4 مساجد، بدأت بقصف مسجد الفاروق بتاريخ 12/7/2014، ثم مسجد الإحسان، ثم مسجدي القسام والشهداء بتاريخ 9/8/2014، ولا تزال عملية إعادة إعمار المساجد المدمرة تشهد حالة بطئ شديد.
