ولى الزمن الذي كنا نستنكر تجاهل الدول العربية لجرائم الصهاينة بحق الفلسطينيين، وولى الزمن الذي كنا نصرخ فيه ونطالب بتدخل عربي لإنقاذ الفلسطينيين من براثن الصهاينة أو لإنقاذ القدس من التهويد، أما مسألة المطالبة بتحرير فلسطين فأصبحت من الأزمان البائدة.
في عصر الانحطاط العربي الذي نعيشه وصلنا إلى مرحلة نرجو فيها الأنظمة العربية بل نستحلفها بالله أن تترك القضية الفلسطينية وحدها، نستحلفهم بالله ألا يتدخلوا في الشؤون الفلسطينية الداخلية.
لم تعد فلسطين حصان طروادة يركبه العسكر للاستيلاء على السلطة بحجة تحريرها، بل أضحت حصان طروادة يركبه العسكر وتركبه أنظمة عربية لتقديمها عربون صداقة للعصابات الصهيونية في القدس المحتلة أملا في تثبيت عروشهم وكراسيهم.
يتسابق زعماء عرب وكثير ممن من يطمح بالمسؤولية في العالم العربي اليوم لنيل رضا نتنياهو وسائر أفراد عصابته، وليتهم يفعلون هذا فحسب؛ بل إنهم يضعون كل إمكاناتهم وعلاقاتهم بالقضية الفلسطينية تحت تصرف العصابة الصهيونية.
يوظفون علاقاتهم بالفلسطينيين لصالح الصهاينة، بل يبتزون الفلسطينيين ويجبرونهم للسير في ركابهم، ويستغلون علاقتهم بفلسطين ليحظوا بالشرعية الدولية.
أيها السادة لن نقف أمام أطماعكم وطموحاتكم، وكل ما نرجوه أن تتركوا القضية الفلسطينية وشأنها ولا تستخدموها لمآربكم وتأمين مصالحكم وتثبيت عروشكم وكراسيكم.